ميديا وفنون

مريم نور تضرب تمام بليق من جديد… حلقة مهزلة لجمهور “اللي فيه مكفيه”

صدق الإعلان الذي قدّمته قناة “الجديد” عن حلقة تمام بليق مع مريم نور. غير معروف إنّ كان هناك حواراً أو مذيعاً. إن كان هناك مخرجاً أو حلقة تلفزيونية. هي وقت غير مستقطع من الشتائم والسباب والضرب تعرض له تمام بليق من مريم نور أثناء زيارته في بيتها لتصوير حلقة لبرنامجه “مع تمام” والنتيجة مهزلة.

المرأة التي قاربت التسعين من العمر رمت قالب الحلوى في المرحاض. خرجت عن طورها قذفت المذيع وفريق العمل والمشاهدين بأشد عبارات الشتم وطردتهم من بيتها. وظلّت الكاميرا تلاحقها حتى النفس الأخير دون اعتبار لحرمة بيتها أو النزول عند رغبتها بعدم التصوير والكلام. وهي تصرخ بعبثية وتضيق ذرعاً متجوّلة في أرجاء بيتها من الحمام إلى غرفة النوم والشرفة  والمصعد وغرفة الجلوس، وهم يتابعون تصوير هذا الضجيج المذري لعرضه على الملأ دون أدنى احترام لعمرها.

يدرك بليق أن الحوار مع مريم نور ليس سهلاً. وهي لا تشبه أياً من الضيوف الذين أعتاد استضافتهم  فيرضخون لأسئلته المقنعة والمعرية وأسلوبه الاستفزازي تحت شعار الحوار المثير. وهذا النوع من الحوار ليس موجوداً في أي مدرسة إعلامية. فأقسى أنواع الحوار هو الجدلي حيث يكون الحوار حاداً وتحضر فيه النزعة الشخصية  والهدف منه الوصول الى أسباب الاختلاف وتباين الآراء.

بينما هنا حتى الحوار لم يكن موجوداً تحت أي مسمى، فقد فرضت نور إرادتها بأن يكون الكلام لها وحدها دون مداخلات وأسئلة، وقد مرّ الأمر على خير في البداية وعندما حاول بليق سؤالها عن بيت السلام وكم ادخرت من المال، جن جنونها ورفضت متابعة الكلام طاردة الجميع من بيتها. الا أنهم لم يذعنوا لها وظلوا يصورون حالة الفوضى الهستيرية والكاميرا تتنقل وتحكي بصمت مشاهد دخلت غرفة نومها وحمامها.

ما الهدف من كل ذلك؟ ما  أهمية أن نعرض ما لا يعرض لسيدة قاربت التسعين قد لا تكون بكامل وعيها، لكن لها كلمة الفصل في أن تقرر الكلام أم لا؟ فاستفزازها والاصرار على تصويرها وعرض هذه المشاهد فهو يسيء أولاً واخيراً ليس لها فحسب، بل للقيمين على البث، حتى ولو كانت الحجة أن مريم تريد مالاً حتى تتكلم كما قال تمام. علماً أنها كانت تتكلم شرط أن يصمت بتاتاً، وهذا ما لم يحصل.

ما شهدناه لا يقف عند خط أحمر وليست لديه محدّدات أخلاقية ، ومهمته الرئيسية خلق الإثارة والشحن بحجة السبق الصحفي والضربة الإعلامية. لكن هذه الضربة إن أصابت فهي أصابت صاحبها. فإثارة الجدل والانتقاد حصل وبأعلى وتيرة لكن بلغة سوداء وحروف نابية.

بليق ظهر وكأنه يتشفى من المرأة المسنة صاحبة المراس الصعب. فأثناء كلامها حاول مرات عدة إسكاتها على حين غرة، بإدارة لعبة اطفال تصدر صوتاً وفي كل مرة كانت تحتضن اللعبة ظناً منها أنها تستشعر كلامها. وعندما تكرر الأمر كسرت اللعبة  غضباً ففوجىء بليق بتصرفها علماً أنّه هو الذي استفزها مكراً.

هذه ليست المرة الأولى التي تحاول مريم نور ضرب بليق. ففي عام 2015 حاولت ضربه أثناء حلقة “بلا تشفير” وقد تمكنت يومها  من ضرب إحدى الصبايا في البرنامج. وبالأمس تكرر المشهد لكن بإسهاب. أذن هو يدرك أي نوع من الضيوف معه. ومريم نور معروفة بسلاطة لسانها وطباعها الحادة. فما حدث لا يضيرها، هي واضحة بمطرقة وسندان لسانها، بل يضر بمسيرة من يتبوأ منابر الإعلام وكأن المسألة سائبة والأهم هو قطف الرايتنغ  حتى ولو كانت الواقعة شائنة.

بعيداً عن الحوارات والعمل التلفزيوني ومهام العمل، ماذا لو أصيبت مريم بوعكة صحية نتيجة هذا الاستفزاز الذي أخرجها عن طورها، والإصرار على محاورتها عنوة وغصباً. هل يكون بذلك قد حقق الذروة. فيقال قاتل الضيف بعد أن كان يسمى معرّي الضيف أو مبكي الضيف أو “مهزّق” الضيف.

فأمام هذه الهرطقة الخاسر الأوّل هو المشاهد الذي لا يكفيه حالة الملل واليأس في مجتمعه الظالم، فيأتيه هذا الاعلام “فوق الدكة شرطوطة”.

 

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى