منوعات

تقارب سعر المنصة مع سعر السوق السوداء شرط أساسي لاستقرار الدولار!

بعد التراجع الكبير في سعر صرف الدولار، وجد المودعون أنفسهم صباح اليوم أمام خسارة جزء من أموالهم بالليرة بحال استحصلوا على الدولارات من المصارف وبيعها في السوق السوداء، حيث كان سعر صرف منصة مصرف لبنان يساوي سعر السوق السوداء، فهل وصل مصرف لبنان الى هدفه؟

لا شك أن مصرف لبنان يسعى للسيطرة على سعر سوق الصرف، ولأجل هذه الخطوة دخل في البداية عبر المصارف وشركات تحويل الأموال مضارباً في السوق، ثم أصدر التعاميم التي تسحب الليرة من الأسواق، ثم أطلق العنان لعملية بيع الدولار في المصارف، الامر الذي أدى الى جانب التطورات السياسية الى انخفاض سعر صرف الدولار من 33 ألف الى 25 ألف ليرة لبنانية في غضون 3 أيام، وهو اليوم سيسعى لأن يُحافظ على هذا الأمر عبر عدم خلق فارق كبير بين سعر السوق السوداء وسعر المنصة.

تكشف مصادر مالية أن سعر المنصة سيختلف عن سعر السوق السوداء بحدود ضئيلة، ولكن ستكون هناك محاولات من قبل “حيتان الصيرفة” في السوق السوداء على خلق فارق بين السعرين ورفع سعر صرف الدولار عبر خلق طلب وهمي على الدولار بأسعار تفوق سعر المنصة.

كذلك تُشير المصادر الى وجود مسؤوليات لدى بعض المصارف لأجل المحافظة على استقرار السوق، فالمصارف التي تبيع الدولار، وستستمر ببيعه بناءً لتعميم المصرف المركزي، عليها احترام أسعار المنصة وعدم تقديم خدمات جليلة لزبائنها الكبار، لأن عملية شراء الدولار من المصارف التي حصلت نهار الجمعة السابق سجّلت أرباحاً خيالية لفئة من المودعين، بينما هي اليوم تؤدي الى خسارة اذا ما احتسبنا قيمة الرسوم المصرفية المفروضة على عملية شراء الدولار.

تؤكد المصادر أنه لتخفيف حدةّ الصراع السياسي واجتماع الحكومة والإتفاق على موازنة 2022، تداعيات إيجابية على سعر الصرف، ولكن يبقى الشرط الأساسي للإستقرار المالي غير متوفر، وهو الثقة، خاصة بظل غياب أي إجراءات جذرية.

 

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى