منوعات

الوطني الحر هاجم كل مرشحي الحريري فهل يصمد الإتفاق على مصطفى أديب؟

لم يتأخر رؤساء الحكومات السابقين عن تنفيذ وعدهم بتقديم أسماء لتولي مهمة تشكيل الحكومة المقبلة، بعد ان حسموا مسألة أن لا يتولى المهمة رجل منهم، وفي ساعات ظهر اليوم الاحد، كانت الخطوط مفتوحة بين لبنان وفرنسا، فالأسماء التي طرحها رؤساء الحكومات وصلت الى باريس، ومنها الى بعبدا، حيث تُشير كل المعطيات الى تقدّم أسهم سفير لبنان بألمانيا مصطفى اديب، وهو الإسم الذي اقترحه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي.

الإتفاق الحكومي بخطر؟

في لبنان فإن كل شيء ممكن، تقول مصادر سياسية مطّلعة، مشيرة الى أن الامور تبقى خاضعة لكل جديد الى حين إطلاق الحكم صافرة نهاية الاستشارات النيابية الملزمة وتسمية الشخصية التي ستتولى تشكيل الحكومة في هذه الظروف الصعبة، والتي سيلتقيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد لقائها برئيسي الجمهورية والنواب في قصر بعبدا، ليكون اللقاء بمثابة رسالة دفع باتجاه تشكيل حكومة سريعة.
ويبقى الإتفاق الاولي الذي حصل اليوم معرّضا للخطر لأن التيار الوطني الحر غير سعيد بفكرة تولي أحد مرشحي سعد الحريري أو نادي رؤساء الحكومات السابقين لرئاسة الحكومة المقبلة، ولو أن القرار الحكومي داخلي فقط، لربما سقط الإتفاق قبل أن يُولد، اذ كان لافتا في الأيام الماضية تعاطي مسؤولون وناشطون في التيار الوطني الحر مع الأسماء المقترحة لتشكيل الحكومة المقبلة.
بعد إصرار التيار بكافة اطيافه على مهاجمة ورفض إسم سعد الحريري، رغم أنه الأقوى في طائفته، والتيار الوطني الحر هو صاحب شعار “الأقوى في طائفته”، توجه الهجوم باتجاه الشخصيات التي تُقترح من قبل تيار المستقبل لتشكيل الحكومة، الأمر الذي أوحى وكأن التيار يحاول حرق كل الأسماء، بغض النظر عن “جودتها” لإفشال كل المساعي التي قادها الفريق الشيعي مع تيار المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين للوصول الى حكومة جامعة.
وتتوقف المصادر السياسية عند طريقة تعاطي التيار الوطني الحر مع الأسماء، مشيرة الى أن النقد تجاوز حدود اللياقات السياسية، ووصل الى حد الذمّ، واتهام الجميع بالفساد، مع العلم ان بعض الأسماء المطروحة لم تكن فاسدة، مشددة على أن الهدف كان ضرب مخطط الحل بغية الوصول الى تسمية شخصية سنّية توالي التيار الوطني الحر، شبيهة برئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، الذي كان مرشحا للوطني الحر، وأثبتت التجربة عدم قدرة شخصية كهذه على الحكم، الى جانب هدف أساسي كان ولا يزال يشغل بال التياريين وهو ضرب سعد الحريري، بعد أن أصبح الخلاف كبيرا بينه وبين عون وباسيل.

سقوط معادلة “الأقوى بطائفته”

كذلك تلفت المصادر النظر الى أن التيار الوطني الحر نسف قاعدة “الأقوى بطائفته”، ولا يستطيع التذرّع بها في انتخابات الرئاسة المقبلة، وهذه المرة لا يمكنه التذرع بأن الحريري لا يريد رئاسة الحكومة كما قال خلال مفاوضات تشكيل الحكومة الأخيرة، وهذا الأمر بحسب المصادر يدلّ على امرين، إما أن جبران باسيل فقد الأمل بوصوله الى الرئاسة، وإما أنه لا يتوقع أن يظل الرقم واحد مسيحيا في الانتخابات النيابية المقبلة، لذلك بدأ منذ اليوم، يتحدث عن ضرورة وجود وجوه جديدة في سدة الحكم، ولعل هذا الأمر سينسحب الى رئيس الجمهورية المقبل، مع العلم أن مطلب وجود وجوه جديدة هو مطلب أميركي بحت.
حتى اللحظة لم تنجح محاولات ضرب الإتفاق مع الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، وتتجه الامور الى تسمية مصطفى اديب، القيادي في تيار العزم، الذي وللمناسبة هو الخيار الوحيد الذي كان يمكن للتيار الوطني الحر القبول به ضمن سلة الأسماء الثلاثة التي قُدّمت. فهل تصل الأمور الى خواتيمها السعيدة غدا؟

 

محمد علوش

 

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى