مجتمع

طوابير الذّل: قصّة والد قضى ليلته أمام محطّة البنزين تختصر مأساة اللبنانيين

هي ليست مجرد طوابير سيارات، ينتظر أصحابها بضع ليترات بنزين، بل هي قصّة شعب أصبح حصوله على أدنى مقوّمات الحياة حلماً صعب المنال.

طوابير الذل أمام محطّات البنزين، باتت مشهداً يومياً في كل مناطق لبنان، أسلوب حياة، هي ليست مجرد طوابير، وليست مجرد سيارات ينتظر كل منها دوره، هي قصص فرديّة لكل سيارة، يروي صاحبها قصّته مع مرارة الذّل وهو ينتظر دوره، بعضهم بات ينام أمام المحطة ليلاً، ليتمكّن من تعبئة البنزين قبل نفاذ الكمية.

على الفايسبوك، كتبت المواطنة اللبنانية دعاء عقيل، قصّة والدها، الرجل الخمسيني الذي يعمل “بالفاعل” بالباطون، من عمله إلى أمام محطّة البنزين حيث قضى ليلته، ساعات تختصر مأساة شعبٍ كامل.

فقد كتبت دعاء منشوراً مؤثراً تداوله متصفحو الفايسبوك جاء فيه

“مبارح بالليل رحت على رميش الساعة ١٠ ونص…

كان في طابور بنزين كتيييير كبير

كنت عم بطلع بالعالم بحرقة قلب

وإذْ بيطلع بابا بوجي

نايم بالرابيد

بثياب الشغل

بابا اللي عمره ٥٢ سنة بيطلع من بيته ٦ الصبح عشغله (بيشتغل بالفاعل “بالباطون”)

بيرجع وقت الغروب

خلص شغله ونطر بطابور البنزين من ال ٥ لل ١١ ونص بالليل…(ملاحظة:بابا وخيي بيتداوروا بمناوبة البنزين: خيي نطر من ال ١١ الصبح لل ٥ وبابا ناوب عنه من ال ٥ لل ١١ ونص بالليل)

دقيتله عم بتزانخ عليه

قلتلو مبين نايم (بابا بالايام العادية ٩ بكون نايم ليقدر يروح عشغله مرتاح ثاني يوم)

قللي ميّت من البرد…ثلجت

بعدني بثياب الشغل

بعد بدي روح عالبيت تحمم وصلي ووزع الدخان للشغيلة

سألته جوعان

قللي ميّت جوع…

عزّ عليي شوفك بهالمنظر يا عزّي وتاج راسي…

ريتو الموت لكل مين ذلّك يا بابا…”

 

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى