منوعات

ماذا بعد زيارة “لودريان” إلى لبنان؟

لم يخرج “الدخان الأبيض” من مواعيد زيارة الموفد الفرنسي إلى لبنان، ولا يمكن البناء على أي بصيص أمل في هذه الأجواء الملبّدة.

زيارة الموفد الفرنسي التي لم تكن مشجّعة لأنها لم تتزامن مع أي خرق محلّي حقيقي، تركت واقعًا سلبيًا كبيرًا وتزامنت مع قرارات مُبهمة لـ”حاكم مصرف لبنان” رياض سلامة فيما خصّ دعم الأدوات الطبية وقطاع الدواجن، دون أن ننسى الحديث عن “ما بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية”.

لا شكّ أنّ ما بعد الزيارة ليس كما قبلها، فالأجواء السلبية الحالية ستُستكمل بأُخرى أكثر سلبية وتشدُّد، خصوصًا في ظلّ كل ما حُكي عن “لقاءات صادمة” كانت فيها الأطراف اللبنانية المعنية بملف التأليف “عاجزة” عن التقدّم خطوة نحو المبادرة الفرنسية، والتي ترفض فرنسا أن تقول إنّها فشِلت أو ماتت.

ماذا لو تمّ إعلان موت المبادرة الفرنسية؟

مجرّد الحديث عن موت هذه المبادرة، وهو الأمر الأقرب إلى الواقعية السياسية اليوم، سيتمّ ضرب “الحريرية السياسية” و”التيار العوني” في الكثير من النقاط المؤلمة، لا بل أن “الديك الفرنسي” قد “يُكشّر” عن هدوئه وبرودته المعهودة تجاه الأطراف التي وعدت ولم تفِ بعهودها، وسيكون خط “اللاعودة” ولأول مرّة مع أطراف سياسية لبنانية كان لفرنسا دور تاريخي في دعمها على المستوى الدولي، منذ إتفاق الطائف حتى يومنا هذا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر مؤتمرات باريس التي لطالما حافظت على “الحريرية السياسية” منذ نشأتها وفي ظلّ أحلك الأزمات، ومثلها تجاه رئيس الجمهورية ميشال عون ومن كان معه في المنفى حينها.

وفي الإطار عينه، لا بدّ والتطرّق إلى أهمية لقاء الموفد الفرنسي مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، والذي أبقى “طاقة الأمل” مفتوحة مع الجانب الفرنسي، دون أن ننكر أن رئيس المجلس يتحدّث من باب الوفاء للمبادرة الفرنسية وتيسيره لجميع محاولات نجاحها من موقعه وما يُمثل، بالإضافة إلى تشديده أمام الضيف الفرنسي على أهمية عدم ترك لبنان واللبنانيين رهينة الخلاف “الحريري – العوني”، والإهتمام بالجانب الإجتماعي وعدم سقوط لبنان.

في المحصلة، بوادر الحلّ صعبة جدًا، فالنقاط السلبية أكثر من تلك الإيجابية في الملف اللبناني، والمستقبل مظلم جدًا بل معدوم في ظلّ تشبّث الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية بمواقفهما.

يبقى الأهم ما هو مُنتظر من “الإليزيه” من ردود فعل على المعرقلين، بالإضافة إلى ما قد تحمله من تبعات على اللبنانيين عمومًا.

زكريا حمودان

زكريا حمودان

كاتب وباحث لبناني. يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الصناعية من جامعة بلفور مونبليار للتكنولوجيا في فرنسا. مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء. رئيس التجمع الوطني للتنمية ونشر الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى