هذا ما حصل في “الجنوب الثالثة”
القراءة الواقعية والرقمية لما حصل في انتخابات قضاء مرجعيون- حاصبيا في دائرة الجنوب الثالثة، لا تبين حصول تغير حقيقي في عملية التصويت ونسبها، بل تؤكد أن حجم التصويت لمصلحة “لائحة الأمل والوفاء“ لم يتغير على الاطلاق، بل على العكس ارتفع قليلاً.
ففي انتخابات العام 2018 كان عدد المقترعين لمصلحة هذه اللائحة 193224 مقترعا، بينما ارتفع هذا العدد في انتخابات 2022 الى 197822 صوتاً، لكن الذي حصل فعلاً أن عدد اللوائح المنافسة في العام 2018 بلغ خمسة لوائح، نالت جميعها 29525 صوتا، ولم تستطع أي منها الاقتراب من الحاصل الانتخابي، بسبب توزع الأصوات وتشتتها، علماً أن لائحة الحزب الشيوعي حينها، والتي كانت تحمل اسم “لائحة صوت واحد للتغيير” نالت فقط 5895 صوتاً، بينما نالت لائحة “الجنوب يستحق” 17058 صوتا، ولم ينل مرشحها الدرزي وسام شروف سوى 2512 صوتا، بينما كان الصوت التفضيلي المرتفع لمصلحة مرشحها السني عماد الخطيب الذي نال وقتها 8543 صوتاً.
خلاصة القول إن النسبة المئوية للمقترعين المعارضين لـ “لائحة الأمل والوفاء“ لم تتغير، وما تغير فعلاً هو تجمع أصوات المقترعين المعارضين لمصلحة “لائحة معا نحو التغيير“، وعدم حصول اللاّئحة الثالثة “صوت الجنوب” سوى على 952 صوتاً، وهذا يؤكد أن اتجاه معظم الاصوات المعارضة الى “لائحة معا نحو التغيير“، كان لسببين، الأول: هو عدم وجود لوائح منافسة أخرى، والثاني: وجود مرشحين داخل اللائحة مشهود لهم بالكفاءة ولهم جمهور يعتد به بسبب قربهم من الناس، وأهمهم المرشح الياس جرادة، وهذا يفسر ارتفاع عدد المقترعين نسبيا في العام 2018 لمصلحة “لائحة الجنوب يستحق” وتركز الاَصوات التفصيلية لمصلحة المرشح المقبول من جمهور المقترعين المعارضين حينها وهو عماد الخطيب.
كما يفسّر أن أي عمل سياسي قد يعوّل عليه في هذه المنطقة لا يمكن أن يكون من قبل أصحاب الأبواق المستفزّة للمقاومة، بدليل أن “تصريحات المرشحين المنافسين بشكل يتماهى مع سياسة 14 أذار ضد المقاومة وسلاحها أدت الى تراجع أصواتهم التفضيلية الى حدودها الدنيا، كما حصل مع المرشح خليل ذيب، الذي لم ينل سوى 417 صوتاً تفضيلياً، علماً انه كان يعوّل على امكانية أن يستقطب أصوات اضافية لمصلحة الللائحة، كونه مزارع ومن الناشطين في المظاهرات المطالبة بحقوق مزارعي التبغ“.
وما يؤكد ذلك أن “الطبيبين أحمد مرمر ومشهور نحلة، ابنا بلدة الطيبة في قضاء مرجعيون، خرقا لائحة حزب الله وأمل في الانتخابات البلدية ثلاثة مرات، بسبب حضورهما الاجتماعي وخدماتهم الانسانية داخل البلدة”.
وما برز في نتائج الانتخابات الأخيرة، هو الاقتراب من امكانية احداث خرق ثالث في المقعد السني لمصلحة المرشح محمد قعدان الذي نال 1059 صوتا، على حساب المرشح الفائز قاسم هاشم الذي نال 1215 صوتاً، مع عدم وجود أي امكانية لحصول أي خرق في أي مقعد شيعي نظراً للفرق الشاسع بين الأصوات، اذ نال المرشح الشيعي، الفائز الأول، في لائحة الأمل والوفاء علي فياض 37047 صوتا، ونال المرشح الشيعي الثاني والأخير علي حسن خليل 13000 صوتا، بينما نال المرشح الأول في لائحة معا نحو التغيير ابراهيم عبدالله فقط 651 صوتاً.
داني الأمين