مجتمع

المساعدات الإغاثية باتت مطلب أكثر العائلات

أدّت الأزمة المعيشيّة في لبنان إلى ازدياد الطلب على المساعدات الإغاثية والصحيّة بعد أن بات أكثر من نصف الشعب اللبناني يعيش تحت مستوى خط الفقر، وصارت المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية ملاذاً لطلب المساعدات، بل تعدى الأمر ذلك إلى أن وصل لطلب المساعدات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

تأمين المساعدات من الجمعيات أصبح أمراً طبيعياً

الجمعيات الخيرية أصبحت مقصداً للعائلات المتعففة والفقيرة التي لم تجد ملاذاً آخر في ظل عدم قدرتها على تأمين مستلزمات الحياة اليومية وخاصة بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية بالإضافة إلى المحروقات وبالتالي صار تأمين إيجار المسكن من الصعوبات والهواجس التي تلاحقهم.

أم محمد سيدة خمسينية أرملة تعيل 4 أولاد، تقول لـ “أحوال” وهي تستلم مساعدة من إحدى الجمعيات: أعمل في تنظيف البيوت وكنت سابقاً أستطيع أن أؤمن قوت يومنا لي وللأولاد وأتدبر إيجار البيت، لكن بعد أن وصلنا إلى مرحلة لا يعلم بها إلا الله لم أعد أستطيع تأمين أبسط الأمور الحياتية، لذلك لجأت إلى الجمعية كي تساعدني في تأمين بعض المستلزمات، حيث أحصل شهرياً على صندوق مؤونة وأدوات تنظيف وفي بعض الأحيان يؤمنوا لي الدواء الذي أحتاجه.

الحالة الاقتصادية المتردية وعوز الناس دفع بالمؤسسات الانسانية إلى إنشاء قاعدة بيانات خاصة بها لتأمين المساعدات لمن يلزم ويتضح من خلالها زيادة الأسماء بشكل كبير ما يدل على الحالة الصعبة التي تعيشها العائلات اللبنانية.

 

وسائل التواصل الاجتماعي لطلب المساعدات

يومياً تشهد وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات لتأمين أدوية، أو غاز منزلي، أو احتياجات أساسية أخرى، يتلقفها ناشطون وتبدأ حملة تبرعات للعائلة المحتاجة ويتم تأمين ما يلزم.

النداءات المتكررة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت مدى التكافل الاجتماعي بين الناس، ويقول الناشط الاجتماعي حسام ميعاري: يومياً تصلنا مناشدات عبر مجموعات “الواتس أب” عن حالات عسر بين العائلات، منهم من يطلب الدواء سواء كان مفقوداً أو سعره مرتفع بدورنا نقوم بالتعميم لكي نستطيع تأمين ما يلزم، كذلك يتم تأمين ملابس للأطفال وخاصة في فصل الشتاء، وقمنا بمبادرة تأمين خضار طازجة يومياً بمشاركة بعض المؤسسات الانسانية،كما أن هنك نداءات تصلنا ننعلق بالأمور الصحية وإجراء العمليات نحاول تأمين ما نستطيع من تغطية للتكاليف ونقوم بدفع المتوجب إلى المستشفى.

هذه المناشدات والنداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدل على مدى خطورة الوضع المعيشي في لبنان في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق، وأدى ارتفاع الأسعار إلى حرمان العديد من المواطنين من تأمين احتياجاتهم الأساسية، ولا يعلمون متى تنتهي هذه الضائقة، وهل الفرج قريب؟.

 

 

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى