منوعات

وجهاً لوجه: بايدن وبوتين في قمة طال انتظارها

يجلس الرئيس جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء سوية لحضور قمتهما المرتقبة في مدينة جنيف السويسرية، وهي لحظة دبلوماسية عالية المخاطر في وقت يتفق فيه الزعيمان على أنّ العلاقات الأميركية الروسية في أدنى مستوياتها على الإطلاق.

لمدة أربعة أشهر، تبادل الزعيمان الخطاب الحاد. دعا بايدن بوتين مرارًا وتكرارًا لوقف الهجمات الإلكترونية الخبيثة من قبل “قراصنة” في روسيا على المصالح الأميركية، وتجاهل الديمقراطية مع سجن زعيم المعارضة الأول في روسيا والتدخل في الانتخابات الأميركية.

من جانبه، أشار بوتين إلى تمرّد 6 يناير/ كانون الثاني الماضي في مبنى الكابيتول الأميركي ليقول إنّ الولايات المتحدة ليست في موقع يخوّلها إلقاء محاضرات حول المعايير الديمقراطية، مصراً على أنّ الحكومة الروسية لم تشارك في أي تدخل في الانتخابات أو الهجمات الإلكترونية، على الرغم من أن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تظهر خلاف ذلك بحسب ما تكشفه واشنطن.

الآن، سيجتمع الثنائي لأول مرة وجهاً لوجه كقادة، في محادثة من المتوقع أن تستمر من أربع إلى خمس ساعات.

ومع ذلك، قال بايدن إنّها ستكون خطوة مهمة إذا تمكنت الولايات المتحدة وروسيا في نهاية المطاف من إيجاد “الاستقرار والقدرة على التنبؤ” في علاقتهما.

وقال بايدن للصحفيين في وقت سابق هذا الأسبوع: “يجب أن نقرر أين مصلحتنا المشتركة. من مصلحة العالم، أن نتعاون، ونرى ما إذا كان بإمكاننا فعل ذلك. وفي المجالات التي لا نتفق فيها، نوضح ما هي الخطوط الحمراء.” هذا، وتم تنظيم ترتيبات الاجتماع بعناية وتم التفاوض عليها بقوة من كلا الجانبين.

وطرح بايدن الاجتماع لأول مرة في مكالمة هاتفية في أبريل/نيسان أبلغ فيها بوتين بأنّه سيطرد العديد من الدبلوماسيين الروس ويفرض عقوبات على عشرات الأشخاص والشركات، كجزء من محاولة لمحاسبة الكرملين على التدخل في الانتخابات الرئاسية العام الماضي واختراق الوكالات الفيدرالية.

سيصل بوتين والوفد المرافق له أولاً إلى موقع القمة: فيلا لا جرانج، قصر كبير على ضفاف البحيرة يقع في أكبر حديقة في جنيف. بعد ذلك يأتي بايدن وفريقه. وسوف يستقبل الرئيس السويسري جاي بارميلين الزعيمين.

وسيقضي الثلاثة لحظات معًا أمام الكاميرات، لكن من المتوقع أن يدلي بارملين فقط بالتصريحات، وفقًا لمسؤول كبير بالإدارة أطلع المراسلين بشرط عدم الكشف عن هويته.

هذا، وسيعقد بايدن وبوتين أولاً اجتماعًا “حميميًا” نسبيًا ينضم إليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حيث سيكون لكل جانب مترجم. وسيتسع الاجتماع بعد ذلك ليشمل خمسة من كبار المساعدين من كل جانب.

بعد اختتام الاجتماع، من المقرّر أن يعقد بوتين مؤتمرًا صحفيًا منفردًا، على أن يحذو حذوه بايدن. اختار البيت الأبيض عدم عقد مؤتمر صحفي مشترك، وقرّر أنه “لا يريد أن يبدو أنه يرفع مستوى بوتين في وقت يحث فيه الرئيس الحلفاء الأوروبيين على الضغط عليه، لوقف الاستفزازات التي لا تعد ولا تحصى”.

يرى بايدن نفسه مع عدد قليل من أقرانه في السياسة الخارجية. فقد سافر حول العالم كعضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وكُلف بمهام صعبة في السياسة الخارجية من قبل الرئيس باراك أوباما عندما كان نائبًا للرئيس. تضمنت جعبته مواقع ساخنة مثل العراق وأوكرانيا، ووزن قوة شي جين بينغ في الصين خلال صعوده إلى السلطة.

لقد قال مرارًا وتكرارًا إنه يعتقد أن تنفيذ سياسة خارجية فعّالة يأتي من تكوين علاقات شخصية قوية، وقد تمكن من إيجاد علاقة مع كل من أمثال التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بايدن بـ “المستبد ، والسياسيين التقليديين مثل الرئيس الكندي.

لكن مع بوتين، الذي قال الرئيس الأميركي عنه إنّه “قاتل” و “لا روح له”، ظل بايدن حذرًا منذ فترة طويلة. في الوقت نفسه، يعترف بأن بوتين، الذي ظل أقوى شخصية في السياسة الروسية على مدى ولاية خمسة رؤساء أميركيين، لا يخلو من المواهب. وأشار بايدن هذا الأسبوع إلى أنه يترقب لقاءه مع بوتين بعناية. وقال بايدن للصحفيين عن بوتين: “إنه ذكي. وقد وجدت أنه – كما يقولون خصم يستحق.”

 آمال للاتفاق

لم يتم تقديم أي التزامات من الجانبين حتى الساعة، ولكن وفقًا لمسؤول في الإدارة  الأميركية العليا، هناك آمال في أن يعيد الجانبان سفراءهما إلى مناصبهما بعد الاجتماع. فقد تم استدعاء سفير روسيا لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، من واشنطن قبل حوالي ثلاثة أشهر بعد أن وصف بايدن بوتين بأنه قاتل. بالمقابل، غادر السفير الأميركي لدى روسيا جون سوليفان موسكو قبل شهرين تقريبًا، بعد أن اقترحت روسيا عودته إلى واشنطن للتشاور. وتشير معلومات إلى أنّ السفيران سيحضران في جنيف خلال اجتماع الأربعاء.

يقول مسؤولو إدارة بايدن إنّهم يعتقدون أنه يمكن إيجاد أرضية مشتركة بشأن الحد من التسلّح. وتضغط مجموعات الحد من التسلّح الدولية على القادة الروس والأميركيين لبدء دفعة من أجل الحد من التسلح الجديد من خلال إجراء محادثات “الاستقرار الاستراتيجي” – وهي سلسلة من المناقشات بين الحكومات تهدف إلى تسوية العديد من مجالات الخلاف والتوتر على المستوى الوطني.كما سيضغط فريق بايدن على مخاوفه بشأن الأمن السيبراني.

الجدير ذكره أنّه في الأشهر الأخيرة، شن قراصنة في روسيا هجمات مدمرة على خط أنابيب نفط أميركي رئيسي ومورد لحوم مقره في البرازيل ويعمل في الولايات المتحدة.

أحوال

ترجمة عن  Associated Press

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى