ميديا وفنون

كارين رزق الله عاشقة للثنائيّة أم خائفة من التغيير؟

خمسة عشرة عاماً قضتها  كارين رزق الله ترسم الابتسامة كاتبة وممثلة كوميدية تلعب كالأطفال. ثم اتجهت إلى الدراما تقصّ حكايات الواقع وتجسّدها، مغيّرة سحنتها وصوتها وأداءها. تلعب على كل شطوط الفن وتؤسّس لنفسها مكانة تشغل الشاشة على مدى العام.
من يعرف بداياتها لا يتهيأ له أنها قادرة على ركب كل أنواع الموج. فمن “مرتي وأنا” حيث ظهرت كاتبة وممثلة كوميدية مع زوجها فادي شربل لأعوام طويلة، تحبك ثنائية قلَ نظيرها في عالمنا العربي، تخبر قصةً وفصول عائلة باتت حديث الناس آنذاك.


فجأة نفضت عنها ثوب الكوميديا وارتدت ثوباً جديداً في مجال الدراما. “قلبي دق” كان باكورة أعمالٍ كتبتها ومثلتها الى جانب يورغو شلهوب عام 2015 وحصد نجاحاً منقطع النظير. وتتالت أعمالها ككاتبة وممثلة مخترقة جدران المجتمع من كل زواياه.
استطاعت كارين أن تضيف إلى الدراما اللبنانية وهجاً من خلال رزمة أعمال قدمتها على مدى سنوات: “مش أنا ” و “لأخر نفس” ، و “مشيت” و “أنتي مين”. ميزتها إنها تطرقت الى قضايا وملفات شائكة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، وقاربت العنف الاسري  وجسدت شخصية امرأة مضطهدة ومعنّفة، وحكت عن الحرب وتداعياتها، وعن الحب والخيانة. طارقة الخطوط الساخنة في المجتمع معبّرة بجرأة عنها.

ثمّة من يسأل هل كارين عاشقة للثنائية أم خائفة من التجديد؟ فهي تعمل كأنها تؤلّف عائلة تخشى فراقها أو الابتعاد عن ناسها. توالفت مع بديع أبو شقرا حتى باتا تؤامين لا ينفصلان، يحيكان معاً خارطة معظم المسلسلات  التي قدمتها “مش انا ” و”لآخر نفس ” و”ومشيت” و”بردانة أنا ” واليوم تطل معه في “راحوا ” عملها الطازج من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج نديم مهنا الذي يعرض منذ أسابيع.
هذه الألفة ربما تجد فيها كارين حماية لها، وتستطيع أن تغزل شرانقها براحة أكثر، دون عبء التّجربة طالما هي مطمئنة لرفاق الدرب. وهذه الثنائية كانت قد عاشتها طويلاً وعلى مدى 15 عاماً مع زوجها الممثل فادي شربل. وعندما فكّت أزرار هذه الشراكة راحت نحو منحى جديد لا يشبه ما بدأت به. وانطلقت تغزل شرانقها وحيدة وربحت فنياً في انفكاكها عن زوجها.


عائلية كارين في أعمالها تجد من ينتقدها لأن هذا التجانس قد يخلق نوعاً من التشابه والتقارب، وقد يجده البعض مملاً أو ضيقاً، وقد يجد فيه نجاحاً وتجانساً. فهي أن توالفت مع بديع ابو شقرا عادت لتخلق شرنقتها الجديدة مع جيري غزال في “أم البنات ” و”ع اسمك” ودوماً من خلال نص كلوديا مارشليان.
كارين يمكن أن تطرق أي تجريب تريد دون خوف. فهي وإن وجدت في بديع ابو شقرا ضالتها  التي تريحها وتطمئن لها، لم تفقد نفسها مع عمار شلق في “انتي مين” ولا مع يورغو شلهوب في “قلبي دق” واليوم مع عابد فهد في “350 غرام”. فربما هذا التغيير يدفق في سهولها سنابل أكثر ويلوّن مسيرتها بالتجديد.


يحسب لكارين تواضعها وثبات قدميها على أرض النجومية. فهي انتقلت من كاتبة تصنع عملاً  وتثير ضجة ومكانة وتفتح أفقاً لزملاء لها، إلى ممثلة تحت إدارة نص زميلة لها تقدّم ما يطلب منها حتى لو كان خارج بطانتها التي عرفت بها. فهي من بطانة الفرح والعفوية والبريق والألفة وهذا ما أظهرته أدوارها في كل الاعمال التي كتبتها. بينما في نص كلوديا تطلّ مثقلة أكثر بالهموم وفارغة النظرات  وباردة  الملامح كما هي في دور “جود” ( ع اسمك). هذا الانتقال والتغيير في أدوراها ليس الا زاداً يضاف لمحصلتها الفنية التي بنتها على مدار عشرين عاماً. عرفت كيف تنتقل من مكان الى آخر دون توقف. وكأن سيلها يواصل التدفق في كل نواحي الفن.

في عز انشغال كارين وتواجدها المستمر على الشاشة هناك من يفتقد حضورها الكوميدي في هذا الجو القاتم، ويسأل عن ضحكتها ورشاقتها كرسولة أمل وفرح. فهي ابتعدت عن إضحاكنا في عز القتامة. أو ربما الابتسامة فارقتها كما حالنا جميعاً وباتت الى الدراما أقرب.

كارين رزق الله غصن غض حمل ثماره على مدى سنوات وأمامه المزيد من المواسم التي ستحمل العطاء، ويسجل في خارطة الفن اللبناني أنها فنانة قديرة وجريئة.

 

 

 

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى