انتخابات

هل يكسر المجلس النيابي الجديد النمط الأنثوي؟

منذ بدء تقديم طلبات المرشحين للانتخابات النيابية، برزت الكثير من الوجوه الجديدة، ولكن اللافت في استحقاق 2022 هو العنصر النسائي الذي كان بارزا في العديد من اللوائح في الدوائر الخمسة عشر في لبنان، حيث كانت هناك زيادة واضحة ولافتة في عدد المرشحات اللواتي قرّرن خوض هذه التجربة بعكس كل الدورات السابقة منذ الاستقلال وحتى اليوم.

فهل لأنهن يملكن الجدارة والكفاءة والجرأة، أم أنه الوضع الاستثنائي الذي طرأ على المشهد السياسي في لبنان منذ السابع عشر من تشرين الأول عام 2019، وفتح آفاقاً أمام جميع فئات المجتمع اللبناني؟

“احوال” استطلع بعض الآراء حول هذه الظاهرة الجديدة، فكيف كان وقعها على الناخبين وهل تملك السيدات قدرة التأثير او الاقناع في الناخب الذي سئم من كل الاوضاع التي تدور حوله؟

المواطنة جمال سعد تؤكد ان “المرأة تستطيع وبكل سهولة ان تتولى اصعب واشقى المهمات، فهي التي تعلمت وسعت وراء اهدافها، وعملت ووصلت الى اعلى المراكز، ألا يحق لها ان تشارك في الحكم وبفوة وبخاصة أنها أثبتت أنها قادرة على ادارة الملفات بحرفية لافتة؟، وبالتالي فلا يجوز بعد اليوم ان نحصر المساحة الأوسع من السياسة بالرجال”، وتقول: “جربوا كتير وما طلع من امرهن شي”، فلنترك مساحة كافية للمرأة وانني على ثقة تامة بانها قادرة على تصويب البوصلة وما يجب علينا إلاّ ان نعطيها فرصة في صناديق الاقتراع.

اما طوني صقر، فيقول: “اتمنى ان يكون المجلس النيابي مكونا من سيدات فقط، ولو انهم تركوا النساء يحكمن البلد لكنا اليوم نعيش في جنة، لان عنصر الامومة لديهن يغلب الشر الموجود عند معظم الرجال في التعاطي مع الملفات، لذلك ليس لدي اي مشكلة بانتخاب اي سيدة لتولي مقعد نيابي وربما رئاسي”.

بدورها لينا عطية تشير الى ان “المرأة ليست نصف المجتمع، بل هي المجتمع بحد ذاته، فهي الزوجة والاخت والصديقة والام التي تربي اجيال المستقبل، ومنها يستمد الرجال قوتهم وبالتالي يحق لها ان تترشح لاي منصب كان فهي لمستحقة وبجدارة”.

اما باتريسيا رستم، فتؤكد أن “المرأة قادرة ان تتولى مناصب قيادية وعليا، ونحن معها وحان الوقت ان تبرز اكثر، وهذه الترشيحات اللافتة في هذه الدورة تعتبر منصفة للمرأة وتؤدي الى ارساء مبدأ المساواة”.

من جهتها تقول موني نمنوم: “لاحظنا هذه السنة عدد لا يستهان به من المرشحات للمجلس النيابي ومن ضمن هؤلاء نرى سيدات مثقفات ولهن مراكز ثقافية عالية، وهذا الامر يبث نوعاً من الامل في نفوس المواطنين الذين يثقون بان المرأة قادرة من خلال مرونتها وصوابيتها ان تجعل لبنان يصل الى بر الامان والسلام”.

وتضيف: “ان وجود العنصر النسائي في المجلس النيابي امر مهم للغاية لان المرأة التي تربي اجيال قادرة ان تثبت نفسها وترفع الصوت عاليا، متمنية ان يرتفع عدد المرشحات عند كل استحقاق لاحق لان وجودهن ضروري ومهم”.

إنها ايام معدودة تفصلنا عن الاستحقاق النيابي، فهل سنرى المجلس بحلّة أنثوية جديدة، بعكس المجالس السابقة التي كان فيها العنصر النسائي لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، فيعمل على كسر النمط الأنثوي المترسخ في الأذهان، ويسجّل قاعدة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية؟

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى