مجتمع
أخر الأخبار

سيناريو فصل الشتاء في بيروت “المنكوبة” .. فأين البلدية؟

بعد انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من آب،  تحوّلت بيروت من مدينة تعجّ فيها الحياة لمدينة منكوبة، تواجه خطر الوقوع في الفيضانات والسيول في فصل الشتاء بسبب الردم والركام المتجمّع على طرقاتها.

في هذا السياق، يقول المهندس الدكتور ريان أسعد لـ “أحوال” إنّ هطول الأمطار في أي منطقة مكتظة بالسكان، غالباً ما يسبب سيولاً بسبب قلّة المساحات الفارغة وتراكم النفايات وانسداد قنوات الصرف الصحي.

ويشير أسعد إلى أنّ فصل الشتاء هذا العام في بيروت سيكون صعباً إذ إن انفجار المرفأ ترك وراءه كميات هائلة من الردم والركام (حجار، زجاج، حديد) التي ستسدّ الممرات المائية شبه المهترئة أساساً، وستغلق قنوات الصرف الصحي، فتتجمّع المياه في مساحات ضيقة، مما سيؤدي لسيول تؤرق راحة الساكنين في تلك المناطق.

ولفت إلى أنّ البيوت القديمة التي تصدعت أساساتها بسبب ضغط الانفجار، قد تواجه خطر الوقوع على رؤوس قاطنيها إذا لم يتم معالجتها عاجلاً وليس آجلاً.

في هذا الإطار، يقول جهاد بقاعي، مسؤول الوحدة الهندسية في بلدية بيروت، أن البلدية تقوم بعمل جبار منذ الرابع من آب، وأشار الى أن فرق العمل الميداني في البلدية ترفع الركام كل يوم من الشوارع، وترميه في مكان قرب المرفأ مخصص لتجميع الردم، على أن تقوم الشركات المتخصصة بإعادة التدوير والتصنيع بأخذ هذهى المواد وإعادة تدويرها ضمن الأسس العلمية والتقنية الصحيحة.

لكن بقاعي اشتكى من ضيق المساحة المخصصة لتجميع هذا الركام، وكشف أن بلدية بيروت حاولت جاهدة استثمار مساحات واسعة خارج بيروت، إلا أنها لاقت رفضاً من قبل بلديات تلك المناطق ووزارة البيئة التي صنفت تلك المواد بالسّامة.

ويشير إلى أن البلدية تعاونت مؤخراً مع مديرية الجيش (غرفة الطوارئ) لتوسيع مساحة الأرض الخاصة بتوضيب وتجميع الركام، موكدًا أنّ الأمر قيد الإنجاز.

أما عن المشاكل التي تواجههم، أوضح بقاعي أنّ بعض المتطوعين المدنيين يجمعون الردم ويرمونه على جوانب الطريق، الأمر الذي قد يشكل خطراً في حال أمطرت بغزارة قبل إنهاء عمليات رفع الركام بشكل كامل من المناطق المأهولة، لذا تم إنزال فرق مراقبة من قبل المجلس البلدي إلى المناطق التي تجري فيها العمليات لمنع حصول هكذا أمور قد تسبب، بدون قصد، أزمة كبيرة.

أما عن البيوت التي قد تواجه خطر الانهيار بسبب الأمطار والعواصف، كشف أن البلدية خصّصت مبلغ 30 مليار ليرة لتدعيم  الأساسات  المتصدعة لحوالي مئتي مبنى بشكل مؤقت، لتجنب كارثة تشبه كارثة مبنى فسوح.

من جهة أخرى، لا يُستثنى المجتمع المدني من عمليات الإغاثة ودعم المنكوبين ورفع الأنقاض والركام.

وفي هذا الإطار، يكشف جورج بيطار، مطلق مبادرة  live love recycle في حديثه لـ “أحوال” أنّه وكل المتطوعين في المبادرة يعملون بشكل شبه يومي لإزالة الردم خاصة الزجاج (الذي يتم إرساله لشركة إعادة تصنيع في طرابلس) والأجهزة التكنولوجية (التي تأخذها شركة متخصصة بإعادة تصنيع الأجهزة الإلكترونية)، موضحاً أنّهم لا يملكون القدرة على رفع الحجارة والباطون من الشوارع.

وبين جهود الجهات الرسمية وجهود المتطوعين المدنيين، يأمل الأهالي أن تقوم بيروتهم من تحت الأنقاض كطائر الفينيق.

جويل غسطين

جويل غسطين

صحافية لبنانية تهتم بالشؤون الاجتماعية والثقافية، حائزة على شهادة البكالوريوس في الإعلام من الجامعة اللبنانية الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى