منوعات

“القوات” للتيار “الوطني الحر”: استقيلوا لنستقيل

يحاول التيار الوطني الحر جاهداً البحث عن مخارج دستورية وسياسية لأزمة علاقته برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فبعد أن حاول طرح اجتهادات دستورية لسحب التكليف من الرئيس المكلف وفشل، وحاول تحميل النواب مسؤولية دفع الحريري للإعتذار وفشل أيضاً، يلمّح بعض المقربين من “الوطني الحر” إلى أن التيار لا يزال يمتلك خيارات كثيرة للمواجهة، منها الإستقالات النيابية لفرض الإنتخابات المبكرة.

الإستقالة خيار بعيد

يكشف مصدر مقرّب من “التيار الوطني الحر” أن نواب التيار لا يتمسكون بمواقعهم النيابية حبّاً بالكرسي، وبالتالي لن يجدوا حرجاً في التخلي عن الكراسي النيابية بحال كان رحيلهم يحقق المصلحة الوطنية، مشيراً عبر “أحوال” إلى أن خيار الإستقالة من المجلس النيابي من اجل التوجّه نحو الإنتخابات النيابية المبكرة هو أحد الخيارات التي لم تُحسم بعد، والتي لا تزال بعيدة أصلاً، لأن السعي اليوم هو لأجل تشكيل حكومة تُنقذ لبنان، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة.

إنتحار سياسي

ترى مصادر سياسية أن تلويح نواب الوطني الحر بالإستقالة لا يعدو كونه مناورة سياسية، مشيرة إلى أن التوجه نحو هذا الخيار سيكون بمثابة انتحار سياسي للتيار الذي لن يحصل بأي شكل من الأشكال على تكتل نيابي كالذي حصل عليه في الإنتخابات الماضية، خاصة بعد كل الضربات التي تلقاها التكتل وخروج النواب منه، والوضع السياسي العام، والهجوم الموجه نحوه.
وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “لا يملك التيار الوطني الحر اليوم وسائل خوض الإنتخابات، وهو الذي سعى ولا يزال لإيجاد عناوين يخوض على أساسها الإستحقاق، مثل “التدقيق الجنائي”، “واستعادة الاموال المهربة والمنهوبة”، ولكنه حتى اللحظة لم يتمكن من استعادة بريقه، كاشفة أن نتائج استطلاعات الرأي في الشارع المسيحي تجعل من فكرة الإستقالة والإنتخابات المبكرة، كابوساً، لا خياراً.

إذا استقالوا سنستقيل

يُسعد الكلام عن تفكير نواب التيار الوطني الحر بالإستقالة من المجلس النيابي، قلوب القواتيين، فهم حملوا لواء الإنتخابات المبكرة منذ أكثر من عام، ولا يزالون يتمنون حصولها لأسباب كثيرة أبرزها أنهم مقتنعين بحصول التغيير في صورة المجلس النيابي في أي إنتخابات مقبلة، ولو حصلت على نفس القانون الحالي.
في هذا السياق، يرى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبّور أن “القوات غير معنية بالحديث عن جرأة الوطني الحر للتوجه نحو خيار الإستقالة من المجلس النيابي أم لا، لأن هذا الأمر يخصهم وحدهم، ولكن ما يعنينا هو الهدف وهو الإنتخابات المبكرة”.
ويضيف في حديث لموقع “أحوال”: “نحن أوفياء لهذا الهدف لأننا نعتبر أن لا إنقاذ من دونه، وأن تشكيل أي حكومة في ظل السلطة الحالية لن يؤدي إلى إنقاذ البلد، ووحدها الإنتخابات النيابية المبكرة قادرة على تحقيق الحل”، مشيراً إلى أنه بحال كان التيار الوطني الحر يطرح مسألة الإستقالات النيابية بشكل جدّي، لا لهدف المناورة، وذهب باتّجاه الإستقالة، وهو كتلة نيابية وازنة، فإن نواب القوات سيستقيلون من المجلس حكماً، لأجل خلق الدينامية اللازمة للتوجه نحو الإنتخابات المبكرة.
لا يرى جبّور حاجة للتنسيق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في هذه المسألة، مشيراً إلى أن “جلّ ما عليهم فعله هو الإستقالة من المجلس النيابي، ونحن موقفنا واضح ومُعلن، وإذا استقالوا فنحن سنستقيل”.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى