لم تمرّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان دون لقاء جمع الدبلوماسي الفرنسي مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، حيث التقيا لمدة 30 دقيقة في قصر الصنوبر بالسفارة الفرنسية في بيروت.
مصدر مطلع على زيارة لودريان، أكد لـ”أحوال”، أن “الحريري أصرّ خلال نهار أمس الأول على لقاء الوزير الفرنسي، لأنّ ذهاب لودريان من لبنان دون رؤية الحريري هي بمثابة إنتهاء تكليف الحريري بالتشكيل”.
وذكر المصدر، أنّ “جدول لقاءات لودريان لم يشمل رئيس تيار المستقبل، فقام الأخير بدعوة الوزير الفرنسي إلى الإفطار في بيت الوسط عبر رسائل هاتفية وعبر السفيرة الفرنسية، إلّا أنّ لودريان رفض الدعوة، ما دفع الحريري إلى التوجه مباشرة إلى السفارة الفرنسية وطلب لقاء لودريان”.
وكشف المصدر نفسه، أن “السلطات الفرنسية تفاجأت من خطوة الحريري، لأنّها تعلم أنه غير مدرج على جدول اللّقاءات”، مشيراً إلى أنّ “الحريري أصرّ على لقاء لودريان لتصوير نفسه وكأنه غير مُهدّد بالعقوبات التي تنوي فرنسا فرضها على معرقلي تشكيل الحكومة”.
واعتبر أن “رئيس التيار الأزرق أفشل زيارة لودريان التي تهدف إلى تحريك الجمود الحكومي وإحراج الحريري والإعلان عن رزمة عقوبات مرتقبة بحق مسؤولين لبنانيين”.
وقال: “ذهاب الحريري دون موعد إلى السفارة الفرنسية منحه أوكسجين سياسي قد يكفيه ما يقارب الشهرين، وسيقول للأفرقاء السياسيين لا سيّما المعارضين له أنّه التقى لودريان وتباحثا بالشأن الحكومي والمستجدات السياسية، رغم علم الجميع أنّ الحريري اقتحم مقر السفارة الفرنسية وأحرج لودريان الذي لم يتمكن من رفض استقبال الحريري كونه زعيمًا سياسيًا ورئيسًا مكلفًا، علمًا أنّه وبحسب البروتوكول يجب على لودريان الذهاب إلى مقر الحريري وليس العكس”.
وكشف المصدر أيضًا، أنّ “اجتماع الحريري – لودريان لم يكن وديًا على غرار اللّقاءات السابقة التي جمعت الشخصين، حيث انتقد الوزير الفرنسي أداء الحريري، وحمّله مسؤولية عدم تشكيل الحكومة رغم الدعم والرعاية الفرنسية”.
من جهة أخرى، أشارت مصادر دبلوماسية إلى أنّ “لودريان استدعى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى السفارة لإبلاغه بعدم الرضى الفرنسي عن أدائه، وأنّ فرنسا ستفرض عقوبات على عدد من السياسيين اللّبنانيين”.
ولفتت إلى أنّ “البروتوكول ينص على أن يذهب وزير الخارجية إلى الرئيس المكلف وليس العكس، لكن لودريان استدعى الحريري كما يستدعي القضاة المذنبين”، معتبرة أنّ “موقف السلطات الفرنسية مبرّر لأنّها تريد إيجاد مخرج للموقف الذي وضعهم فيه الحريري”.
محمد المدني
