مجتمع
أخر الأخبار

بين فتح المدارس وصحة الطلاب… ضاع الأهالي

ارتفاع عدّاد الإصابات بفايروس كورونا بشكل سريع كان متوقعًا، لكن ليس بهذه الطريقة الهستيرية، كما أنّ أعداد الوفيات لا تنبئ بالخير خصوصًا مع وجود شاب بعمر الثامنة عشرة، الأمر الذي يضعنا أمام حقيقة حتمية وهي أنّ الكورونا لا تميّز بين صغير وكبير، وعلى الرغم من هذا الارتفاع في الرسم البياني لعدد المصابين إلّا أنّ عددًا من المدارس أصرّت على تفتح أبوابها أمام التلامذة قبل التاريخ المحدد من قبل وزارة التربية في الثامن والعشرين من هذا الشهر، ما أثار استغراب البعض حول كسر قرار الوزارة او الالتفاف عليه، بغية أهداف مادية وصفها البعض بالفخ لدفع الأهالي لتسجيل أولادهم ودفع الرسوم ومن بعدها تقفل المدرسة تحت حجة ارتفاع أعداد المصابين.
نقيب أصحاب المدارس الخاصة رودولف عبّود استبعد أن يكون الهدف من فتح المدارس هو تحصيل الأقساط ومن بعدها تعود للإقفال قائلًا: لا بدّ أن نأخذ الخطوة على المحمل الحسن وهي بعودة الحياة المدرسية إلى طبيعتها، لأنه لا يمكن الاستمرار بحرمان التلامذة من حقّهم بالتعلم لمدّة عامين، خصوصًا أنّ الخبراء يؤكدون أن الجائحة ستستمر، ما يرتّب على التلامذة أزمات تعليمية وتربوية ونفسية.

عبّود أكّد على أهمية العودة إلى المدارس شرط أن تكون الظروف سامحة بذلك، عبر التزام التلامذة والأساتذة والمدرسة بالشروط الصحية التي فرضتها وزارة التربية، وقال إن موقف النقابة هو أن لا عودة إلى المدارس إلّا في حال تأمين سلامة الجميع وعدم تعريضهم للخطر، محملًا مدراء المدارس مسؤولية فتح أبواب مدارسهم قبل المهلة التي حدّدتها وزارة التربية وما قد يترتب عليها من إصابات.

بدوره عضو اللّجنة الوطنية للأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري أكّد لـ “أحوال” أنّ الجائحة مستمرة حتى نهاية 2021 ولا بدّ من التعايش معها، لافتًا إلى أنّ وزارة التربية تسلّمت خطة مفصّلة حول العودة الآمنة للمدارس ولا ينقص الخطة شيء إلّا التطبيق.
وأضاف أنّ لبنان لا ينقصه خبراء فهو غنيّ بأبنائه ذوي الخبرة، لكن الذي ينقصه القرار بالتنفيذ محملًا الحكومة المسؤولية بالتراخي في تنفيذ الإجراءات والتوصيات التي تصدر عن وزارة الصحة والتربية وغيرها.
البزري دعا الجميع إلى تحمّل المسؤولية في عدم نقل الفايروس وبالتالي الحدّ من ارتفاع نسبة المصابين فلا بدّ للحياة أن تستمر وتعود الأمور إلى طبيعتها، لكن بالإجراءات الصارمة والالتزام بالإرشادات يستطيع المواطن إبقاء الفايروس خارج بيته ومدرسته وسيارته ومؤسسته، مستغربًا كيف أنّ المسؤولين الذين يفترض بهم أن يكونوا أوّل من يلتزم بالإجراءات يستهترون بالكورونا ويتجولون في الشوارع ويحضرون الاجتماعات دون كمّامات، ضاربين بعرض الحائط كلّ الإجراءات التي وضعتها وزارة الصحة .
البزري دعا المدارس للالتزام بقرارت وزارة التربية فهي التي تقدّر الظرف المناسب لعودة التلامذة إلى مقاعدهم، لأنّ ذلك مرتبط بصحة التلميذ والمعلم والأهالي والسائقين أيضًا، وكلّ من يخرق هذا القرار يتحمّل المسؤولية في المساهمة في نشر الفايروس.
يبدو أن مسلسل كورونا طويل، ولا بدّ من التعايش معه بعقلانية، عبر اتخاذ قرار مدروس، يوائم بين العودة إلى المدارس للحفاظ على مستقبل التلامذة والطلاب تربويّا ولكي لا يصاب القطاع التربوي بنكسة، وبين سلامة التلامذة والأساتذة والأهالي، حتى لا تكون هذه العودة كارثية ولكي لا نضطر للقول : “أول دخوله كورونا جابوله”.

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى