الاعلام الايطالي.. البابا فرنسيس هو رجل العام 2021
خصص الاعلام الايطالي مساحات واسعة للحديث عن الاحداث الكبيرة والمهمة التي حصلت في العام 2021 والشخصيات التي تركت بصمات لا تمحى على المستوى العالمي، فكان توافق على أن قداسة البابا فرنسيس هو رجل العام.
فقد رصد مكتب “الوكالة الوطنية للأعلام” لدى الكرسي الرسولي، أهم وأبرز نشاطات الأب الأقدس في العام 2021 الذي كان مفعما بالالتزامات والنشاطات والزيارات التي بلغت 3 خارج الاراضي الايطالية، كما أصدر ثماني إرادات رسولية تناولت مواضيع مختلفة في المجالات الرعوية والقانونية والمالية.
مما لا شك فيه أن الزيارة الرسولية التي قام بها الأب الأقدس إلى العراق من الخامس وحتى الثامن من آذار الماضي، والتي وصفت ب “التاريخية”، احتلت مكانا هاما على قائمة نشاطات البابا في العام 2021. فقد كانت الزيارة الاولى التي يقوم بها البابا إلى بلاد الرافدين، التي تعاني بسبب الحروب الممتالية وتفشي سرطان العنف المتطرف والأصولي. ورغم كل المخاطر، أصر الحبر الأعظم على زيارة هذا البلد حيث التقى السلطات المدنية والجماعات المسيحية، والمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني.
وفي شهر أيلول أيضا، زار رأس الكنيسة السلوفاكية، وتوقف أمام نصب المحرقة النازية في براتيسلافا متحدثا عن “التجديف” عندما استخدم اسم الله للقضاء على كرامة الإنسان، كما ندد بالعنصرية والتمييز خلال زيارته “غيتو” الغجر في لونيك. وفي إطار زيارته الرسولية إلى قبرص واليونان مطلع هذا الشهر، توجه رأس الكنيسة إلى جزيرة ليسبوس اليونانية التي تأوي أعدادا كبيرة من المهاجرين واللاجئين يعيشون في أوضاع غير إنسانية، وقد شاء أن ينظر هناك في أعين الرجال والنساء والأطفال المجروحين، وارتفع صوت فرنسيس ليتردد صداه في العالم كله، محذرا من خطر أن يتحول Mare Nostrum، بحرنا إلى Mare Mortum، بحر الأموات.
ولا بد من التذكير بزيارته أسيزي، مدينة القديس فرنسيس، حيث جمع أكثر من 500 فقير من إيطاليا وأوروبا، وسلط الضوء على الأشكال الجديدة للفقر، ومعاناة النساء اللواتي يعاملن كسلع، والأطفال ضحايا العبودية، والعاطلين عن العمل. وفي رسالته إلى المشاركين في اللقاء العالمي الرابع للحركات الشعبية، أطلق فرنسيس نداء إلى أقوياء الأرض داعيا للعمل من أجل عالم أكثر عدلا وتضامنا، مطالبا بإلغاء الديون الخارجية عن البلدان الفقيرة وحظر السلاح ورفع العقوبات وتوفير اللقاحات للجميع.
كذلك التقى البابا العديد من قادة العالم، رغم الجائحة، ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ثم الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.
ومنذ مطلع العام 2021 ولغاية شهر تشرين الثاني الفائت، أصدر الحبر الأعظم ثماني إرادات رسولية، صابا الاهتمام على الإصلاحات، فأدخل تعديلات في المجالات الرعوية والمالية والقانونية. ومن بين هذه الإرادات الرسولية تلك الصادرة في الرابع والعشرين من آذار الماضي والتي تقضي بخفض رواتب الكرادلة وكبار الموظفين في الكرسي الرسولي ودولة الفاتيكان، في إطار الجهود المبذولة لاحتواء العجز المالي. وفي الحادي عشر من أيار، أصدر إرادة رسولية تقضي بإنشاء خدمة معلم التعليم المسيحي.
على الصعيد الصحي لقداسة البابا، فقد أصيب بالتهاب عرق النسا، ثم تلقى لقاح فايزر في الثالث عشر من كانون الثاني، وفي الرابع من تموز دخل مستشفى جيميلي للخضوع لعملية جراحية في القولون، وظل في المستشفى لعشرة أيام. ومن نافذة غرفته الكائنة في الطابق العاشر أطل يوم الأحد ليتلو صلاة التبشير الملائكي ووقف إلى جانبه بعض الأطفال من قسم الأمراض السرطانية.