بالصور/ الاحتفال بمرور ٦٠ عاماً على انشاء “المجلس الوطني للبحوث العلمية
رعى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الاحتفال بمرور ٦٠ عاما على انشاء “المجلس الوطني للبحوث العلمية” في السراي الحكومي صباح اليوم ،بمشاركة وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي،وزير المال يوسف خليل، وزيرة التنمية الادارية نجلا رياشي، رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري، الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث الدكتور جورج طعمه، والأمين العام للمجلس الدكتور معين حمزة ،رئيس الجامعة العربية الدكتور عمرو العدوي، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور ميشال معوض،رئيس جامعة سيدة اللويزة الاب بشارة الخوري، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، المديرالعام لجامعة القديس يوسف فادي جعارة، وعدد من ممثلي الهيئات الديبلوماسية والتربوية.
حمزة
بداية تحدث الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة في كلمته: “لقد أوقعت الأزمة المالية المجلس وشركاءه في محنة كبرى لجهة الحفاظ على تميز لبنان العلمي والأكاديمي في المنطقة العربية. فأدى ذلك إلى تقلص موازنة المراكز والمشاريع البحثية وبرامج إعداد الأطر المتخصصة من خمسة ملايين دولار إلى ما يناهز المئتي ألف دولار في السنة؛ وفقد المجلس بذلك أحد أفضل ميزاته التي تمثلت خلال عقدين من الزمن بتكريسه ما يزيد عن خمس وسبعين بالمئة من موازنته للمشاريع العلمية.أضف إلى ذلك تدني القدرة على تأمين الخدمات الأساسية وتعويضات الاستشفاء والعلاجات الطبية، وتعذر الحصول على أموال الدعم الخارجي للمشاريع بقيمتها الفعلية، مما أدى إلى نوعين من هجرة العلميين، هجرة باتجاه الخارج، معلنة وقانونية، واحباط ويأس يوازيان الهجرة ويتسببان بأجواء عمل سلبية ومناخات غير صحية.أمام هذا الوضع الصعب الذي لا يمكن تجاهله، ما زالت مجموعة من الزميلات والزملاء تجتهد كل يوم لإيجاد مبررات للتفاؤل والمضي بالعمل واحترام التزامات المجلس الوطنية والدولية، والسعي الدؤوب لبناء شراكات مبتكرة واستقطاب دعم خارجي أصابه الضمور مع تنامي يأس المنظمات الدولية وبرامج التعاون الثنائي الأوروبية من القدرة على الاستفادة من الموارد التي تضعها بتصرفنا نتيجة القيود المالية التي يفرضها مصرف لبنان.
وتأكيداً على تصميمنا المضي قدماً في تعزيز مسيرة المجتمع العلمي في لبنان، فقد باشر المجلس مشاوراته مع الشركاء من جامعات لبنان العريقة ومؤسساته المعنية بهدف إطلاق مشاريع جديدة لدعم البحوث وإتاحة فرص مبتكرة لإعداد الأطر العلمية الشابة، والسعي لتأمين موارد مالية هامة من برامج التعاون الدولية والمتعددة الأطراف.ندرك بأن مهمتنا لن تكون سهلة وأن التحديات سوف تتعاظم، إلا أننا نؤمن بأن الحفاظ على المؤسسات مسؤولية وطنية، تستحق التمسك بها وحمايتها من الإنهيار.
وزير التربية
وقال وزيرالتربية والتعليم العالي عباس الحلبي :دون الغوص في إنجازات المجلس التي يصعب تعدادها إلا أن ما يجدر ذكره هو إصرار المجلس، بجناحيه الإداري والعلمي وبمؤازرةٍ من شركائه المحليين والدوليين، على تمكين مفاهيم البحث العلمي داخل الجامعات وتفعيل منظومة البحوث على امتداد الوطن، وذلك في ظل عقبات متنوعة بعضها بنيوي كضعف التمويل الرسمي للبحوث وعدم اكتراث السلطة السياسية لضرورة تشكيل جماعة علمية مؤثّرة ذات دور محوري في التنمية الإجتماعية والإقتصادية وفي تعزيز ثقافة المواطن وفكره… والبعض الآخر من العقبات مرتبط بالوضع العام اللبناني كتهميش العلميين والنقاش العلمي رغم ازدياد التحديات العلمية على أنواعها وازدياد الحاجة لإسهامات الباحثين في حلّها، بالإضافة إلى ضعضعة ثقة المواطن بمعظم المؤسسات والإدارات العامة التي تُتّهم دوما بالفساد والإخفاق دون تمييز بين الغث والسمين، دون أن ننسى الإنفلاش الطاغي في مشهدية التعليم العالي في لبنان وما رافقه من تسليع للشهادة الجامعية، ومن ضمنها شهادة الدكتوراه، مما يقوّض الكثير من الجهود المبذولة للحفاظ على جودة وسمعة منظومتنا العلمية.
إلا أن ما يهمّنا اليوم هو التطلّع نحو المستقبل وضرورة حماية مؤسساتنا العلمية والإنكباب على وقف النزيف الحاصل الذي تجسّده الأرقام المخيفة عن هجرة العلميين والكوادر البحثية سعياً وراء بلادٍ تتيح لهم العمل في بيئةٍ تتوافر فيها الشروط العلمية والعملانية، والأهم أنها تحيطهم بالإستقرار الضروري والحيوي كي يكرّسوا طاقاتهم للّحاق بتطلعاتهم العلمية وتحقيق ذواتهم. فما نحن فاعلون كي نُمَنّع مؤسساتنا ضد الترهّل والتآكل الذين يهددان مستقبلها ويشكلان لها خطراً وجودياً إن لم نستشرف حلولاً مستدامة؟
أضاف” كوزير للتربية والتعليم العالي وكأبٍ ومواطنٍ قلق على وطنه، أؤكد أن لا قيامة للبنان دون إصلاح منظومته التربوية ودون معالجة العِلل التي فتكت بها على كافة المستويات وفي كل المراحل بدءاً من المقاعد الأولى للدراسة ووصولاً إلى الدراسات العليا… في هذا المسار الطويل والشائك وفي ظل أزمات غير مسبوقة، علينا أن نشرك العلميين وبالأخص الأجيال الشابة التي تزخر بطاقات مبدعة تخوّلها التكيّفَ السريع مع المتغيّرات واجتراحَ حلولٍ خارجةٍ عن المألوف وبعيدة عن الأنماط الكلاسيكية التي أثبتت قدرةً محدودةً في المرونة والصمود ومجابهة الأزمات وتجاوزها. علينا أن نؤمِن ونثق بهذه الأجيال كي تمارس مواطنيتها الفعّالة وتلعب دورها الإيجابي في بناء مستقبل وطننا وصورته الحديثة.
أيضاً ونحن في شهر المرأة وبعد أيام من الإحتفاء باليوم العالمي لحقوق المرأة، علينا أن نقرّ بأن أحد أهم أسباب التراكمات التي أوصلتنا لهذه الأوضاع الحرجة هو ضمور حضور المرأة في دوائر صناعة القرار السياسي والمالي والإقتصادي وحتى العلمي. أقرُّ، ومن موقعي الوزاري وعن قناعةٍ مطلقة ودون مبالغة، بأننا حَرمنا بلادنا ومؤسساتنا من الكثير من رأسمالنا البشري عندما حيّدنا المرأة عن المواقع التي تحدد مصائرنا كشعبٍ وكدولة. وكي لا تُهدر هذه الثروة البشرية، علينا جميعاً أن نقاتل من أجل انخراطٍ أوسع لهذا المكوّن الخلّاق في رسم سياساتنا العامة.
وقال “اليوم ونحن نحتفل بعيد المجلس، من واجبنا أيضاً أن نذكر اللجنة الوطنية لليونسكو التي دعمت وموّلت الكثير من المشاريع ومنها مشروع “قاعدة البيانات والمؤشرات الوطنية في البحوث والتطوير” والذي ستعرض نتائجه بعد قليل. هذه المؤسسة، التي ندين لها بالكثير من النجاحات في ميادين التربية والثقافة والعلوم، والتي لم تتوانَ يوماً عن صون صورة لبنان الحضارية محلياً وإقليمياً وعالمياً، هي أيضاً من المؤسسات التي يتوجب علينا حمايتها وضمان استمراريتها ولها منّا كل الشكر والتقدير والإمتنان.لن أطيل عليكم بالمزيد وسأنهي كلمتي برسالةٍ للباحثات والباحثين، فأنتنّ وأنتم، بكفاءتكم وأخلاقياتكم وتفانيكم، المخوّلون استرداد المساحة التي يستحقها لبنان في عالم الفكر وإنتاج المعرفة وإغناء الثقافة. اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إتّكالنا عليكم كي نستعيد الأمل بغدٍ أفضل وكي يكون لوطننا لبنان المستقبل الذي يرقى لمستوى طموحاتنا”.
الرئيس ميقاتي
ودعا رئيس مجلس الوزراء في بداية كلمته الحضور الى الوقوف دقيقة صمت عن روح مؤسس المجلس الرئيس فؤاد شهاب. ثم قال: نلتقي اليوم لنحتفل مع المجلس الوطني للبحوث العلمية بمرور ستين عاماً على إنشائه، فيؤكد بذلك صمود العاملين فيه وتطلعهم مع الشركاء من الجامعات اللبنانية والبرامج والمنظمات الدولية لرعاية مسيرة البحوث والابتكار والالتزام بتطويرها خاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها المؤسسات العامة والخاصة في لبنان.فالبحث العلمي ليس ترفاً يمكن تهميشه والاستغناء عنه، بل يشكل القيمة المضافة والسمعة الاكاديمية المميزة لكل مؤسسات التعليم العالي وللعديد من برامج الدولة والقطاع الخاص. كما أن التحديات التي تفرضها الكوارث الطبيعية وجائحة كورونا واستثمار الموارد الطبيعية بشكل سليم وإطلاق مشاريع التنمية المستدامة تستدعي مبادرات فعلية وموثوقة من العلميين في لبنان، ومد المشاريع الوطنية بالخبرات التي نقدر، والتي أثبتت كفاءتها على الصعيدين الوطني والعالمي.
وفي هذه المناسبة أؤكد مجدداً التزامنا بدعم مسيرة المجلس وفاعلية دوره في تنمية العلاقات العلمية والبحثية مع المؤسسات اللبنانية ومع إدارات الدولة، والسمعة الطيبة التي يتمتع بها في المحافل العلمية الدولية والعربية.
وقال:خلال 60 عاماً كان المجلس الوطني للبحوث العلمية شاهداً على قضايا تنموية ومعرفية أساسية في إدارة البلد وقد استقطب كفاءات وشخصيات قامت بمهام رائدة ومميزة، كما اتسمت مسيرته بالقدرة على بناء علاقات تكامل مجدية مع مؤسسات الدولة. تهانينا للمجتمع العلمي في لبنان الذي يعتز بمؤسساته الرائدة وبكل من يساهم بإعلاء شأنها. وكل التقدير للقيمين على المجلس من مجلس الإدارة والأمانة العامة ومراكزه البحثية والامتنان لتصميمهم على متابعة المسيرة من دون إحباط مؤكدين بذلك إيمانهم بلبنان وتميزه العلمي والمعرفي.
ولن ننسى ما قدمتموه لتعزيز الثقة بأحد أهم موارد لبنان، شاباته وشبابه، من خلال كل البرامج المبتكرة التي وضعت لخدمتهم ومساعدتهم على متابعة التحصيل العلمي، فحقق الطلاب من خلال المجلس على مدى السنوات الماضية انجازات كبيرة.
وسام الارز الوطني
وفي ختام كلمته قال الرئيس ميقاتي :تقديرا منا لدور رئيس مجلس ادارة المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور جورج طعمة الذي أمضى 72 عاما في الجامعة اللبنانية والمجلس، ولما يتمتع به من رؤية علمية مميزة،وتقديرا أيضا لاستمراره في مهامه ، وبلوغه العمر المديد ،اطال الله بعمره،فقد منحه فخامة رئيس الجمهورية وسام الارز الوطني من رتبة كوموندور، ويسرني ان أعلّقه على صدره تقديرا وإحتراما. فليتفضل.
طعمة
وبعد تقليده الوسام من قبل الرئيس ميقاتي قال الدكتور طعمة: “أشكر بكل محبة واحترام فخامة الرئيس العماد ميشال عون ومعاونيه في رئاسة الجمهورية ، كما اشكر الرئيس نجيب ميقاتي الذي ما انفك عن تشجيع البحث العلمي ولاسيما العلوم الطبيعية والبيئية واهتم دائما بتعاون الجامعات العاملة في لبنان، كما دعم دوما المحميات واعتنى بالمحافظة عليها.
كما اعتز بالصداقة المتينة التي تشدني بعدد واسع من الباحثين، واشكر الأمين العام الصديق معين حمزة ومعاونيه على كل جهد بذلوه، طيلة الفترة التي عملنا فيها سوية.
فيا أيها الباحثون انتم دعامة لبنان الغد الواعد. اشيد بكم وبابحاثكم التي هي سبب تقدم بلدنا، أكان في جامعاتنا او بعيدا عنها. تعلمون بلا شك أن رفيقة حياتي الدائمة منذ ٦٥ عاما عملت ونعمل سويا بكل حقول ابحاثنا ولقد حولت قسما من منزلنا الى مختبر كامل التجهيز.وختم:”اجدد في النهاية التحية لكم والدعاء بدوام الصحة والعافية مع التمني بأن يعم السلام فيشمل كل أنحاء وطننا الحبيب لبنان.