ميديا وفنون

بالوثائق: راغب علامة صديق السّياسيين يطالب بالوصاية ومن فمه ندينه

راغب علامة صديق السّياسيّين الصّدوق، الذي يغنّي في أعراسهم، ويحضر مناسباتهم الخاصّة، أصبح اليوم ثائراً في العلن ضد أصدقائه في السّر، هو ثائر يستجدي وصاية، يشجّع اللبنانيين على الصّمود، وهو الذي حمل عائلته وفرّ عندما بدأ الدّولار يحلّق، قبل انقطاع البنزين والأدوية والأمل.
اليوم، يضرب راغب علامة من جديد، بتغريدة على “تويتر”، لم يتوانَ فيها عن استجداء وصاية من الخارج. فقد كتب راغب أنّ “الشعب اللبناني يعيش تحت رحمة اسوأ طبقة سياسية في التاريخ. تمسكت وتحكّمت بكل مفاصل حياته الإقتصادية والمالية والأمنية والقضائية والزراعية الخ..طبقة تعلمت الحكم بالوصاية! وبدون الوصاية لا يعرفون الا التدمير والنهب والأذى!”.
وختم قائلاً “للأسف لن تتحسن حياة الشعب الا بوصاية جديدة تقضي على هذه الطبقة”.

وقع راغب في فخ التناقض، وكأنّه صفّ حروفاً لا يفقه معناها، يعيب على السّياسيين خضوعهم للوصاية، ثم يطالب بوصاية، إلا إذا كان اعتراض راغب على الطّرف الوصي على اللبنانيين فحسب، وليس على الوصاية كمبدأ.
راغب الذي اتّهمته يوماً محطة تلفزيون “الجديد” بالتهرّب من دفع جمارك سيّاراته، والذي قطع يوماً سفره إلى الخارج وعاد ليهنىء الرّئيس سعد الحريري بمناسبة تكليفه تشكيل الحكومة، والذي اختار من بين كل ضحايا حادث اسطنبول الإرهابي الذي رح ضحيّته لبنانيين ابنة نائب شمالي، لأنّه والدها سياسي فحسب، ولأنّه صديق السياسيين، الذي كان يدعو اللبنانيين إلى الصمود وكان أوّل من أعلن هجرة ولديه “في الخارج أفضل”، هو نفسه الذي قال في مقابلة له، إنّ يوم انفجار المرفأ كان أسعد يوم في حياته، لأنّه ظنّ أنّ ابنه كان من الضّحايا، ثم وجده أمامه سليماً معافى.
راغب نفسه، الذي غنّى في حفل زفاف ابن قاتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، الذي خرج بعفو من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي لطالما تمنّى أن يحكم لبنان رجلُ مثله، يومها قام ضدّه المصريون المعارضون للسيسي، وقالوا له “كفى تملّقاً”، هو نفسه يساير اليوم حكّام الإمارات حيث يقيم، ويقول لأصدقائه السياسيين “تعلموا كيف تكونون قادة”.
هو نفسه الذي عارض اللقاحات، ثم عاد وروّج لها لأنّه حصل عليها من بلدٍ خليجي.
هو نفسه الذي سارع إلى الاتصال بالرئيس نبيه برّي يوم تعرّضه لوعكة صحية، وطمأن اللبنانيين إلى صحّته.

وكان يصف بري دوماً بأنّه الحكيم صمام الأمان.

راغب الذي يشتم اليوم السياسيين، ويصف الطبقة الحالية بأنّها فاسدة، كان من أعز أصدقاء الرئيس المكلف سعد الحريري.


راغب لعب دور أم العروس بعد تكليف الحريري تشكيل حكومة ما بعد انتخابات 2018، هي نفسها الحكومة التي طارت في ثورة 17 تشرين.

راغب المعارض المبدئي لم يكن مواطناً عادياً، بل كان سوبر مواطن يلتصق بالسياسيين في أفراحهم كما أتراحهم.


غيض من فيض من سلسلة مواقف لا تنتهي، لفنان كان يعتقد أنّ هذه الطبقة باقية إلى أبد الآبدين، فالتصق بها، ثم عندما “وقعت البقرة” وكثر السلاّخون، حمل ساطوره وبدأ بالسلخ.
راغب علامة من فمه ندينه، المطلوب منه اليوم القليل من المصداقيّة، ليذكر التاريخ يوماً أنّه كان سوبر ستار الغناء، وأنّه الصنع من الضعف قوّة، وأنّه قدّم أغانٍ عمّرت طويلاً… كل ما نذكره من راغب اليوم أنّه صاحب اللاموقف، الذي حيث مالت دفّة الرابح يميل.

رامي وهاب

مدون لبناني. يحمل شهادة الإجازة في المعلوماتية الإدارية من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا‎.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى