مجتمع

إشكالات وضحايا تجبر محطّات محروقات على إقفال أبوابها

أقفل رامي حيدر، ابن بلدة القطّين في الضنّية، أبواب محطة المحروقات التي استأجرها قبل سنوات في بلدة بيت الفقس المجاورة، وهي المحطة الوحيدة في البلدة، بعد إشكالات عدّة وقعت أمامها بسبب خلافات بين عمّال المحطة والمواطنين، وحتى بين المواطنين أنفسهم، في الآونة الأخيرة، على أفضلية مسعى كلّ منهم بهدف ملء خزّانات سيّاراتهم بالوقود، والتي كان ختامها منذ يومين، عندما رفع مواطنون السّلاح الحربي في وجه بعضهم البعض، وكاد يقع ضحايا بينهم لولا العناية الإلهية وتدخّل القدر.

تطوّر الأمور في هذا المنحى الخطير، دفع حيدر، بلا تردّد، إلى إقفال المحطة وتفكيك جميع معدّاتها، قبل نقلها إلى مكان آخر، وإيقاف العمل بمحطة كانت المزوّد الرئيسي لأهالي البلدة والبلدات المجاورة بحاجاتهم من المحروقات، من بنزين ومازوت، مفضلاً توقّف أعماله وخسارة الأهالي محطة قريبة من منازلهم وأماكن عملهم، بعدما وجد أنّ ثمن استمراره في العمل سيكون مكلفاً جدّاً، وهو سقوط دم وضحايا.

هذا المشهد لم يكن الأوّل من نوعه في الشّمال، ففي 6 أيّار الماضي لقي الشاب غيث المصري (25 عاماً) حتفه، وهو ابن صاحب محطة وقود في بلدة ببنين في عكار، بعد أن أطلق شابّان النّار عليه من مسدس حربي، بعدما أصرّا على التزوّد بالوقود، فوقع خلاف بينهما وبين المصري تطوّر إلى تلاسن، أقدم بعدها أحد الشابّين على إطلاق النّار باتجاه المصري فتوفي على الفور، أعقبه توتّر في البلدة الأكبر سكانياً في عكّار، بين عائلة المصري وعائلتي الشابّين، تخلّله إطلاق نار عشوائي ورمي قنابل، لكنّ تدخل الجيش اللّبناني أسهم في ضبط الوضع وعدم تدهوره أكثر.

بعد نحو شهرين على حادثة ببنين بدأ صاحب المحطة تفكيك معدّاتها وآلات التعبئة فيها، في إشارة إلى أنّه اتخذ قراراً بإقفالها نهائياً. وجاء قراره بعدما كان قد طالب بتأمين حماية أمنية للمحطة للحدّ من المشاكل ولردع المخلين، كشرط مسبق لإعادته فتحها، إلّا أنّ ذلك لم يحصل، ما دفعه لاتخاذ القرار بالإقفال النهائي تفادياً لأيّ إشكالات أخرى قد تقع  مستقبلاً ويذهب بسببها ضحايا، على غرار ما حصل مع ابنه.

غير أنّ الإشكالات التي باتت تقع باستمرار أمام محطات الوقود في الآونة الأخيرة، وباتت خبراً يومياً في كلّ المناطق اللّبنانية تقريباً، دفعت بعض أصحاب المحطات إلى اتخاذ قرارات مؤقتة بالإقفال، لا يشبه قراري صاحبي محطتي بيت الفقس وببنين، إذ تضجّ منصّات وسائل التواصل الإجتماعي، يومياً، بإعلان أصحاب محطات وقود عن توقفهم وإغلاق أبواب محطاتهم خلال هذه الفترة عن تلبية حاجات المواطنين، سواء بسبب الإشكالات، أو بسبب نفاد مادتي البنزين والمازوت لديهم، نتيجة عدم تسلّمهم حصصهم من الشّركات والموزّعين، ما جعل محطات محروقات كثيرة تبدو وكأنّها أماكن مهجورة.

 

عبد الكافي الصمد

 

 

 

 

 

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى