انتخابات

‏”المستقبل” يُسرّب مرشحيه في طرابلس وقلقٌ من تأخّر الإستعدادات

ألقى “تيّار المستقبل” حجراً في بركة مياه الإنتخابات النّيابية الرّاكدة في الشّمال، مسجلاً خطوة هي الأولى لتيّار أو حزب سياسي بتحضير أو تسمية مرشحيه للإنتخابات النّيابية المقبلة، التي ما يزال مصير إجراؤها من عدمه حتى الآن مجهولاً، بسبب التجاذبات والتطوّرات السّياسية، وبرغم توصية مجلس النوّاب للحكومة بإجرائها في 27 آذار المقبل.

فقد تسرّبت معلومات، نهاية الأسبوع الماضي، أفادت بأنّ “تيّار المستقبل” وبعد عدّة إجتماعات عقدتها القيادات المركزية فيه للتداول بالأسماء المطروحة في دوائر الشّمال الثلاث، وتحديداً دائرة الشّمال الأولى التي تضمّ طرابلس والمنية والضنّية، فقد أبلغت قيادات التيّار كلّ من النّائب السّابق مصطفى علوش وعضو المكتب السّياسي في تيّار المستقبل ناصر عدرا وكريم كبّارة نجل النّائب محمد كبّارة، بتبنّي ترشيحهم عند ثلاثة من المقاعد السنّية الخمسة في طرابلس، وكذلك الأمر فقد أُبلغ أيضاً النّائب عثمان علم الدين بتبني ترشيحه عن مقعد المنية، والنّائب سامي فتفت ومنسق تيّار المستقبل في الضنّية هيثم الصمد عن مقعدي الضنّية، في حين لم يتبلور بعد الموقف النهائي لتيّار المستقبل من ترشيحاته في دائرة الشّمال الأولى في عكّار، أو دائرة الشّمال الثالثة التي تضمّ زغرتا والكورة والبترون وبشري.

ويُعتبر تبنّي ترشيح تيّار المستقبل مرشحيه في طرابلس منطقياً؛ فالنّائب السّابق علوش يُعتبر أحد أبرز الوجوه المستقبلية في طرابلس، وصاحب الحضور الإعلامي الدائم في التعبير عن وجهة نظر التيّار الأزرق من القضايا المطروحة، وهو إلى جانب أنّه حمل لقب “صاحب السعادة” بعد نجاحه في دورة إنتخابات 2005، فقد تسلم منسقية التيّار في المدينة أعواماً، كما أنّه إبن منطقة باب التبّانة التي تعدّ الخزّان الشّعبي الأكبر للتيّار في المدينة.

أمّا كريم كبّارة، فقد كان يتحضّر لترشيح نفسه في دورة إنتخابات 2018، لكن تمسّك الرئيس سعد الحريري بكبّارة الأب نظراً للتنافس الكبير في تلك الإنتخابات جعل كبّارة الإبن يرجىء ترشيحه إلى الدورة المقبلة. وبخصوص عدرا، فهو كان موجوداً بواجهة تيّار المستقبل خلال السنوات الأخيرة، إذ قبل تعيينه عضواً في المكتب السّياسي لتيّار المستقبل، فقد تسلم منسقية تيّار المستقبل في طرابلس أعواماً، وعُيّن مديراً للمستشفى الحكومي في طرابلس، وعضواً في الإتحاد اللبناني لكرة القدم، ما يجعله حاضراً في أوساط عدّة.

وإذا كان مؤكّداً وفق هذه الترشيحات أنّ تيّار المستقبل قد استبعد نهائياً ترشيح النائب ديما جمالي، فإنّ تساؤلات طُرحت حول موقع النائب سمير الجسر من الترشيحات، أو لجهة تبنّي ترشيح نجله غسان بعد إعلان الجسر الأب عزوفه عن الترشح، وتساؤلات حول بقية المرشحين، ومن هي الوجوه الجديدة التي ستكون على لائحة ترشيحاته، ومع من سيتحالف التيّار في طرابلس.

ومع أنّ أوساطاً في تيّار المستقبل أوضحت لـ”أحوال” أنّ “ما نُشر تسريبات وعبارة عن معلومات غير مؤكّدة بانتظار إعلانها رسمياً، وأنّه لم يتبلغ المرشحون المذكورين تبنّي ترشيحهم شفوياً”، فقد كان لافتاً تصريح علّوش أنّه “إذا لم يحدد تيّار المستقبل خياراته خلال شهر على مستوى الأسماء والتنظيم والتمويل، فسيكون قد تأخّر”.

وتطرّق علوش إلى “إشكالات نواجهها على صعيد الأسماء التي تمثل خياراتنا الجديدة والشّعارات، بعدما باتت الشّعارات القديمة من دون محتوى وتحتاج إلى تغيير”، كاشفاً أنّه “حتى اللحظة لا توجد بلورة لرؤية سياسية لدى التيّار ليخوض الإنتخابات النيابية المقبلة على أساسها”، ومشيراً إلى أنّ “75 في المئة من القضايا المتعلقة بالإنتخابات لم تتحقق بعد، ويجب علينا في تيّار المستقبل أن نحسم هذه الأمور، وإلا علينا أن ننكفئ ونتنحى جانباً ونتحضّر للمرحلة المقبلة”.

غير أنّ الأسماء المُسرّبة عن ترشيحات تيّار المستقبل في طرابلس لم تلقَ الإرتياح المطلوب في المدينة، ووجد كثيرون أنّها أسماء عاجزة عن مواكبة المرحلة المقبلة أو معالجة القضايا المعيشية والإقتصادية والإجتماعية الخانقة التي تعانيها طرابلس، عدا عن استياء شخصيات عدّة من استبعادها عن تبنّي قيادة التيّار الأزرق لها.

هذا الإستياء جرى التعبير عنه بشكل أوضح في المنية والضنّية وعكّار. ففي المنية والضنّية لقي إبقاء تيّار المستقبل على النائبين علم الدين وفتفت عدم ارتياح، لأنّهما وفق ما عبّرت لـ”أحوال” أوساط مواكبة “لم يحققا المطلوب منهما خلال فترة ولايتهما، عدا عن طموح شخصيات بتبنّي قيادة تيار المستقبل لها، ورفضها بقاء الترشيحات ضمن عائلات ومناطق وبلدات وأسماء محدّدة وكأنّها تملك وكالات حصرية بتمثيل هذه المناطق”.

وفي عكّار، كشفت مصادر مطلعة لـ”أحوال” أنّ “نيّة تيّار المستقبل إستبعاد إبن منطقة وادي خالد النّائب محمد سليمان عن قائمة ترشيحاته، وتبنّي مرشح آخر مكانه من تلك المنطقة هو النّائب السّابق محمد يحيى، قد دفعت سليمان إلى التلويح لقيادة التيّار أنّه إذا استبعدته عن ترشيحاتها فسوف يترشح ضمن اللائحة المنافسة، ما أحدث إرباكاً دفع قيادة تيّار المستقبل إلى تأجيل إعلان مرشحيها في عكّار بانتظار عودة الرئيس الحريري من الخارج لمعالجة هذه المشكلة وغيرها”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى