السفر الدولي لن يعتمد على جوازات السفر الخاصّة بالحاصلين على اللقاح
انضمت منظمة الصحة العالمية إلى حالة الجدل الدائر بشأن فكرة توفير جوازات سفر خاصة بالحاصلين على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، معلنة معارضتها لها، استناداً إلى أن هناك الكثير من المعلومات غير معروفة بشأن قدرة تلك اللقاحات على منع الإصابة بالفيروس بالفعل.
وأضافت المنظمة العالمية أن منح جوازات سفر للحاصلين على اللقاح لن يكون عادلاً بالنسبة لمواطني الدول الأكثر فقراً، والتي تتسم فيها وتيرة إعطاء اللقاحات بالبطء، مما قد يتسبب في التمييز ضد الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على اللقاح، بحسب ما نقلته وكالة “بلومبرغ” للانباء.
ويشير الكاتب وأستاذ القانون الأميركي، ستيفن إل كارتر، في تقرير نشرته “بلومبرغ”، إلى أنه “صحيح، أن تلك الجوازات سوف ترسخ بالتأكيد فكرة عدم المساواة الناتجة عن التوزيع الأولي للقاحات، حيث إنه من المتوقع أن تكون الدول الأكثر ثراء قد حصلت على نصيب الأسد من الجرعات المتاحة”.
ويقول كارتر إن “المطالبة بتوفير نوع من الرموز البيومترية أو رموز الاستجابة السريعة، كدليل على الحصول على اللقاح كشرط للسفر الدولي، سيكون إعلاناً سيئاً لالتزام الغرب المفترض بالمساواة. ومع ذلك، يمكن التغلب على الادعاء بعدم المساواة، إذا كانت تلك الجوازات ضرورية بالفعل من أجل انعاش الاقتصاد، وذلك بحسب ما تصر عليه صناعتا السفر والضيافة. ولكن هل الصناعتان على صواب؟”.
ويجيب الصحفي الاميركي، قائلاً: “ربما لا. فإذا نظرنا بعين الاعتبار لفيلم “جودزيلا ضد كونج” (الذي طُرح في دور العرض في أواخر آذار/مارس الماضي)، سنجد أن الفيلم حقق إيرادات محلية اقتربت من 50 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الذي شهد عرضه الأول، وهو رقم لم يتوقعه أحد في فترة كان من المفترض أن يكون فيها الجمهور متخوفا من الذهاب إلى دور العرض… ولكن ربما لا يجب أن نتفاجأ، حيث إن الأدلة التي تبرهن على أن الخوف الذي يساور الجمهور في الوقت الحالي صار أقل بكثير مما كان عليه قبل بضعة أشهر، آخذة في الازدياد”.
وبعد إعادة فتح المطاعم، ارتفع عدد مرتاديها بصورة كبيرة جدا لتناول الطعام في الخارج. كما تعج مراكز التسوق بالزبائن.
ويضيف كارتر: “لا أقول ذلك لانتقاد مسؤولي الصحة العامة، ولكن للإشارة إلى أن الأشخاص يمكنهم غالبا اتخاذ قرارات للمخاطرة من أجل الحصول على
مكافأة، من تلقاء أنفسهم”. ويوضح أنه “من الصحيح أن قبولنا للمخاطرة قد يشكل خطرا على الآخرين، إلا أن عبء إثبات أن تلك العوامل الخارجية تستحق أعباء جوازات السفر الخاصة، يقع على عاتق مؤيدي الفكرة، الذين قد يواجهون صعوبة في الدفاع عن قضيتهم”.
ويقول الكاتب الأميركي إنه “منذ أن بدأ طرح اللقاحات، ظهر القلق لدى الأشخاص بشأن كيفية إظهار حصول شخص ما عليها. وفي عام 1880، وردت شكوى في خطاب تم إرساله إلى إحدى المجلات الطبية، جاء فيها أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان التطعيم ضد مرض الجدري ناجحا، لأن الدليل الوحيد على الحصول على اللقاح هو ظهور ندبة ناتجة عن إعطاء اللقاح… ومع ذلك فقد نجا العالم”.
وأضاف: “لقد تم لأكثر من قرن من الزمان، قبول التعامل بمجرد ورقة تحمل توقيعا، كدليل على حصول أطفال المدارس على التطعيمات. ولطالما كان المسافرون إلى الخارج على علم بشأن الشهادة الدولية الصفراء للتطعيمات. ويتساءل كارتر قائلا: “إذا كان إثبات التطعيم أمرا مهما، فلماذا نحتاج الآن إلى رمز الاستجابة السريع؟”.
ويقول كارتر في التقرير الذي نشرته وكالة “بلومبرغ”: “نعم، يبدو من السهولة بمكان تزوير -أو حتى سرقة- البطاقات الصغيرة المعتمدة من مراكز السيطرة على الأمراض، والتي تُظهر حصول الشخص على اللقاح المضاد لمرض كوفيد 19، ولكن حقيقة إمكانية تزوير أو سرقة البطاقات لا تثبت وجود وباء محل تزوير أو سرقة”.
ويضيف: “وعلى الرغم من أننا تمكنا من النجاة لأكثر من قرن من الزمان من خلال أدلة بسيطة نسبيا على تلقي التطعيمات المضادة لمجموعة متنوعة من الفيروسات الخطيرة، إلا أنني لم أتمكن من العثور على أي حالة تزوير تم الابلاغ عنها”.
ويقول الكاتب الصحفي، إن “كل ذلك يشير إلى أن توزيع المزيد من جرعات اللقاح على مستوى العالم، هي أرخص وأسهل وسيلة لمنع حدوث أي حالات تزوير محتملة، كما أن ذلك سيكون له فائدة كبيرة تتمثل في مساعدة الدول الفقيرة على هزيمة الوباء”.