منوعات

بوادر خلاف بين الحريري والسنيورة… وبهاء غير مرحب به في بيروت

يختلف يوم ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري  هذا العام عن كل السنين التي سبقته، لا سيّما أنّ نجلي الراحل، أي بهاء وسعد الحريري، سيكون لهما كلمة في هذا اليوم، كل حسب مشروعه، سعد قد يؤكد على قراره تعليق العمل السياسي، وبهاء قد يعلن بداية مرحلة جديدة من الحريرية السياسية.

المقربون من بهاء الحريري لم يخبروه أن لا قاعدة شعبية له في العاصمة، وأنّ عليه الدخول إلى الحياة السياسية عبر الباب العريض وليس على جثة زعامة شقيقه، خصوصاً أنه غاب عن لبنان وبيروت لأكثر من 15 عامًا، متنقلاً بين ايطاليا وفرنسا ودول أخرى، دون أن يلتفت ولو قليلاً إلى أحوال ناسه وأهله.

في أحسن الأحوال، لن ينجح بهاء الحريري في دخول المسرح السياسي من بوابة بيروت، ولائحته قد تؤدي إلى شرذمة الأصوات البيروتية التي تبحث عن قيادة جديدة تحتضن العاصمة وأهلها وتخفف عنها مصائب الأزمات التي لا تعد ولا تحصى، لذلك من المتوقع أن تكون ثورة بهاء موجة عابرة تنتهي عند انتهاء اليوم الانتخابي في الخامس عشر من أيار.

يدور في الأفق السياسي، أن خلافًا قد يحصل بين الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وذلك بسبب رغبة الأخير التمرد على قرار سعد وتشكيل لائحة انتخابية في دائرة بيروت الثانية، وفعلًا، بدأ السنيورة بعقد لقاءات مع العائلات البيروتية وبعض الشخصيات البارزة التي تدور في فلكه.

وتفيد المعلومات، أنّ السنيورة بصدد ارسال الوزير السابق خالد قباني إلى الامارات العربية المتحدة للحصول على دعم سياسي ومالي، علماً أن قباني شخصية بيروتية وازنة، ومن المستغرب أن ينجر وراء رغبات السنيورة التي لا تخدم مصلحة بيروت، خصوصاً أن الشارع البيروتي لا ينسجم مع السنيورة وطموحاته التي مرّ عليها الزمن، لا سيما أنه يكتفي فقط باطلاق التصاريح السياسية، التي لا تغني ولا تسمن من جوع، فضلًا عن أنه شخصية صيداوية لا بيروتية، وعليه خوض المعركة في المدينة التي مثلها لسنوات طويلة منذ أيام الرئيس الشهيد، اما بيروت فهي ليست عاجزة عن انجاب شخصيات تكون على قدر المسؤولية لمواجهة التحديات الكبيرة.

 

مخطط السنيورة لم يعجب سعد الحريري الذي طلب من المحسوبين عليه عدم خوض الانتخابات النيابية في أيار، وفي حال لم يتراجع السنيورة عن قراره، قد يطلب الحريري من رئيس جمعية بيروت للتنمية احمد الهاشمية أن يُشكل لائحة يدعمها الحريري، ولو من تحت الطاولة، وذلك بُغية قطع الطريق على السنيورة ومنعه من لململة الحالة البيروتية التي تفككت مع رحيل الحريري.

تعيش بيروت اليوم مشهداً معقداً قد يؤدي لاحقًا إلى ضياع البوصلة، بإعطاء الفرصة لشخصيات بيروتية جديدة، تكون على قدر المسؤولية بتمثيل أهالي بيروت خير تمثيل، واذا أصرّ الكبار على السير وراء رغباتهم ومصالحهم الشخصية، فإن الصوت السني لن يكون له قيمة في صناديق الاقتراع، وحينها لن ينفع الندم.

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى