نجم كرة القدم يصارع الموت… أسبوعٌ على الحادثة ولا تحسّن يُذكر!
الرصاصة استقرّت في منطقة حساسة في رأس محمد عطوي والأطباء لم يتمكنوا من استخراجها بعد
من غرفة العناية المركزة في مستشفى المقاصد في بيروت، يُصارع لاعب فريق الإخاء الأهلي عاليه والأنصار السابق محمد عطوي، الموت منذ قرابة الاسبوع، بعد ان أُصيب برصاصة طائشة اخترقت رأسه واستقرّت في منطقة حساسة جدًا، الامر الذي منع الاطباء، حتى حينه، من استخراج هذه الرصاصة نظرًا لخطورة الامر، وفق ما افاد مصدر قريب من عطوي لموقع “أحوال ميديا”.
“حالته حرجة جدًا”، يقول الاعلامي الرياضي رواد مزهر، المواكب لوضع عطوي الصحي منذ لحظة اصابته، مضيفًا في حديث لموقعنا، ان الفريق الطبي تمكن منذ اليوم الأول من السيطرة على النزيف الدماغي الحاصل، إلا أن لاعب كرة القدم المميّز لا يزال في غيبوبة منذ يوم ٢١ آب الحالي، اي عندما اخترقت الرصاصة رأسه، وهو تحت المراقبة حاليًا، وليس بمقدور الاطباء القيام بأي اجراءات طبية أو حتى العمل على نقله إلى مستشفى آخر لأن وضعه دقيق جدًا وكل الخطوات المقبلة هي رهن تطوّر حالته الصحية، وتتوقف عند مدى تجاوبه مع العلاج.
من حهة أخرى، كان لافتًا اهتمام وزير الصحة حمد حسن بوضع اللاعب اللبناني الصحي، حيث حرص منذ يوم وقوع الحادثة على متابعة وضع عطوي الصحي “شخصيًا” إلى جانب مستشاريه، وهو، بحسب مزهر، لايزال حتى اليوم يقوم بكل ما بوسعه لمساعدة عطوي ليستعيد وعيه ويتخطى هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، اذ قام بالتشاور مع عدد من أهم وأشهر الأطباء في مختلف المستشفيات اللبنانية، حول صحة اللاعب المتميز ومتابعتها بشكل حثيث لمساعدته على النهوض من هذه المحنة بأقرب وقت ممكن.
الى جانب الدور الكبير لوزير الصحة، كان هناك عتب على وزيرة الشباب والرياضة فارتينيه اوهانيان، التي اتهمها البعض بالتقصير في هذا الموضوع، خصوصًا انها ترأس وزارة تُعتبر الاب والام لكل رياضي لبناني، وبالتالي عليها الاهتمام بأبنائها، لكن الواقع كان مغايرًا، فبغضّ النظر عما اذا كانت الوزيرة قد تابعت الموضوع بعيدًا عن الاعلام، إلا انه لم يصدر عنها أي موقف علني أو بيان يستنكر مثلًا اطلاق الرصاص الذي أصاب لاعبًا لبنانيًا خدم المنتخبات الوطنية لأكثر من 10 سنوات، مع الاشارة الى انه ربما بعد العتب والمناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قامت الوزيرة يوم أمس برفقة وزير الصحة، بزيارة الى مستشفى المقاصد لمتابعة وضع عطوي عن قرب.
أما أمنيًا، وحول إمكانية توقيف ومحاسبة الفاعلين، اكد الإعلامي الرياضي رواد مزهر لـ”أحوال” انه تم رفع دعوى قضائية على كل من يظهره التحقيق متورطًا في هذه القضية، غامزًا بالمقابل الى انه لا يمكن حتى الساعة جزم مصدر اطلاق الرصاص، فكل ما قيل على مواقع التواصل يبقى في خانة التكهنات والتوقعات، مشدّدًا على ان هذا الامر في عهدة القوى الامنية التي تقع على عاتقها مسؤولية القيام بكافة الاجراءات المطلوبة لتحديد الفاعل والوصول الى من أقدم على هكذا جريمة ومحاسبة من وضع ابن ٣٢ سنة الرياضي، الخلوق والمحبوب بين الحياة والموت.
محمد عطوي ليس الضحية الاولى للسلاح المتفلّت، فسبق ان اصطادت الرصاصات الطائشة العديد من اطفال لبنان وشبابه، ولكن في بلد الوساطات والمحسوبيات، حيث تغيب المحاسبة ويُلغى العقاب، ليس مستبعدًا أن نسمع بإصابة شخص آخر مجددا، يقبع في العناية المركزة ويصارع الموت بسبب جهل وقلة وعي وعدم مسؤولية بعض “الاغبياء” الذي يتباهون بسلاحهم، ويتلطّون خلف “مجرمين” يحمونهم ويمنعون محاسبتهم.
ولكن رغم ضبابية المشهد، هناك دائمًا أمل بأن يكون الواقع مغايرًا في القريب العاجل، فيتحاسب المجرم كي لا نستمر بتقديم المزيد من الضحايا.
ياسمين بوذياب