سياسة

“الوطني الحر” نظم مؤتمراً حول النزوح السوري في لبنان

نظم “التيار الوطني الحر” في فندق لو رويال في ضبيه، مؤتمرا حول النزوح السوري بعنوان “لن نتخلى عن احد”، بدعوة من رئيسه النائب جبران باسيل وبمشاركة وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب وممثل وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو المدير العام للهجرة في تركيا فهري توركار اوبا، في حضور شخصيات وجمعيات معنية بهذا الملف.

باسيل
استهل باسيل كلمته، مرحبا باسم التيار الوطني الحر، شاكرا تجاوب المشاركين مع الدعوة وخص بالشكر “صديقي بيتر وزير خارجية هنغاريا، الذي خصنا بهذه الزيارة والحضور وما تركنا مرة دون اهتمام ومحبة، كذلك اشكر وزير خارجية تركيا اضافة الى دول الجوار لأزمة النزوح وتحديدا العراق وقبرص وسوريا نفسها).

وقال باسيل لقد مر على ازمة النزوح السوري اكثر من عشر سنوات وما نبهنا منه، انه تهديد وجودي ليس موقتا، تأكد انه ازمة كيانية طويلة الأمد. مشهدية تدميرية دموية نكبت سوريا ولبنان (والجوار معها)، ولما رفعنا الصوت محذرين من فتح الحدود، بلا حدود، اتهمنا بالعنصرية، حتى تسلل الارهابيون تحت عباءة النازحين واحتلوا ارضنا في شرق البلاد”.

أضاف :”العنصرية ليست في رفض استضافة نزوح جماعي عشوائي ومبرمج، بل هي في تفريغ الأرض من عناصرها البشرية ودفعهم للاستيطان في دولة اخرى ارضها لا تتسع لسكانها، ومواردها لا تكفي حاجاتهم. فتقع عندها الأزمة بين نازح سوري – ضحية يبحث عن ارض ومورد رزق، وبين مضيف لبناني – ضحية يترك ارضه بحثا عن لقمة العيش.

ان تغيير النسيج الديموغرافي وضرب الهويات الوطنية هو العنصرية، واستغلال ضحايا لعبة الأمم على طاولة رسم الخرائط والمصالح هو المؤامرة بذاتها.

نحن في التيار الوطني الحر رفضنا وتصدينا، وقرارنا “ألا نتخلى عن أحد”، لا عن النازح ولا عن المضيف طالما ان الاثنين ضحية.

لن نتخلى عن حق النازحين في العودة، فهناك وطنهم وكرامتهم.

“لن نتخلى عن أحد”، هو شعار لا يكفي ان ترفعه الأمم المتحدة بل ان تطبقه مع النازحين بدعم عودتهم ومع المضيفين بتحمل الأعباء عنهم.

“لن نتخلى عن أحد” بأن تتأمن شروط العودة الكريمة والآمنة، وتسجيل الولادات لضمان الحقوق في الهوية السورية، دون ان تنفجر في وجهنا غدا قضية جديدة عنوانها مكتمو القيد او طالبو التجنيس، فلبنان وطن الميثاق لا يمكنه ان يكون بلد توطين. ولذلك تقدمنا باقتراح قانون يقضي بعدم منح الجنسية اللبنانية لمكتومي القيد من مواليد 2011 وما بعد.

“لن نتخلى عن أحد”، معناها ان كل نازح يغادر لبنان الى سوريا لا يمكنه ان يعود الى لبنان بصفة نازح، فلبنان الغارق في ازماته (المالية الاقتصادية) لا يمكنه ان يكون بلد لجوء سياسي.

“لن نتخلى عن أحد”، معناها ان للبناني الحق في الحصول على فرصة عمل بينما قوانيننا تحرم الأجانب من مزاولة بعض المهن، ومن يخالفها هو مرتكب (ومن يطالب بتطبيقها ليس عنصريا). ولذلك تقدمنا باقتراح قانون يجرم ويغرم كل نازح سوري مسجل ويستفيد من تقديمات دولية ويقدم في الوقت نفسه على العمل (بحسب تعريف القانون اللبناني).

“لن نتخلى عن أحد” معناها، ان كل سوري مسجون بناء على حكم قضائي يجب اعادته الى بلده (لأنه ليس نازحا ولا طالب لجوء بل مجرم)- ولذلك تقدمنا باقتراح قانون تعديل قانون تنظيم الدخول الى لبنان (والاقامة فيه والخروج منه)، ويقضي، بإعادة فورية للداخل غير الشرعي، وبسجن من يقوم بتهريب او تسهيل دخول اجانب بطريقة غير شرعية.

“لن نتخلى عن أحد”، تعني التواصل مع الجميع لحل ازمة النازحين، وعلى رأسهم الدولة السورية المعنية الأولى بعودة شعبها، فلا يدفن لبنان رأسه في الرمال الدولية، خوفا او تواطؤاً، متجاهلاً ان سوريا تمتد على كامل حدودنا شمالاً وشرقاً وهي مدخلنا البري الى العمق المشرقي والعربي.

“لن نتخلى عن أحد”، تعني ان العودة حتمية لمن لا خطر على حياته، وليست طوعية فالنازح ليس مهاجرا باحثا عن فرصة عمل، وطالما انتفت اسباب نزوحه صار من حقه العودة ومن واجبنا تأمينها”.

وتابع باسيل:”ان لبنان ملتزم بمبدأ “عدم الإعادة القسرية”، الا ان “الطوعية” لا تعني تأبيد النزوح في حال عدم توافر شروطه، كما ان المبدأ المعتمد دوليا، هو ان اللاجئ الذي يعود الى بلده الذي هرب منه يفقد صفة لاجئ، طالما انه قادر على العودة بشكل آمن اليه. كذلك، وبحسب UNHCR: “يحق للدول بموجب القانون الدولي طرد الأشخاص الذين يتبين انهم ليسوا بحاجة الى حماية دولية وان من واجب بلدان الأصل ان تسترد مواطنيها، (ويجب ان تتم العودة بطريقة انسانية مع احترام كامل لحقوق الانسان وكرامته). وهذا ما تمارسه دول اوروبية عدة (منها اليونان وبريطانيا وغيرها).

واردف باسيل :”لذلك على المجتمع الدولي، ان يتوقف عن الضغط على لبنان وعن تمويل اقامة النازحين على ارضه وعن تخويفهم من العودة الى ارضهم، فيما هو يخشى هجرتهم صوبه، ومراكب اليأس تحمل صوبه الفقراء المنعدمي الأمل وطالبي اللجوء؛ بل على المجتمع الدولي ان يمول العودة الآمنة والكريمة ويزيد المساعدات التي تطال اعادة الاعمار الانساني (Humanitarian Reconstruction) و (Early Recovery Assistance)، وذلك لتهيئة ظروف العودة من دون ربطها بالحل السياسي، وكذلك يعيد تأهيل القرى في سوريا وخاصة القريبة منا. ونرى هنا ان التقارب السوري – التركي هو مؤشّر ايجابي ومساعد كون عودة النازحين هي احد اهم عناصره.

كذلك على الحكومة اللبنانية ان تطبق “خطتها” حول العودة، وان تعمل فورا على اعادة المسجونين الخطيرين، وان تستعيد حقها بتحديد من تنطبق عليه صفة “نازح” (وليس نازحا اقتصاديا)، وان تطبّق القوانين اللبنانية والدولية في هذا المجال من خلال مشاركتها الداتا الكاملة من قبل الـ UNHCR، واستعمالها اولا بوضعها على المعابر الحدودية لمنع دخول اي سوري الى لبنان يحمل صفة نازح كونه عاد الى سوريا، او تخليه عن هذه الصفة، وهو ما من شأنه ان يعالج وحده اكثر من ثلث ازمة النزوح. وكذلك قيام الأمن العام في دوائره بتسجيل كافة السوريين المقيمين، والا اعتبروا مقيمين غير شرعيين وليسوا نازحين ويمكن في هذه الحالة اعادتهم، وهو ما يحل الثلث الثاني من الأزمة. ويبقى حل الثلث الأخير من خلال تمويل وتأمين العودة الكريمة بالتنسيق ما بين الدولتين اللبنانية والسورية والأمم المتحدة”.

واستطرد باسيل :”ضيوفنا، لقد اثبت اللبنانيون انهم شعب ليس فقط مضيافا بل مسالما ايضا، حيث لم يعتد يوما على نازح سوري (لا بل تم التعاطف معه عند وقوع اي حادث ضده)، على الرغم من وجود أسباب كثيرة لوجود تنافر سوري – لبناني تخطيناه بانسانيتنا ومحبتنا وجيرتنا، الا انه لا يمكن الرهان على هذا، لأن الأمور ستنفجر دون امكانية لضبطها، حيث لا يمكن للأمم المتحدة معاملة لبنان وكأن ليس له وضع خاص به سياسيا واقتصاديا وماليا وامنيا وديموغرافيا (من ناحية المساحة والموارد) – لبنان ليس له على السوريين ولكن له الكثير على المجتمع الدولية الذي عليه ان يعمد الى شطب ديونه الخارجية او تسديدها عنه في مقابل كل الأعباء التي تحملها. (فوق الـ 50 مليار دولار).

وختم باسيل : “نعم لبنان دولة مانحة وليست مضيفة فقط، لأن اعباءها تخطت بكثير المساعدات المقدمة لها. نعم لبنان لا يشحذ بل يطالب بحقه.ليس من دولة في العالم يمكنها ان تتحمل 200 نازح بالكيلومتر المربع من دون ان تنهار – لبنان فعل وحمل وتحمل ولا يزال يحب ويعطي…! ولكن الى متى؟”.

الوزير الهنغاري
ثم ألقى الوزير الهنغاري، كلمة قال فيها:
“انا من بلد لديه استقرار سياسي فريد من نوعه، حيث نجحت الحكومة – الجمهورية المسيحية في كل الانتخابات منذ ال 2010 وقمنا بالحكم بأكثريتين في البرلمان. ونحن نحكم من دون اي ضغط من اي جهة، وهذا وضع فريد في اوروبا”.

اضاف :”وبما ان نظامنا السياسي مستقر، يمكننا ان نتحدث بشكل منفتح وصادق عن كل الامور المعقدة لذلك نحن اقوياء لدرجة ان نقول ان النزوح ليس جيدا كما نقول بصوت عال ان هذا النزوح يجب الا يدار بل يجب ان يوقف، فالنزوح هو خسارة وخطير للبلد المضيف ولموارده ولكن اوروبا ولسوء الحظ وضعت سياسات منع النزوح ولذلك هناك ضغط كبير على الأكثرية الصامتة”.

وتابع :”نحن في هنغاريا لدينا مقاربة مضادة للهجرة ونعتبرها من العوامل الاكثر ضغطا على عدم الاستقرار وبالتالي على الاتحاد الأوروبي والديموقراطيين في بروكسل مسؤولية كبيرة في هذا السياق بدلا من اعطاء النصائح والمحاضرات، وبسبب هذه السياسة هناك العديد من الاشخاص يضعون حياتهم في خطر ويموتون اثناء محاولتهم الهجرة نحو بلد آخر وهناك اشخاص يتاجرون بالبشر وهذا عمل متطور”.

واستطرد سيارتو:”ان دول العالم يجب ان تغير المقاربة التي تنتهجها لكي تتجنب مشكلة اكبر من تلك التي نشأت حتى الآن، وفي حال استمرت هذه الهجرة وفي ظل الازمة الاوكرانية يمكن ان تؤدي الى هجرة غير قانونية اكبر حول العالم، وبدلا من حث الاشخاص على الهجرة علينا ان نحسن الاوضاع لتسمح لهم بالعودة الى بلدانهم واذا لم ينجح المجتمع الدولي باعادة هؤلاء الاشخاص ستشهد مناطق إضافية عدم استقرار ونخلق بالتالي مشكلة أمنية عالمية “.

وفي ما يتعلق بسوريا قال :” ان المجتمع الدولي يفترض ان يركز على ايجاد الظروف الملائمة لعودة النازحين الى بلدهم، وهذا يجب ان يكون الهدف الاول، واود ان اعبر عن امتناننا العميق واحتراما لتركيا ولبنان والاردن والعراق ومصر لانهم استضافوا النازحين، ولكن علينا ان نعي ان هذه البلدان هي تتحمل أكثر من طاقاتها لذلك عوضا من اعطاء المحاضرات علينا امتناننا ومساندتنا لها”.

اضاف:” على المجتمع الدولي ان يكون لديه هدف واحد هو التغيير ويمكن للبنان ان يستند على هنغاريا ويعول عليها لاننا ما زلنا نعتقد انه عوضا عن ادارة الازمة علينا ان نرى ما هي اسباب هذه المشكلة ومساعدة البلدان التي لا يفترض ان تكون بعد الآن موردا للمهاجرين”.

وتابع:”نحن مع عودة النازحين الى سوريا وان نخلق الاوضاع الملائمة لعودتهم ولقد سألنا في لبنان كيف يمكن مساعدة هؤلاء على العودة؟ فقيل لنا: اعيدوا بناء الكنائس لانها تساعد المجتمعات، لذلك وافقنا على اعطاء منح كبيرة لاعادة بناء 36 كنيسة كما اننا نساعد في بناء العديد من المنازل والمستشفيات والمدارس في سوريا تساعد في عودة النازحين والتلاميذ وكذلك مشاريع لدعم الزراعة”.

وختم:” اذا لم يغير المجتمع الدولي مقاربته لهذا الموضوع سيكون هناك أكثر وأكثر من السوريين الذين سيتركون منازلهم وسوف يعود القليل منهم. وهذا امر يجب أن نعيه لان الضغط الكبير على بلدكم سوف يشكل تحديا كبيرا للمحافظة على الاستقرار ، فاذا كان لبنان مستقرا يعني ان الشرق الاوسط مستقر”.

ممثل وزير خارجية تركيا
وألقى ممثل وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو المدير العام للهجرة في تركيا فهري توركار اوبا، كلمة ، قال فيها :
“انه لمن دواعي سروري ان اشاطر معكم تجربة السلطات التركية ازاء ازمة النزوح السوري. ان عالمنا يعيش في ازمة كبيرة. فهناك الكثير من الاشخاص الذين ينزحون حول العالم وعدد كبير من الاشخاص الذين يطلبون الايواء في بلدان أخرى”.

اضاف:” لبنان وتركيا عانا كثيرا كثيرا من ازمة النزوح السورية وبالتالي فلبنان يستضيف اكبر عدد من النازحين السوريين وكذلك نحن في تركيا لدينا الملايين من الأشخاص في وضع حماية. ان الازمة قد اثرت على معيشة الاشخاص في تركيا وندعو المجتمع الدولي الى مساندتنا، وكذلك جائحة كورونا وضعت تحديات وضغوطا اضافية ولم تترك اي بلد في العالم من دون تحميله اعباء كثيرة”.

وتابع:” شهدنا أيضا جائحة النزوح التي لم تؤثر فقط من الناحية الاقتصادية بل من الناحية القانونية ايضا بالنسبة الى النازحين ، ونفهم كم عانى اللبنانيون من الازمة السورية ونعلم جيدا ان لبنان يرزح تحت ضغط كبير ونقوم بمتابعة حثيثة لهذا الوضع لكي نقوم بالمساعدة وتسريع عودة النازحين السوريين الى بلادهم. وسوف نتعاون مع لبنان بطريقة اكثر فعالية لكي نصل الى حلول مستدامة لهذه المشكلة المشتركة بيننا وعلينا ان نستمر في دعوة المجتمع الدولي لمساعدتنا كبلدان مضيفة وعلينا اتخاذ اجراءات وحلول مستدامة”.

وشدد على ان” العودة يجب ان تكون وفق القوانين الدولية ومن جهة اخرى علينا ان نخطو خطوات لتقلل العودة الضغط على المجتمع الدولي وخصوصا البلدان المانحة التي تركز على أزمات اخرى وخصوصا الازمتين الأفغانية والاوكرانية”.

وقال :”عندما يستقر الوضع في سوريا سوف يعود النازحون بأعداد كبيرة، ونحن ملزمون بالتعاون ليس فقط مع لبنان من اجل عودة هؤلاء بل ايضا مع الاردن والعراق والبلدان المجاورة الاخرى، لذلك يجب أن تكون هناك مشاطرة عادلة لهذا الحمل وعلى البلدان المتطورة أن تفتح ابوابها امام هؤلاء النازحين ووضع السياسات لكي نواجه النزوح غير الشرعي، وللأسف لدينا ايضا انتهاكات لحقوق الانسان خصوصا في اوروبا من خلال رفض الايواء وكل الامور المضادة والمعادية للمهاجرين، كما ان الازمة الاوكرانية اثبتت ايضا ان ازمة النازحين قد تنشط في اي وقت في العالم، لذلك فان التعاون الدولي والحلول المستدامة هي اداة للتخفيف من مقاربة ازمة النزوح”.

بو حبيب
وتحدث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، واستهل كلمته مستشههدا بما قاله البابا يوحنا الثاني عن لبنان بانه “أكثر من بلد، هو رسالة”. وهو قصد، “ان لبنان فريد من نوعه في هذه النقطة من العالم”.

أضاف:…كلبناني، أنا أتحدث عن العالمين الاسلامي والمسيحي. هاتان الديانتان والعلاقة بينهما منذ اكثر من 15 قرنا . فهناك العديد من البلدان الاسلامية والعديد من البلدان المسيحية، في البلدان المسيحية هناك الاسلام وكذلك في البلدان الاسلامية هناك المسيحيون، وهم لا يعتبرون إنهم متساوون، فقط في لبنان المسيحيون والمسلمون يشعرون انهم متساوون ما من خلاف في ما بينهم والقوانين تطبق على الجميع”.

وقال :”هذا هو المثال الفريد، الذي نود ان نعطيه للعالم، ويجب ان يبقى هذا البلد الفريد من نوعه بلدا مسيحيا إسلاميا وإسلاميا مسيحيا، وبالتالي نحن نشكر وزير الخارجية الهنغاري لدعمهم الكنائس والمجتمعات المسيحية كي يبقوا في لبنان ويبقى بلدنا فريدا في العالم”.

تابع بوحبيب :” لدينا العديد من المشاكل الاقتصادية والسياسية بالاضافة الى مشاكل النازحين الذين يفوق عددهم المليوني نازح. نحن في لبنان لدينا اربعة ملايين، نصفهم من النازحين سواء أكانوا فلسطينيين او غيرهم، ينتظرون الحل السياسي منذ 75 سنة، هم ينتظرون الحل، والسوريون أيضا ينتظرون الحل السياسي منذ 12 عاما. ولبنان لا يمكنه ان يتحمل سواء كان ذلك على الصعيد الديموغرافي او الاجتماعي او الاقتصادي، وان يتحمل هذا العدد الكبير من النازحين والمجتمع الدولي هو من يتحملهم ويساندهم والمجتمع الدولي هو بلدان الغرب وبعض الدول الاخرى.

نحن نعمل معهم، ونحاول وقد تقدمنا في هذا المجال لاقناعهم ان لبنان لا يمكنه ان يبقي على هذا العدد من السوريين، وبالتالي هذا الامر تدعمه المنظمات الدولية وبعض البلدان الغربية. زرت العديد من البلدان في منطقة البحر المتوسط والبحر المتوسط الشمالي من قبرص ويتفهمون هذه الاوضاع. علينا اقناع البلدان الاخرى الاوروبية لمساعدة لبنان ، وهذا موضوع يؤيده كل اللبنانيين العاملين في بلدهم وفي الخارج خصوصا في الدول الكبرى وفي الاتحاد الاوروبي”.

وتابع بو حبيب :” ان لبنان هو بلد المثال وفي حاجة للمحافظة عليه، لانه فريد من نوعه وعلينا إنقاذه. وهنا لا أتحدث كمسيحي او كمسلم، بل اتحدث كلبناني، نحن جميعا نقول لا يمكننا إبقاء مليوني لاجىء على أراضينا ونحن في حاجة الى مساعدة المجتمع الدولي خصوصا وان هناك 17 مليونا من اقربائهم يعيشون في سوريا وليس لديهم اي مشكلة وتقريبا هناك الف شخص عادوا طوعيا الى سوريا ويعيشون في أمان .

وختم بو حبيب :”هذه الرسالة التي يحتاج ان يعطيها لبنان للمجمتع الدولي ولاصدقائنا، وهي ان لبنان لا يمكنه ان يصبر من دون اي حل. أتمنى على المشاركين، في هذا المؤتمر مساعدتنا لانها مسألة تتعلق بوجود لبنان”.

 

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى