رياضة

نيكولو باريلا “جوهرة” إيطاليا الجديدة في الملاعب

نجح إبن جزيرة سردينيا في وضع منتخب إيطاليا على السكّة الصحيحة، عندما هزّ شباك بلجيكا القوية، من خلال سرعة تنفيذ لافتة أحبطت الدفاع الخصم؛ فقد تسلّم اللاعب “نيكولو باريلا” الكرة من زميله لاعب الوسط “ماركو فيراتي”، بعد أن صمد في وجه مقاومة المدافع “يان فيرتونغن” وزميله “توماس فرمايلن” قبل أن يفتتح التسجيل بتسديدة عكسية بقدمه اليمنى.

لم يكن “نيكولو باريلا” على مستوى التوقعات في بداية مشوار منتخب “أتزوري” في كأس أوروبا لكرة القدم، لكن محرك خط وسط فريق “إنتر” انتظر اللحظة المناسبة لينقضّ وينتفض أمام بلجيكا وينقل بلده إلى نصف النهائي، وبذلك يرفع باريلا رصيده الدولي إلى 6 أهداف من أصل 27 مباراة خاضها حتى الآن.

جاء تألق لاعب الدوري الإيطالي أمام منتخب وصفه المدرب “روبرتو مانشيني” بأنه الأفضل في أوروبا، وربما في العالم مع فرنسا؛ وفرض الشاب المتخرّج من فريق كالياري وقبلها من مدرسة الدولي السابق “جيجي ريفا”، نفسه في موسمه الثاني مع إنتر، بعد قدومه بصفقة بلغت 45 مليون يورو.

وأصبح اللاعب المتعدّد الأدوار والمواهب حاجة ملحّة في تشكيلة المدرب السابق للفريق اللومباردي “أنطونيو كونتي”، فهو يتحرّك في أرجاء الملعب بلا كلل ويتمتّع بأسلوب أنيق جعله ضرورة وعلامة فارقة لفريقه.

ومن خلال الموسم الماضي مع إنتر المتوّج بطلا للسكوديتو، يمكن أن نلحظ أن باريلا ظهر بمستوى رائع، بل يكاد يكون مثالياً للاعب يبلغ من العمر 24 عاماً؛ يتمتّع بتعامل ذكي مع الكرة، وثبات من خلال تحركات إستراتيجية، ويبدي نضجًا في اتخاذ القرارات في اللحظات الحاسمة والمفصلية نجح من خلالها بالتفوّق على لاعبين يتخطونه بعشرات السنوات من الخبرة الميدانية. وقد صل الأمر إلى مقارنته بالنجم الألماني “لوثار ماتيوس”، حتى أن الأخير تطرق بنفسه إلى أساليب اللعب المتشابهة، والقدرة اللامتناهية على التحمل عند هذا الشاب الإيطالي.

وقد لفت الأنظار من حيث تجاوز نضجه نسبة إلى عمره، ويعتبر بمثابة “جوكر” بالنسبة للمدرب، إذ يمكن له أن ينوع أسلوب لعبه وتبديل المراكز بين مهمة دفاعية أو مهاجم خطير يقلب الطاولة على كل خصومه.

مستقبل واعد

قبل إنطلاق مسابقة كأس أوروبا، توقّع له المدرب الأفضل في تاريخ الكرة الإيطالية “مارتشيلو ليبي” بأن يكون له مستقبل واعد، إذ قال المدرب الذي أوصل إيطاليا عام 2006 إلى لقبها العالمي الرابع عنه: “باريلا، لاعب جديد لكنه سيكون مفاجأة البطولة، أرى بأن وقته قد حان وأنا أحب طريقة لعبه، كيف يقاتل، كيف يركض.. هو نجمنا المقبل”.

وضمن تشكيلة منفتحة على اللعب الايجابي وتغيير الأسلوب الإيطالي نحو الهجوم، فرض باريلا نفسه إلى جانب لاعبي الوسط فيراتي وجورجينيو وبات من الأعمدة الثابتة لتشكيلة مانشيني، وبينما يتناقل الثنائي الكرة ويفرض الايقاع، توكل مهمة شن الهجمات وعمليات “الإغارة” إلى باريلا واقتحام منطقة جزاء الخصوم.

أمام هذا الواقع، نرى أن إيطاليا قد ضربت موعدًا ناريًا مع إسبانيا في نصف النهائي اليوم الثلاثاء، وبلا أدنى شك سيكون باريلا عنصرًا ضروريًا لاختراق مناطق دفاع منتخب “لا روخا” الذي ظهر كعادته متألقًا في المسابقات الكبرى، ولكن أبناء المدرب مانشيني عازمون على وضع الطليان مجددًا على الخارطة الأوروبية.

وُلد باريلا في 7 شباط/فبراير عام 1997، ولعب لأندية كالياري وكومو وإنتر، كما تدرّج في منتخبات إيطاليا السنية حتى وصل إلى المنتخب الأول.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى