مجتمع

واقع الاتصالات على صوص ونقطة… ماذا ينتظرنا؟

يلاحظ اللّبنانيون أنّه منذ الأسابيع القليلة الماضية ضعفت التغطية في معظم المناطق اللبنانية لشكبة الاتصالات والانترنت، وغابت في أماكن معيّنة بشكل نهائي، الأمر الذي يتسبب بالعديد من المشاكل إن لناحية التواصل أو لناحية إنجاز الأعمال أو الدراسة عن بعد، فهل نحن أمام انهيار لقطاع الاتصالات؟

يؤكّد مدير عام هيئة أوجيرو عماد كريديّة في حديثه لـ”أحوال” أنّ هناك معاناة لدى شركات الخلوي بسبب خروج محطاتها عن الهواء عندما تغيب عنها التغذية بالتيار الكهربائي، والمشتركون الذين يستخدمون هذه المحطّة المتوقّفة ينتقلون إلى أقرب محطّة خلويّة، والتي تكون أساسًا تعاني من ضغط  بسبب أعداد المشتركين، وهذا يؤثّر على نوعية الانترنت 3G   والـ  4G، لافتًا إلى أن~ه بالنسبة لأوجيرو لا يوجد شيء اسمه ضعف شبكة، فإم~ا يوجد شبكة أو لا يوجد.

ويشير كريديّة إلى أنّ أغلبية الأوقات تصل الشكاوى إلى أوجيرو بأن الانترنت ضعيف وعند التحقّق من المشكلة يتبيّن أنّ السبب يكون من المنزل وليس له علاقة بالشبكة، إذ  تُراقب الفرق المتخصّصة في الهيئة سرعة أداء الشبكة بشكل متواصل، وعندما يتبيّن أنّ هناك عطل تتحرك لإصلاحه لإعادة الأمور إلى نصابها، ويلفت إلى أن %70 من مشتركي هيئة أوجيرو موجودون على خدمة بطيئة 2GB  unlimited، بحيث أن التلميذ يستفيد من هذه الخدمة في دراسته أونلاين، في حين تستخدم كلّ أفراد الأسرة الانترنت وتشغّل العديد من التطبيقات ما يؤدّي إلى استنفاد الباقة، ولهذا وجّهنا الناس لأن يذهبوا نحو الباقات الأكبر والمفتوحة بهدف الاستفادة من خدمة انترنت جيّدة، وفق ما أشار كريديّة.

هناك بعض المناطق تغيب فيها الشبكة لأنّ بعض غرف التقوية التابعة لهيئة أوجيرو مربوطة بمولّدات الأحياء التي بدورها  تقنّن ساعات التغذية، وعندما تغيب التغذية تعمل الغرف على البطاريات ثلاث أو أربع ساعات، ومن بعدها تنطفىء بشكل نهائي.

ونوّه كريديّة إلى أن شركات الاتصالات لا يمكن أن تعمل بلا كهرباء، والهيئة وظيفتها أن تؤمّن الاتصالات والانترنت، كما تسعى إلى إصلاح الأعطال التي تطرأ على الشبكة، أمّا عندما تغيب التغذية الكهربائيّة فكيف ستشغّل المحطات؟ فلهذا تلجأ إلى البدائل وهي مولدات هيئة أوجيرو والتي تعمل عند حالات الطوارئ فقط، أمّا اليوم فنحن نشغّلها قرابة 22 ساعة باليوم، ونحن خائفون من أن تتعطّل هذه المولدات بسبب التشغيل المستمر، ولكن إذا حصل وتعطّلت من أين سنأتي باعتمادات بالدولار لشراء قطع بديلة؟ يسأل كريديّة.

نحن كل يوم نتعرّض للسرقة، مثلًا تُسرق الكابلات النحاسيّة والبطاريات الموجودة بغرف التقوية بعد خلع باب الغرفة، وتُسرق أيضًا المعدات، ونحن نعاني بشكل كبير من السرقات ونحن عاجزون عن تأمين غيرها في ظل انهيار اللّيرة أمام الدولار، وضعنا سيّء جدًّا  والمخاطر موجودة، ونحن كهيئة أوجيرو ووزارة الاتصالات لا يمكن أن نعالج كل هذه المواضيع لوحدنا، لأنّها أمور مرتبطة بأزمات البلد ككل بدء من الكهرباء، لكن رغم كل هذه المشاكل إلّا أنّنا القطاع الوحيد الذي لا زال يعمل رغم كل الشكاوى، ولازلنا نقدّم الخدمات، وفق ما أكّد كريديّة.

وضع الاتصلات والانترنت في لبنان على صوص ونقطة كحال البلد أجمع، فلا حكومة تعمل ولا سلطة تسأل، والشعب متروك لقدره ومصيره، ولربما تعود بنا الأيام إلى عهد الحمام الزاجل من أجل التواصل والاتصال، فلا شيء مستبعد في بلد العجائب.

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى