لم يحالف الحظ الممثلة سيرين عبد النور في آخر مسلسلاتها “دانتيل” الذي يعرض عبر منصّة “شاهد VIP”، إذ أنّ العمل الذي كان مقرّراً عرضه في رمضان الماضي، وتأجّل لتعذّر الانتهاء من تصويره بسبب جائحة كورونا، لم يحصد أي تفاعل يذكر في لبنان، كما أنّ أصداءه في الصّحافة العربيّة ظلّت خافتة، فمرّ مرور الكرام.
قد يتعلّل فريق العمل وشركة “إيغل فيلمز” المنتجة للمسلسل بأنّ هذا الأخير لم ينجح في لبنان بسبب الهموم المعيشيّة التي صرفت المواطنين عن متابعة الأعمال الفنيّة، إلا أنّ العمل نفسه، لم يحدث أي ضجّة في الخليج العربي حيث ثقل جمهور المنصّة، عكس مسلسل “أسود فاتح” الذي انطلق عرضه قبل أيام للفنانة هيفاء وهبي على المنصّة نفسها، وهو عمل أيضاً مؤجّل من رمضان الماضي، إذ حظيت الحلقة الأولى بأصداء إيجابيّة.
فلماذا أخفقت سيرين ومعها فريق “دانتيل” في النّجاح ومرّ العمل وكأنّه لم يكن؟
-انفجار المرفأ
لم تكن سيرين محظوظة في توقيت عرض العمل، فقد كان من المقرّر أن يعرض في رمضان الماضي، حيث تمّ بيعه إلى قناة MBC، التي ارتأت بعد تأجيله أن تعرضه على منصّة “شاهد” المدفوعة.
واختارت له شهر آب الماضي موعداً للعرض، وقد جاء العرض بعد أيّام من وقوع انفجار المرفأ، ما أوقع سيرين والشّركة المنتجة في لبنان في حرجٍ، فتقاعس النّجوم أنفسهم عن الدّعاية للعمل، حتّى محمود نصر الممثل السوري شريك سيرين في المسلسل، كان خجولاً في الدّعاية لعمله، في وقت كانت عناصر الإنقاذ لا تزال تبحث عن مفقودين في انفجار المرفأ.
وقد جاء التوقيت القاتل في وقتٍ كان المزاج الشعبي في مكانٍ آخر، ليخفّف وهج المسلسل، الذي تُعرض حالياً آخر حلقاته دون أصداءٍ تُذكر.
-مقتبس عن مسلسل إسباني غير ناجح
المسلسل مقتبس عن مسلسل Velvet الإسباني، وهو عمل يدور في أواخر الخمسينيّات في دار للأزياء في مدريد.
العمل الموجود على “نتفليكس”، لم يحظَ بما حظيت به باقي المسلسلات الإسبانيّة من نجاح، إذ بدت حلقاته بطيئة الأحداث، ما أفقد المشاهدين عنصر الحماس لمتابعته، أقلّه هذا ما تؤشّر إليه أرقام “نتفليكس” للمسلسلات الأعلى مشاهدةً، والتي لا ذكر للمسلسل فيها.
-تطويل وملل
المسلسل الإسباني يقع في أربعة أجزاء، بينما المسلسل العربي مدّته ثلاثون حلقة، إلا أنّ الحلقات شابها التطويل والملل، فلم يكن ثمّة قصصاً جانبيّة غنيّة تثري سياق العمل، وبدا أنّ هذا الأخير يتمحور حول البطلين (سيرين عبد النور ومحمود نصر)، وباقي القصص بدت وكأنّها أقحمت عنوةً في سياق النّص، بينما في النّسخة الإسبانيّة، العمل عبارة عن بطولة جماعيّة لكل ممثّل دوره وتأثيره في مجريات العمل.
-عدم انسجام البطلين
على الرغم من أنّ اختيار محمود نصر ليلعب دور البطولة أمام سيرين عبد النور، جاء بناءً على مشاركتهما في مسلسل “قناديل العشاق” في رمضان 2017، إلا أنّ الثّنائي هذه المرّة لم يكن موفّقاً.
فقد بدا انعدام الكيمياء بين البطلين واضحاً من المشهد الأوّل، وبدت سيرين أكبر سناً من محمود، كما بدا الانسجام بينهما مفقوداً، وهو ما لاحظه المشاهدون، حيث أجمعت الانتقادات على أنّ الثنائي لم يكن موفقاً، ولم يكن مقنعاً، وأفقد القصّة الكثير من عوامل قوّتها.
-شاهد VIP
لم تتمكّن منصّة “شاهد” بعد من إحداث خرق في السّاحة العربيّة، حيث الجمهور اعتاد الاشتراك في منصة “نتفليكس”، بسبب وفرة الخيارات المتاحة، واختفاء مقصّ الرّقابة، وعدم حاجة المشترك إلى إنترنت قوي لتشغيل المنصّة، هذا بالنسبة إلى المنصّة المجانية لشاهد فما بالك بالمدفوعة.
وقد جاء عرض المسلسل على المنصّة المدفوعة، بمثابة ضربة جماهيريّة له، زادت من عوامل فشله جماهيرياً، بانتظار عرضه قريباً على شاشة LBCI، حيث يقول الجمهور اللبناني كلمته، إمّا يصفق لفريق العمل، وإمّا يمرّ مرور الكرام.
زينة برجاوي