منوعات

هل ما قاله ميقاتي غلطة أم “زحطة”؟

كأن القسم الأكبر من اللبنانيين كان ينتظر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هفوة أو “زحطة كلام” ليوجه إليه التحية بأحسن منها، على هامش ما تقوم به حكومته التي أنتظر منها اللبنانيون الكثير ولم تتحفهم حتى الساعة الاّ بالضرائب الباهظة عبر ما يُسمى بالدولار الجمركي وما سيتفرع عنه، من خلال موازنة العام الحالي التي تتضمن كل شيء الاّ ما يمت للمواطن بالازدهار والاستقرار و”المستقبل الخالي من الفساد”.

فما إن تفوه “ابن طرابلس” بعبارته الشهيرة من منبر قصر بعبدا والتي تدعو اللبنانيين للتحمل من الإجراءات التي تعتمدها الحكومة(علينا أن نتحمل بعضنا البعض). حتى إنهالت عليه التعليقات من كل حدب وصوب وأقساها وأمرّها من أبناء الفيحاء التي تحمل بإمتياز ميدالية “أفقر مدينة على المتوسط” بالرغم من أنه قد وصل إلى سدة الكرسي الثالثة لثلاث مرات ووعد المدينة بالمن والسلوى والمشاريع (بمئة مليون دولار)، وتبوأ وزملاء له من المدينة مناصب وزارية عدة ومتنوعة ولم تشهد منهم العاصمة الثانية للبنان الاّ الوعود المكررة كما كان يفعل رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري عشية كل انتخابات نيابية التي يُسجّل لها أنها كانت تحمل لبعض أبناء المدينة مئة دولار وما دون، والتي ربما ستصبح مبلغاً باهظاً في الإنتخابات المقبلة.

فإلى جانب التعليقات الساخرة من عبارته الشهيرة تلك وإحتمال توجه بعضهم إلى منازله ومقراته للإستجمام بضعة أيام طالما أن كل شي متوفر لديكم تحت شعار “لنتحمل بعض” عكف العديد من أبناء عاصمة الشمال الثانية على رفع أسئلة عدة لدولته:”لماذا جعلت من نفسك ومن موقع رئاسة الحكومة حائط دفاع عن منظومة الفساد”؟ وردّ عليهم آخرون :”هل نسيتم أنه كان مشاركاً في السلطة منذ العام 1998 كوزير للأشغال ومن ثم نائباً منذ العام ألفين وتالياً رئيساً لمجلس الوزراء بالتلاتة”؟

وحول ما تسرّب عن قوله أمام مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات من أنه سيعمد إلى الإستقالة في حال تمت إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سارع مغردون إلى الكتابة:”دولة الرئيس، إنه أمر طبيعي ان تعمد إلى مثل تلك الخطوة، لأنك كنت من المسؤولين الذين سمعوا “الحاكم بامر الله” يطمئن طوال سنوات ان الليرة اللبنانية بألف خير، ثم وقفت شاهداً بدون حراك على تدهور أسعار تلك الليرة التي كانت مفخرة للبنانيين لعدة عقود. وكل ذلك من أجل تأمين المظلة الواسعة لحماية من كان حامل عصاة رئاسة أوركسترا الفساد، وابتداع الهندسات المالية التي جلبت له العديد من “الأوسمة العالمية” وأهلته لقرع الجرس في “وول ستريت”.

وعن تردادك في اكثر من مناسبة ان أهل طرابلس لن يجوعوا، فلا لزوم للفت نظرك بما هو عليه حال “مدينة العلم والعلماء” وكيف يتضور العديد من قاطنيها من الجوع. وحيث كانت دعوة رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهاب صادقة بامتياز حين قال:أتفهم قولك بأن خزينة الدولة لم تعد تتحمل وهذا كلام صحيح. ولذلك أقترح عليك الصلاة في طرابلس والغداء في أحد منازل التبانة او المنكوبين لترى الكارثة”!

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى