منوعات

من يستفيد أسرع من ترسيم الحدود لبنان أم العدو الإسرائيلي؟

هناك محاولات دائمة للحديث عن أن لبنان يحتاج الى ترسيم الحدود البحرية أكثر من حاجة العدو الإسرائيلي إليه، ولعلّ البيان الصادر عن السفارة الاميركية اليوم يأتي في هذا السياق عندما اعتبر أن الترسيم يمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الازدعار لمستقبل لبنان، فهل يعكس هذا الامر حقيقة الواقع؟

هنا من الضروري التذكير بحاجة تل أبيب إلى انجاز هذا الملف في وقت قريب، نظراً إلى أن شركة “إنرجين”، التي تعمل في حقل كاريش، سترسل في شهر آذار المقبل سفينة للإنتاج تُعرَف باسم FPSO. وهو استحقاق بالغ الأهمية بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، لأن الشركات العاملة في هذا المجال تتجنب عادة العمل في مناطق متنازع عليها أو غير مستقرة أمنياً، ما يعني أنها مهددة أيضاً بالورقة التي كانت تهدد بها الجانب اللبناني.

يبدو بحسب الوقائع أن حاجة “العدو” الى الترسيم تعادل وربما تفوق حاجة لبنان إليه في هذا التوقيت بالذات، دون أن يعني ذلك أن لبنان لن يستفيد منه بحال حصوله بشكل كبير، إنما بعد أن وضعت الرسالة الرسمية اللبنانية للأمم المتحدة، حقل “كاريش” ضمن المنطقة المتنازع عليها، وبعد التهديدات التي أطلقها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بشأن العمل في المناطق المتنازع عليها دون اتفاق، أصبحت حاجة “العدو الاسرائيلي” لترسيم الحدود بشكل سريع أكبر من حاجة لبنان.

هذا يعني بشكل واضح أن “الترغيب” الأميركي لا يعدو كونه وسيلة تسعى من خلالها الولايات المتحدة الأميركية للضغط على الجانب اللبناني، لتحقيق المصالح الإسرائيلية، ومن هنا يمكن قراءة بيان السفارة الأميركية بشكل أوضح.

محمد علوش

 

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى