صيدا-جزين الدائرة الانتخابية الأكثر تعقيداً يلفّها الغموض
تعتبر دائرة صيدا – جزين من الدوائر الإنتخابية الأكثر تعقيداً وغموضاً في لبنان إن على صعيد التحالفات بين المرشحين أو على صعيد القوى السياسية الداعمة لكل مرشح، وعلى رغم الضبابية في المشهد الإنتخابي فقد أعلنت طبيبة الأسنان رنا وليد الطويل ترشحها رسميأً عن أحد مقاعد صيدا – جزين، فيما تم تداول معلومات صحفية أن اسم الدكتور حازم خضر بديع تردد ليكون مرشحاً مستقلاً وهو يلقى قبولاً من عدة أطراف سياسية ومدنية واجتماعية في مدينة صيدا.
التفاوض الإنتخابي بدأ مع اقتراب انتهاء مهلة الترشّح، وغياب النائب بهية الحريري عن المشهد الانتخابي في مدينة صيدا قد فتح المجال امام الطامحين من بين المرشحين الصيداويين لملء هذا المقعد.
لكن السؤال الأبرز، مع من سيتحالف المرشحون في صيدا مع أمثالهم من المرشحين في جزين؟ والعكس صحيح، وخاصة أن هناك تحالفات انتخابية لم تعد ممكنة بعد التطورات على الساحة اللبنانية.
وبالنسبة للنائب الحالي الدكتور أسامه سعد بإمكانه المحافظة على مقعده وحجزه له كون الحاصل الإنتخابي “الصيداوي” يعتبر مؤمن ومتوفر عنده نظراً للقاعدة الشعبية التاريخية التي يحظى بها، والتي زادت بعد تخليه عن أي ارتباط تحالفي لا مع ثنائي “حزب الله وأمل” ولا مع “التيار الوطني الحر”، ناهيك عن استحالة تحالفه مع كل من يمثل “القوات اللبنانية” أو “حزب الكتائب” لأسباب متعددة ترتبط بالأثار المتعلقة بالماضي، ولم يتضح بعد مع أي شخصية سيتحالف سعد في دائرة جزين تؤمن حاصلاً انتخابياً إضافياً، ناهيك عن اسم المرشح الثاني على لائحته في صيدا.
اما الدكتور عبد الرحمن البزري فقد أصبحت الفرصة سانحة أمامه أكثر من أي يوم مضى ليتبوأ المقعد النيابي السني الثاني في صيدا، وهو مرشح من حيث المبدأ على غرار ما كان يفعل دوماً، وأكد أنه لم يكن يوماً في عداد مرشحي السلطة، بل كان دوماً محارَباً منها وضحيّتها، لذا يجد نفسه أقرب الى النبض الشعبي المنتفض في وجه المنظومة وإن كان لا يزال يرى أن التغيير المنشود لا يتم دفعة واحدة كما أثبتت التجربة أخيراً بل يأتي عبر فعل تغييري مستمرّ ومتدرّج.
ولم يحسم البزري تحالفاته بعد ولكنه لن يكون المرشح الحليف للسلطة أو مرشحها، ولا يجد ثمة ما يمنع تحالفه مع النائب سعد خصوصاً أنه سبق أنهما خاضا معاً أكثر من تجربة في الشأن العام سابقاً.
ويشير المسؤول السياسي لـ “الجماعة الإسلامية” الدكتور بسام حمود إلى أن “الجماعة” قد أنهت تشكيل كافة ماكيناتها الإنتخابية التي من خلالها ستخوض المعركة الإنتخابية على مستوى لبنان، وتدعو للمشاركة في هذه الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً، أما مسالة التحالفات فما زالت قيد البحث والدرس لأنّ الواقع الحالي مختلف عن الإنتخابات السابقة بسبب الواقع المعيشي وغياب الحماس لدى المواطنين للمشاركة في الإنتخابات نتيجة وضعهم الاجتماعي.
المشهد في جزين مختلف إذ يبدو أن النائب إبراهيم عازار من أكثر المرشحين راحة في تحركاته وتحالفاته والأكثر إطمئناناً لمصيره، ولفتت مصادر مقربة من النائب عازار إلى أن إعادة إنتخابه لدورة ثانية أمر شبه محسوم، وهو بقي خلال ولايته الحالية بمنأى عن المشاحنات والسجالات مع خصومه السياسيين بالرغم من محاولاتهم الدائمة لإستفزازه، وهو أيضاً شخصية مقبولة جداً في مدينة صيدا بما يمثل من نهج جزيني تاريخي معتدل.
وإذا اعتبرنا أن النائب عازار حُسم أمر انتخابه فإن المقعد الماروني سيتنافس عليه كل من النائب زياد أسود وأمل أبو زيد عن “الوطني الحر” علماً أن هناك صراع أجنحة التيار سيما بين أسود وأبو زيد للفوز بالمقعد الماروني الثاني، وهذا الصراع قد بلغ حداً تجاوز أي صراع آخر بين مرشحين ينتميان إلى خطين سياسيين مختلفين ومتخاصمين، خاصة بعد رفض أبو زيد بشكل مطلق للترشح مع أسود في لائحة واحدة، علماً أن الرئيس بري يتمسك بترشيح عازار الذي يتمتع بحيثية شعبية في جزين وهذا الأمر سيدفع باتجاه وضع باسيل أمام خيار أحدهما النائب الحالي زياد أسود أو زميله السابق أمل أبو زيد، وإن كانت الأرجحية لمصلحة الأخير لأن لا مشكلة في تسويقه صيداوياً بخلاف أسود الذي لم يترك للصلح مكاناً في الشارع الصيداوي.
في حين أعلن العميد المتقاعد جوزف الأسمر ترشحه عن “ثورة ١٧ تشرين” وتحالفه مع من يمثل “الثورة” في مدينة صيدا.
أما القوات اللبنانية فقد أعلنت عن ترشيحها للدكتورة غادة أيوب عن المقعد الكاثوليكي، غير انها عاجزة حتى اليوم عن إيجاد حليف صيداوي يشكل رافعة لمرشحيها، وهذا المقعد يشغله حالياً النائب سليم خوري عن التيار الوطني الحر.
خليل العلي