مجتمع

من شقراء وبنت جبيل.. وداعاً مارون عط الله

تسليما بقضاء الله وقدره، ننعي اليكم وفاة الأب العزيز مارون عط الله، الذي عرفناه عن قرب، محباً وحاملاً لواء الانفتاح على الآخر، وفي الرحلات التي قام بها إلى المناطق اللبنانية، ومن بينها بلدتنا شقراء، كان يتشارك مع أبناء الطوائف الأخرى أخبارهم ونكاتهم، وتقام من خلالها لقاءات للتعارف والانصات الى الذات والى الآخر.
في جلساته ” كانت كل الأمكنة متاحة، كل الأفكار مباحة، لا يحده مكان أو مسؤولية بل يحوّل كلّ مقام أقام فيه، الى ورشة أو غفوة من أجل حلم يتحقق وصرح يشاد”. وعندما زارنا في شقراء ،على رأس حملة” معاً نعيد البناء”، ضمّت وفداً من مختلف المناطق والطوائف.
لم تكن الزيارة عادية، بالنسبة لأبناء البلدة والمنطقة، لأن “الحملة تضمّ رجال دين مسلمين ومسيحيين، وناشطين اجتماعيين ووطنيين مشهود لهم بالكفاءة والمواطنية، أقاموا في منازلنا، تبادلوا معنا همومنا المشتركة بعيداً عن أي انتماء طائفي أو مذهبي”. يومها قال الراحل عطا الله أن ” الزيارة جزء من مشروع متكامل يهدف الى تفعيل الحوار بين اللبنانيين، تؤمن بالانسان أولاً وأخيراً، بعيداً من الانتماءات المختلفة، نعيش ونسكن معاً تحت سقف واحد، لكي يكون همنا الواحد هو لبنان”.
لقد طالب الراحل حينها أن تكون” الحملة للتعبير عن أننا معاً مسلمين ومسيحيين، مؤمنين وغير مؤمنين، فتياناً وشباناً، في عمل ثقافي- وطني، يحلم بالانسان، سيداً، وبالوطن مكاناً يحلو العيش فيه. وتهدف الى بناء المواطن على حقوقه وواجباته، بالحرية والمساواة والتضامن”.
نذكّر أن بلدية شقرا ودوبيه نظّمت حفل استقبال للوفد القادم، بحضور عدد من الأهالي والمهتمين، وعقدت لقاءً حوارياً شارك فيه كل من رئيس مجلس ادارة جريدة الأخبار ابراهيم الأمين،الأب مارون عطالله، الراحل السيد هاني فحص، الدكتور هاني رعد ، المحامي جوزيف حنا الخوري، الناشطة هيفا الأمين والسيد علي عاشور مع عدد من أبناء البلدة، كما نظّمت زيارات للوفد الى كل من منزل المصلح الراحل السيد محسن الأمين وقلعة دوبيه الأثرية، والمركز الثقافي، ومنزل امام البلدة السيد محمد علي الأمين. وبعدها جال الوفد على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة، قبل أن ينتقل الى بلدة رميش الحدودية.
يذكر أن الراحل الأب مارون عط الله، من مواليد اللّيلكي عام 1928، درس في مار شعيا ودير مار أنطونيوس (بعبدا)، وحاز اجازتين في الفلسفة واللاّهوت من معهد القديس يوسف، وعمل مديراً للدروس الابتدائية في المعهد الأنطوني (بعبدا)، ومساعداً في رعيّة مار الياس (انطلياس) فأسس نادي الشراع، ثم ترأس دير مار يوسف (زحلة)، وشارك في تأسيس الحركة الثقافية في انطلياس عام 1979. وأسس مركز الدراسات والأبحاث المشرقية عام 1989، وترأسه، كما شغل منّسقاً لانتظارات الشباب حتى العام 2007.

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى