مهى الخوري أسعد.. نموذج للنواب السنة في طرابلس؟
بالرغم من مرور ثلاثة عقود بالتمام والكمال على الإنتخابات النيابية التي جرت في العام 1992، فما زال المراقبون والمتابعون والعديد من المواطنين يذكرون “بتهكم” كيف أن المرشحة آنذاك عن أحد المقعدين المارونية في قضاء جبيل، قد فازت بـ 40 صوتاً ونيّف، واستقرّت في مبنى ساحة النجمة لمدة أربع سنوات، مع كل ما يرافق ذلك من محفزات في الحماية الأمنية ومخصصات الزفت وما يضاف إلى ذلك من دعم مباشر وغير مباشر عند إقرار القوانين.
وكل ذلك حصل على عين الأقطاب المسيحية من سياسيين و”إكليريكيين” أعلنوا مقاطعة تلك الإنتخابات، “نكاية” بالذين هندسوا إتفاق الطائف (دولياً وإقليمياً ومحلياً)، فاذا بهم فعلوا ذلك “نكاية” بأنفسهم.
الواضح أن ما حصل في قضاء جبيل سيحصل في المدن الساحلية الكبيرة التي تضم غالبية من الطائفة السنيّة، إبتداء من صيدا في الجنوب إلى طرابلس في الشمال مروراً بالعاصمة بيروت ودائرتها الثانية. فبعد تعليق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري نشاطه السياسي والإنتخابي، وتبعه زملاءه في نادي رؤوساء الحكومات تمام سلام وفؤاد السنيورة وكذلك رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، وتأثر بهم وجوه عدة من الصف الثاني والثالث في قيادات تياري المستقبل والعزم، فُتح الباب أمام عدد كبير من الوجوه التي لم تكن تحلم أن تترشح إلى الإنتخابات، وليس إلى إمكانية فوزها ولو بنسب ضئيلة، خصوصا أن أعداد المرشحين لهذه الدورة قد زادت نحو الضعفين على ما سبقها.
وهذا ما جعل كل الإحتمالات واردة في الإنتخابات المقررة في 15 آيار المقبل، بحيث ربما نرى وجوهاً جديدة تدخل إلى الندوة النيابية بمئات وربما بعشرات الأصوات، كما حصل في انتخابات العام 2018 ووفق القانون النسبي المعتمد حالياً، حيث فاز النائب الراحل مصطفى الحسيني بـ 256 صوتاً فقط وإنضم إلى “التكتل الوطني” مع النواب طوني فرنجيه، اسطفان الدويهي، فريد هيكل الخازن والمرحوم فايز غصن.
وإذا كانت بعض المقاعد شبه محجوزة نظراً للحيثية التي يتمتع بعض المرشحين من دورات سابقة، او يتكئون إلى إرث سياسي وخدماتي معين أمثال: النائب إسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري في صيدا، والنائب فؤاد مخزومي في بيروت والنائب فيصل كرامي، والوزير السابق أشرف ريفي، وكريم نجل النائب محمد كبارة، ورئيس جمعية المشاريع الخيرية في طرابلس طه ناجي ورئيس حركة التوحيد الشيخ بلال شعبان في طرابلس، فإن هناك عشرات الأسماء، وتحديداً تحت شعار المجتمع المدني، التي ظهرت في صورة الترشيحات من باب “فلنجرب حظنا لعل وعسى نكون فلتة شوط”، أو “مهى الخوري أسعد” ثانية، طالما أن هناك مقعدان سنيان في دائرة صيدا، وستة مقاعد في دائرة بيروت الثانية وخمسة مقاعد في مدينة طرابلس، في حين أن هناك وفرة من المرشحين البارزين في محافظة عكار حيث ثلاث مقاعد لنواب سنة يتقدمهم النائبان وليد البعريني ومحمد سليمان، والنواب السابقين طلال المرعبي، خالد الضاهر ومحمد يحيى، وفي الضنية النائبان جهاد الصمد وسامي فتفت.
يقول المثل: “عش رجباً ترى عجباً”.. فلعلنا سنرى العجائب في الانتخابات المقبلة.
مرسال الترس