مجتمع

مشروع جديد لزيادة قدرة اللاجئين والمجتمعات المضيفة على التعامل مع “شحّ المياه”

أطلق المكتب الإقليمي للدول العربية وبرنامج “الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية” في لبنان، بالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، مشروعًا على مستوى المنطقة يهدف إلى زيادة قدرة اللاجئين والمجتمعات المضيفة في لبنان على التعامل مع مشكلة شحّ المياه الناجمة عن تغير المناخ، وذلك خلال ورشة عمل افتتاحية عُقدت بمشاركة وزيريّ البيئة في لبنان والأردن، اللذين سيرأسان اللجان التوجيهية الوطنية للمشروع والتي ستتضمّن عدد من الشركاء المعنيين من أجل تحديد وإقرار خطة عمل المشروع وعملية التنفيذ.

تمتد فترة تنفيذ المشروع الذي يحمل عنوان “حلول مياه مرنة ضد تغير المناخ في الأردن ولبنان” إلى 4 سنوات، وتبلغ قيمته الإجمالية ما يقارب 14 مليون دولار أمريكي مقدّمة من “صندوق التكيف”. كما سيتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع وزارتَي البيئة في الأردن ولبنان، إضافةً إلى الوزارات المعنية الأخرى وكذلك السلطات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في المناطق المستهدفة.

وفي هذا الخصوص، قال وزير البيئة، د. ناصر ياسين: “يشهد لبنان تحديات عدّة متعلقة بشح المياه وذلك بسبب التوسّع العمراني “العشوائي” على حساب المساحات الخضراء والأراضي الزراعية، الإستخراج العشوائي لمصادر المياه الجوفية، الممارسات الزراعية التقليدية وكذلك غياب التخطيط وقدم البنية التحتية”، مشيرًا إلى أن “بعد أكثر من سنتين من التحضير، يأتي هذا المشروع في وقت يرزح لبنان تحت أشد أزمة إقتصادية إجتماعية، ليكون فرصة للمزارعين في منطقة الدراسة (أي البقاع الأوسط) وللسلطات المحلية ولجميع العاملين في مجالات الزراعة والمياه وللبنان ككل، للإستفادة من فعاليات المشروع لتطوير الممارسات الزراعية المستدامة، وترشيد استهلاك المياه خدمةً للناس وللمدن”.

بدوره، قال الممثل الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، د. عرفان علي، إن “البرنامج يحرص على العمل لدعم المدن والمناطق الحضرية لبناء المرونة والتكيف من أجل تنمية مستدامة من خلال الحد من تأثير تغيّر المناخ وخلق فرص اقتصادية جديدة، وتحسين القدرة على العيش في المدن بصورة أمنة وعادلة”.

د. عرفان علي

من ناحيته، أكد نائب الأمين التنفيذي للإسكوا، السيد منير تابت، على رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، قائلًا: “إننا بحاجة لاتخاذ خطوات أكثر جرأة لمواجهة تحدي التغير المناخي، ونركز على أهمية الصمود والتأقلم – وهو ما سماه الأمين العام النصف المنسي من معادلة التغير المناخي- التي من دونها لا امل لنا في تحقيق اهدافنا المناخية المشتركة”.

أما مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان، تاينا كريستيانسن، فقالت: “بفضل المشاريع التي قمنا بتنفيذها في منطقة البقاع، تمكّنا نحن وشركائنا في “اليونيسيف” من تكوين علاقات قوية ومتينة مع السلطات والمجتمع المحلّيين في المنطقة، خاصّة من خلال إعداد ملفات الأحياء التي ألقت نتائجها الضوء على تحديات واحتياجات استدامة المياه الموجودة أصلاً في الأحياء وفي جميع أنحاء المنطقة”.

سيتم التركيز ضمن المشروع على مدينة زحلة ومنطقة البقاع في لبنان، وذلك بسبب الجفاف والحرارة الشديدة والتغيير في أنماط تساقط الأمطار التي أصبحت مؤخرًا تشكّل مصدر قلق كبير لهذه المناطق. كما إستقبلت المنطقة أيضًا نسبة مرتفعة من النازحين على مدى السنوات العشر الماضية، ممّا أدى إلى زيادة الضغط على الكميات المتوفّرة والبنية التحتية غير المتطورة للمياه والصرف الصحي.

تجدر الإشارة إلى أن الهدف الأساسي لهذا المشروع هو الاستجابة بشكل أفضل لآثار تغير المناخ ونقاط الضعف في سياق أزمة النزوح السورية على الأردن ولبنان. وسيتم ذلك من خلال وضع إجراءات لملموسة تستجيب لاحتياجات كل من النازحين والمجتمعات المضيفة – وخاصة النساء والشباب – مع تخفيف أي توترات على الموارد الطبيعية وفرص العمل.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى