صحة

كورونا لبنان إلى ارتفاع… والذّروة في فصل الخريف

البزري: اللقاحات وسيلتنا الوحيدة لمكافحة التحوّرات

لا صوت يعلو على صوت كورونا في لبنان، لا الأزمة الاقتصادية ولا المناكفات السياسية ولا الوضع الأمني ولا حتى التفاصيل اليوميّة التي لا تخلو من معاناة، فقد أكدت أرقام وزارة الصحّة أنّ أرقام إصابات دلتا إلى تزايد، ويتوقّع أن نشهد أيلولاً يشبه أيلول العام الماضي، وقد يتطوّر ليشكّل انفجاراً وبائياً شبيهاً بما حصل بعد رأس السّنة، ما لم تتسارع وتيرة اللقاحات.

رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا، الدكتور عبد الرحمن البزري قال في اتصال مع “أحوال”، إنّه في حال استمرار التراخي كما هو عليه اليوم، سنصل حتماً إلى موجة ثالثة من كورونا.

وقال البزري إنّه بحسب المؤشرات الحالية، قد تكون هذه الموجة في نهاية الصيف ومع بداية الخريف، إلا أنّه ربط الأمر بمسار عملية التلقيح، مؤكّداً أن وزارة الصحة واللجنة الوطنية بدأتا بتفعيل حملة التلقيح من خلال زيادة أعداد الملقّحين، للوصول إلى أكبر شريحة من المواطنين.

وحذّر البزري من التراخي في مسألة اللقاحات، مؤكّداً أن لقاحي “فايزر” و”أسترازينيكا” فعالان بنسبة تفوق الـ80 بالمئة لمكافحة سلالة دلتا، مؤكّداً أنّ هذه السلالة ستصبح أكثر شيوعاً بين إصابات كوفيد 19 في الفترة المقبلة.

وقال البرزي إنّ وصول دلتا إلى لبنان كان متوقعاً، لأنّه وصل إلى أكثر من تسعين دولة حول العالم، ولم يكن بالإمكان تفاديه.

وعن إمكانية الإقفال العام، قال البزري إنّ الأمر ليس مطروحاً بعد بسبب قلّة عدد الإصابات، ودعا الدّولة إلى ضرورة التشدّد في الإجراءات الوقائية ليس في المطار فحسب لأنه جزء من المشكلة وليس المشكلة كلها، كما دعا المواطنين إلى عدم الاستهتار بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.

 

أرقام الملقّحين

حتى الآن، لا تتجاوز أعداد الملقحين في لبنان الـ20 بالمئة، تلقّى بعضهم جرعة واحدة فقط، وقد أكّدت معلومات خاصّة لـ”أحوال”، أنّه مع الإعلان عن وصول متحوّر دلتا إلى لبنان، زادت نسبة التسجيل على المنصّة الخاصة بالتلقيح، وهو مؤشّر إيجابي يظهر حجم اقتناع الناس بأهمية اللقاحات لمكافحة المتحوّرات.

أما المثير للقلق، فهو أنّ ثلثي من تلقّوا اللقاحات يفوق عمرهم الخمسين عاماً، في حين أنّ التلقيح لا يزال أضعف لدى الفئات العمرية الأصغر، ويعزو مصدر داخل وزارة الصحّة السبب، إلى أنّ الوزارة أتاحت لقاح “فايزر” لمن هون فوق الخمسين، بينما أتاحت لقاح “أسترازينيكا” للأصغر سناً، ما دفع بالكثيرين إلى الإحجام عن تلقّي اللقاح، خوفاً من اللقاح الذي دارت حوله الكثير من الشائعات وعلامات الاستفهام.

بدوره أبدى مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي د. فراس أبيض عتبه لترك المطار دون أي إجراءات جدّية، فكتب عبر حسابه على “تويتر”  “قيل لنا إنه خلال الأزمات المالية، تشتد الحاجة الى العملة الصعبة التي يجلبها الوافدون والسياح. وبالتالي، فإن متحورات الكورونا الجديدة التي تصل عبر المطار تعتبر أضرارًا جانبية، مؤسفة ولكن لا يمكن تجنبها. وتم تقديم نصيحة مماثلة في الصيف الماضي وقبيل عيد الميلاد.”.

وتابع “لم يقم أحد بتحديد الأثر الاقتصادي للخسائر الناتجة عن ذلك في الأرواح أو المرض. عندما يكون لدى الناس ذاكرة قصيرة المدى، يميل صانعو السياسات لديهم إلى تبني أهداف قصيرة المدى أيضًا. مع عودة الارتفاع في أرقام الكورونا، ما هي التدابير التي سيتم اعتمادها الآن لحماية العامة؟”.

وحمّل المسؤولين تداعيات ما سيحصل عندما يشتد الوباء وكتب “في الانظمة الديمقراطية، يكون صانعو السياسات مسؤولين عن قراراتهم في النهاية. في الأنظمة الأخرى، الناس العاديون هم الحلقة الأضعف، وفي مثل هذه المجتمعات، كما يقول اليونانيون، الأقوياء يفعلون ما يشاؤون، والضعفاء يعانون ما يعانون”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى