مجتمع

“نيال اللي عندو صحن فتوش” في بنت جبيل

سيراً على الأقدام، تحت أشعة الشمس الحارقة، توجّه العشرات من ربات المنازل من بلداتهم الى سوق الخميس في بنت جبيل، الذي عجّ، يوم أول من أمس، بزبائن المنطقة الذين تركوا جميع بسطات السوق المختلفة قاصدين بسطات الخضار، لشراء ما تيسّر لهم من حاجاتهم الرمضانية، على أمل أن تكون أسعار السوق، كالعادة، أقل من أسعار المحلات التجارية المنتشرة في قراهم وبلداتهم.

فوجيء الأهالي هذه المرّة بتغيّر الأسعار وارتفاعها “بنفس وتيرة حرارة الطقس”، كما تقول الحجة نعمة خنافر، من بلدة عيناتا، التي حبست دموعها حسرة على الأوضاع المعيشية والاقتصادية الخانقة، مضيفة: “لا يمكن للأسرة الفقيرة أن تواجه الغلاء وانقطاع التيار الكهربائي المستمرّ معاً؛ الأولاد بحاجة الى الطعام والترفيه، وهذا لا يتوفر في ضلّ الغلاء الفاحش، فأسعار الخضار اللازمة لشهر رمضان مرتفعة جداً هنا، فسعر الخسّة الواحدة 15 الف ليرة وسعر ربطة البقدونس 10 الاف”، لافتة الى أن “بعض الأهالي اضطروا الى قصد سوق الجملة للخضار في مدينة صور، علّهم يوفرون بعض المال على أنفسهم”.

وتستدرك لتقول: “معظم الفقراء هنا لا يستطيعون استئجار السيارات لقصد مدينة صور، وحتى ان تمكنوا من ذلك فشراء الخضار بالجملة يعني ضرورة وجود الكهرباء للحفاظ عليها بالبرادات وهذا أمر غير ممكن أيضاً”.

تقارن خنافر أسعار الأمس بأسعار اليوم، منددة باستغلال التجار للموسم الرمضاني، فتقول: “كان كيلو البندور بـ500 ليرة وأصبح بـ30000 ليرة، وهكذا فإن طبق الفتوش يكلف حوالي 100 الف ليرة”.

ويؤكد على ذلك تاجر الخضار أبو تيمور، من بلدة حاصبيا الجنوبية، معتبراً أن “الأسعار سترتفع أيضاً في الأيام القادمة، نظراً لتصدير كميات كبيرة من الخضار الى سوريا، لا سيما الحامض، الذي يكاد ينقرض من السوق وبات يوجد الأقلّ جودة فقط، وبأسعار باهظة، وهذا سيشكل عبئاً كبيراً على الأهالي الذين يحتاجون اليه في رمضان، ولكن اللاّفت أن الأهالي يشترون كميات قليلة جداً، أي حاجة يومهم فقط، نظراً لقلّة المال لديهم وانقطاع التيار الكهربائي وزيادة حرارة الطقس التي من شأنها اتلاف الخضار المكدّسة”.

وترى أم رائف وزني أن “الأهالي تخلو عن كل شيء لذيذ وشهي في رمضان، من الكبة النية والدجاج واللحوم.. ولم يبق الا صحن الفتوش، الذي لا يزال حاجة لا يمكن الاستغناء عنها في رمضان”، مضيفة: “ولكن يبدو أن الأهالي متجهون للتنازل عن هذه الحاجة أيضاً، والقوى السياسية كل ما تعمل عليه هو تشجيعنا على الانتخاب”.

داني الأمين

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى