فيلم Courageous Legacy.. بصمة كل أب في حياة أولاده
تمّ إصدار فيلم “Courageous” في الرابع والعشرين من أيلول الحالي بمناسبة الذكرى العاشرة لإصدار نسخته الأولى عام 2011، واحتفالاً بالتأثير الكبير الذي تركه على العديد من العائلات وخصوصاً على علاقة العديد من الآباء بأبنائهم. وقد تمّت إضافة مشاهد جديدة للفيلم، وكذلك تمّ تحديث مستوى الصوت والصورة.
إذا أردنا إيجاز وتلخيص قصة فيلم “Courageous Legacy”، فستكون: “أربعة رجال وشعار واحد: أن أحمي وأصون”.
فهم رجال قانون وضبّاط أمن، أقسموا أن يعملوا وفق هذا الشعار في حياتهم اليومية، وبطبيعة الحال، هذا الواقع جعلهم عُرضة لشتّى أنواع المخاطر.
في الوقت نفسه، هم آباء يسعون لتحقيق آمال عائلاتهم، ويعانون في مواجهة مخاوفهم، خصوصاً عندما تطرق المخاطر والمآسي أبواب منازلهم، فيبحثون حينها عن الملجأ الآمن بحسب قناعاتهم، كي يحصلون على الأمان والسلام الداخلي.
يروي الفيلم قصة نائب رئيس قسم الشرطة “Adam Mitchell” (Alex Kendrick) في مدينة “ألباني” في ولاية “جورجيا” الأميركية، مع أصدقائه الضبّاط الثلاثة المقرّبين جدّاً له.
يتعرّض آدم لمأساة كبيرة، وهي خسارته ابنته جرّاء حادث سيارة، ما أدخله في نفق عميق من الحزن الشديد، والتساؤلات عن الأمور الحقيقية ذات الأهمية بالنسبة له.
كنتيجة لمعاناته، أقسم أن يكون والداً أفضل لابنه المراهق، وقرّر أن الوسيلة الأفضل لتحقيق ذلك هي بعودته إلى الإيمان وتعاليم الدين، وقد انعكس قراره هذا على أصدقائه الذين تأثّروا به جدّاً، ما جعلهم يعيدون تقييم حياتهم كآباء. وقد أقنعهم آدم بتوقيع تعهّد يلزمهم تطبيق تعاليم ووعود أساسية في حياتهم كالتالية:
– أن يحمي ويصون ويحب زوجته وأولاده، ويعمل دائمًا لتأمين حاجاتهم، وأن يعلّمهم تعاليم الدين ليطبّقوها على كافة قراراتهم النابعة من عقلهم وقلبهم.
– أن يعلّمهم احترام السلطة وأهمية العيش بمسؤولية.
– أن يكون وفيّاً لزوجته وأن يحترمها ويصونها.
– أن يواجه الظلم والظالمين، وأن يسعى دائمًا لإحقاق الحق والعدالة والحب والرحمة.
– أن يعامل الناس برحمة ولطف، وأن يسامح من أخطأ معه ويذكره في صلواته.
– أن يتعهّد بتطبيق كل ما ذُكر بشجاعة وصدق حتى آخر يوم من حياته.
هذا التعهّد لامس كل واحد منهم في مكامن تقصيرهم كآباء، وأعاد تصويب بوصلة حياتهم نحو أبنائهم، ولكن في الحقيقة هو سيلامس كل من سيشاهد الفيلم، وسيشكّل تحديًا كبيرًا مضمونه الأساسي “الشجاعة في مواجهة أخطائنا وتصويبها”.
مما لا شك فيه أنه فيلمٌ عاطفيٌّ ومؤثّر بامتياز، تتخلّله مشاهد ومواقف درامية مشحونة بالعواطف والحركة والكوميديا، وهو مثير للمشاعر التي تتضارب بشكل ملموس.
تحدّث “Stephen Kendrick”، خلال جلسة خاصة لعرض الفيلم، وهو أحد كُتّاب نَص الفيلم، عن مدى الأثر الذي يتركه هذا النوع من الأفلام في مشاهديه، وقد استشهد قائلاً إن فيلمه “FireProof” عام 2008، كان سبب أساسي لإعادة لمّ شمل العديد من العائلات، مؤكداً أن “Courageous Legacy” سيكون له تأثير كبير على تحسين علاقة الكثير من الآباء مع أبنائهم.
تضاربت آراء بعض النقّاد السينمائيين مع آراء المشاهدين فيما يخص “Courageous Legacy”، فالنقّاد اعتبروا أن الفيلم يكتظّ بالكثير من المواضيع والطروحات الشائكة التي طُرحت بطريقة سريعة مع تكرار الرسائل التي يتضمّنها، وأنّ مدّته طويلة (129 دقيقة)، ما يُسبّب الملل، وأضافوا أن الفيلم هو أقرب في شكله إلى “خطبة أو وعظة دينيّة”، وأن التمثيل كان ركيكاً بشكل عام.
أما القسم الأكبر من المشاهدين، فقد أشادوا بمدى تأثّرهم بالفيلم ومدى انغماسهم في تفاصيله من بدايته وحتى الدقيقة الأخيرة منه.
كما أكّدوا على ضرورة مشاهدة كل أب لهذا الفيلم، واعتباره فرصة لإعادة تقييم تجربة الأبوّة ووضعها على المسار الصحيح.
سوف تتعدّد الآراء التي قد تتناقض أو قد تتشابه، ولكن الأمر اليقين أن فيلم “Courageous Legacy” سيؤثر في كل مشاهد بحسب تجربته الشخصية، وبحسب بصمة الأب التي طبعت حياته منذ نعومة أظافره وحتى الوقت الحاضر.
منال زهر