أبو فاعور: الإنتخابات ستحصل وعلى الناس أن يختاروا
أكد عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل ابو فاعور ان “الإنتخابات ستحصل وعلى الناس أن يختاروا، فإما ينتج عن الانتخابات مجلس نيابي وطني متوازن غير مرتهن، حر، ديمقراطي، إصلاحي، وحكومة وطنية حرة إصلاحية غير مرتهنة، او ينتج عنها حكومة لون واحد وفريق واحد وحكومة أخذ البلد الى المزيد من مسار الإنهيار الذي برأيي ليس مسارا عفويا، بل هو مسار مرسوم سلفا، وهذا مسار مخطط له، عندما نسمع بعض القوى السياسية تقول فلنتوجه شرقا، ماذا يعني التوجه شرقا، يعني لننس علاقتنا مع العرب وننسى التكوين التاريخي للبنان”.
كلام أبو فاعور جاء خلال تمثيله رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط الذي رعى حفل تكريم المعلمين المتقاعدين منذ العام 2019 الى العام 2022 في احتفال حاشد أقيم في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، بدعوة من مفوضية التربية والتعليم في وكالة داخلية البقاع الجنوبي في التقدمي وهيئة دعم المدرسة الرسمية في قضاء راشيا.
حضر الاحتفال النائبان السابقان انطوان سعد والدكتور أمين وهبي، المرشحون على لائحة “القرار الوطني المستقل” الدكتور غسان سكاف، الدكتور جهاد الزرزور وعباس عيدي، أمين السر العام في التقدمي ظافر ناصر، نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني وهبي أبو فاعور، المدير الاقليمي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، المفتش التربوي سلمان زين الدين، المفتش التربوي السابق جوزيف سليم، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي، عضوا المجلس المذهبي الدرزي علي فايق والنقابي اكرم عربي، رئيس فرع تعاونية موظفي الدولة في البقاع نزيه حمود، رئيس مركز عين للاعلام والتوثيق الإعلامي حسن بحمد، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، مدراء مؤسسات تربوية وهيئات ثقافية واجتماعية رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات والاساتذة المتقاعدون المكرمون.
وقال أبو فاعور: “باسم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط وباسم أهل المنطقة وباسم ابنائها من الذين تتلمذوا وتربوا وتعلموا على اياديكم بصبركم وبمعاناتكم وجلدكم، نقيم هذا الإحتفال نحن ومفوضية التربية وهيئة دعم المدرسة الرسمية التي أعتقد أنها طالما كانت شريكا أساسيا لنا، بحمل الهم التربوي في هذه المنطقة، ربما من الدروس المستقاة من التجربة الأخيرة التي نعيشها في لبنان هو أن في لبنان أزمة نظام وأزمة سياسة، ولكن للأسف أزمة قيم وأخلاق وقد كشفت الأزمة الأخيرة أسوأ ما فينا جميعا أو معظمنا، فلم يرحم أحد أحدا، في كل مستويات حياتنا الإقتصادية والتجارية والسياسية، حتى الاجتماعية لم تكن الرحمة موجودة، ما يدل بقناعتي أنه صحيح لدينا أزمة نظام وأزمة سياسة ونحتاج إلى إنقاذ، ولكن نحن لدينا أزمة أخلاق، أزمة قيم، عندما يأكل المواطن المواطن الآخر، سواء كان صاحب مؤسسة استشفائية أو تجارية أو مصرفية، من منا رحم الآخر؟”.
وأضاف: “نتحدث كثيرا عن الإنهيار الإقتصادي والمالي، ولكن قلة منا تتحدث عن الإنهيار التعليمي والتربوي، الإنهيار المالي والإقتصادي ربما يمكن تداركه بإجراءات معينة بقروض معينة، بإجراءات إصلاحية يبدو حتى اللحظة أنها غير متوافرة، لكن ماذا عن الإنهيار التربوي والإنهيار التعليمي، وأنا أتحدث عن التعليم الرسمي والخاص، بالتأكيد نحن معنيون أكثر بالتعليم الرسمي، ولكن التعليم الخاص أيضا ومؤسسات التعليم الخاصة هي جزء من هوية لبنان وصورته وتكوينه، لبنان بلا التعليم والمؤسسات التربوية هو لبنان ناقص، حتى اللحظة كل ما يلهج به أهل السياسة، الإنهيار المالي والإنهيار الإقتصادي وصندوق النقد وكيفية تأمين المساعدات، ولكن هذا العطل وهذا العطب الذي يحصل في المؤسسات التربوية في لبنان التي هي نتيجة عقود طويلة في لبنان من الإرساليات التي بدأت تأتي إلى لبنان تقريبا منتصف القرن التاسع عشر، التي أسست لهذا المستوى التربوي والمستوى التعليمي تنهار تباعا، ليس هناك اليوم من جامعة سواء الجامعة اللبنانية أو الجامعات الخاصة إلا وتعاني، ما معنى ان الجامعة الأميركية تبحث عن ملاذ آمن لها في قبرص أو العراق أو غيره، ما معنى ان جامعات عريقة وتاريخية في البلد تنزح إلى أماكن أخرى، هذا نقص فادح في الشخصية وفي الهوية اللبنانية بتاريخ وإرث لبنان. ما معنى أن هناك مدارس خاصة بدأت التفكير بإقفال أبوابها، ما معنى أن هناك مدارس رسمية تعاني، لا انترنت ولا كهرباء”.
واعتبر ان “هذا هو الضرر الذي لا يعوض في لبنان، وأنا أعتقد أن هذا الامر الذي يجب أن تنصرف إليه جهود المسؤولين في لبنان في الإنقاذ الذي لا يبدو متيسرا حتى اللحظة”.
وقال: “حتى اللحظة لا يبدو أن هناك انقاذا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا تربويا، وحتى اللحظة نحن في ظل حكومة محكومة من عهد لا يزال ينفذ كل رغباته، واعطي مثالا الكهرباء، ما الذي يؤخر الكهرباء؟ الذي يؤخرها هو إقرار خطة كهرباء وتشكيل هيئة ناظمة، والهيئة الناظمة ممنوعة وممتنعة وخطة الكهرباء ممنوعة وممتنعة، لأن هناك في السلطة من لا يزال يصر على أن تسير الامور وفق ما يريد أو لا تكون، يعني قرار شخصين أو ثلاثة لمصالحهم السياسية والخاصة غير النبيلة والوضيعة، تقعد شعبا بأمه وأبيه في العتمة، وعدنا بالكهرباء من الأردن والغاز من مصر والتمويل من البنك الدولي، لكن البنك الدولي لن يمول خطة كهرباء فيها معمل فقط، تنفيذا لمشيئة سياسية أو شخصية لشخص، والبنك الدولي لن يمول خطة كهرباء لمؤسسة ليس فيها هيئة ناظمة أو لقطاع ليس فيه هيئة ناظمة، لأن الهيئة الناظمة ستأخذ من صلاحيات طرف سياسي متنفذ في الكهرباء”.
وتابع: “الزمن زمن انتخابات وأعلم أن اي سياسي مدان سلفا عندما يطل على المواطن ليبشر بالإنتخابات، لكن الإنتخابات ستحصل، وعلى الناس أن يختاروا، وهذه الإنتخابات إما ينتج عنها مجلس نيابي وطني متوازن غير مرتهن، حر، ديموقراطي، إصلاحي، وإما ينتج عنه عكس ذلك. المجلس النيابي إما ينتج عنه حكومة وطنية حرة إصلاحية غير مرتهنة، او ينتج عنه حكومة لون واحد وحكومة فريق واحد وحكومة أخذ البلد الى المزيد من مسار الإنهيار، ومسار الإنهيار برأيي ليس مسارا عفويا، كل السياسيين يتحملون مسؤوليات بقدر مشاركتهم بالقرار، لكن هذا المسار الإنحداري هو مسار مرسوم سلفا، وهذا مسار مخطط له، عندما نسمع بعض القوى السياسية تقول فلنتوجه شرقا، ماذا يعني التوجه شرقا، يعني لننسى علاقتنا مع العرب وننسى التكوين التاريخي للبنان، ونذهب لنرى ماذا يحصل مع الدول التي لديها طموحات ان تضع يدها على لبنان وعندها هي تمولنا بالكهرباء والدواء، وهو برأيي مشروع انقلابي على هوية لبنان وتكوينه. هذه الإنتخابات النيابية، إما ينتج عنها عهد وطني غير مرتهن، عهد يسعى لمصلحة البلد وإما نستمر بتجربة السنوات الماضية العجاف مع عهد يدعي القوة، ولكن واضح هي قوة الاحقاد وتحريض اللبنانيين وقوة الإستئثار بالمغانم والسلطة ورهن البلدبخيارات لا علاقة له بها، لا بتاريخه ولا بانتمائه، وبالتالي على المواطن أن يختار، الخيار ليس خيار غسان سكاف أو خيار وائل أبو فاعور أو خيار غيرهم، بل ماذا نريد في المستقبل وماذا نريد للسياسة أن تنتج ليس فقط بالإقتصاد والمال ولكن أيضا بالتربية والتعليم”.
ووجه تحية شكر للمكرمين والمكرمات، وقال: “الشكر لهم باسم أهالي المنطقة على كل ما قاموا به لأجل التربية والتعليم، وفرصة أن اشكر هيئة دعم المدرسة الرسمية واشكر مديرات ومدراء المدارس الرسمية والخاصة الذين تعاونوا وإياهم في الفترة الماضية وكان لنا تجربة متواضعة في محاولة إنقاذ العام التربوي في هذه المنطقة عبر بعض المساعدات من بعض الخيرين الذين استطعنا عبر مساعداتهم إلى حد ما التخفيف من المعاناة”، سائلا “ماذا عن الأعوام الدراسية القادمة، هذا العام الدراسي قطع بأقل خسائر، ماذا عن الاعوام الدراسية القادمة؟ الإنقاذ لا يمكن أن يكون جزئيا، الإنقاذ يكون عندما يكون هناك حكم وطني يقدم مصلحة المواطن على اي مصلحة أخرى، فلنأمل أن تنتج هذه الإنتخابات حكما وطنيا يليق باللبنانيين”.
وختم أبو فاعور: “فقط أريد أن أشير إلى أنه ورغم الظروف الحاصلة نحاول أن نستمر بمسيرة انماء بالمنطقة، أول من أمس أصدر رئيس الجامعة اللبنانية مشكورا ووزير التربية، أعدوا مرسوما وقعوا عليه بتحويل شعبة الصحة في راشيا إلى فرع مستقل، وتم اضافة اختصاص جديد هو اختصاص علاج النطق. آمل أن يسلك هذا المرسوم طريقه من دون معوقات كما حصل معنا في مستشفى راشيا من بعض الاحقاد من الذن يفرضون سلطة غير شرعية لهم على جدول أعمال مجلس الوزراء، الأمر الآخر أنجزنا مع وزارة الثقافة ومع الكونسرفتوار الوطني إنشاء فرع للكونسرفتوار الوطني في راشيا، وآمل أن نبدأ التعليم فيه هذه السنة ونكون أضفنا إلى ما سبق وتعهدنا في هذه المنطقة من إنماء تربوي وثقافي بعض اللمسات”.