منوعات

“إستكمال فصول الإنهيار”… لا حكومة… ومبادرة بري لم تبصر النور

عقدة وزارة الداخليّة العقبة الأكبر في مسار التشكيل

لا جديد في ملف التشيكل الوزاري. “إستكمال فصول الإنهيار”، يصلح أن يكون العنوان الأوحد لهذه المرحلة.
يبدو جليا أن المظلّة الدوليّة التي لطالما، عوّل الساسة على قدرتها لجم إنهيار هذا البلد، باتت في مهبّ الرّيح، فلا طائف جديد قادر أن “يرقّع، ولا دوحة جديدة، تهلّ بقطراتها على البلد، ولا وعود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادرة على رأب الصدع في النظام السياسي- المالي اللبناني.
وفي خضّم الإنهيار الكبير، بات مشهد تشكيل مفصليّاً وثانويّاً، فلا المعطيات تشير الى أن أيّ حكومة جديدة، قادرة على اجتراح الحلول، ولم يعد في جعبة أي من الأركان السياسية في الساحة الداخلية، أوراق مخبّأة، لرميها في الوقت المناسب.

الجميع في حالة ارتقاب، وحدهم المواطنون يتخبطّون يمنة ويسرة، لتأمين إحتياجاتهم قبل “خراب البصرة”، في وقت تواصل فيه العملة إنحدارها، على وقع اقتراب إشهار الإفلاس، ورفع الدعم عن اللوازم الحياتية، التي تنذر بانفجار إجتماعي مخيف.

على السّاحة الداخليّة، مبادرة خجولة يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، تستبعد مصادر الرئيس المكلّف أن تفضي الى نتائج إيجابية، في ظل إستفحال الأزمة اللبنانية،واضعة إياها في إطار المسعى، الذي لا يستند الى أي زخم أو دعم خارجي، قادر على إحداث تغيير، في مسار الازمة.

وتشير المصادر الى أنّ “مبادرة الرئيس بري كما مبادرة اللواء عباس إبراهيم إصدمتا بإصرار رئيس الجمهورية وتمسكّه بالثلث المعطّل، عبر طروحات وصيغ مختلفة”.
كما تفيد المصادر الى أن “النقاط التي تم الاتفاق مع بري عليها تجاوزت موضوع تمثيل حزب الله في الحكومة، بالاتفاق على وزراء، من دون صبغة حزبيّة”، مؤكدة أن “باب الدعم الخارجي لم يغلق تماما، ولكنه لا يمكن ان يبصر النور، من دون تشكيل حكومة، قادرة، يمكن ان تحظى بالثقة العربية والدولية، على حد تعبيرها”.

مصادر التيار الوطني الحر، لا زالت تعتبر أن “رئيس الحكومة المكلّف يتعاطى مع الملف الحكومي بالكثير من المواربة”، وتشدّد على أن عمليّة التشكيل لا تحتاج الى مبادرات، إنما الى تطبيق الدستور، بما يؤمّن تسهيل عمليّة التشكيل”.
وفي السياق، اكّدت المصادر، أن “إصرار الحريري على رفض أي طرح، يراعي التمثيل السياسي، يوضح للجميع، عدم إستعجاله عمليّة التكليف، وعدم حصوله على الضوء الأخضر، لتشكيل الحكومة”.
وعلى خط المشاورات، تؤكّد المصادر المواكبة، أن عقدة وزارة الداخليّة، لا تزال العقبة الأكبر، في مسار التشكيل تقنيّا، أما عمليّا، فالأمور أكثر تعقيدا من حقيبة هنا، وحصة هناك، وبات واضحا أن الجميع بات ينتظر متغيّرا كبيرا، يخلط الأوراق على الساحة الداخلية مجددا، في مشهد لم تتّضح معالمه حتى الساعة”.

إبراهيم درويش

صحافي وكاتب لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى