رياضة

غنوة قباني لـ”أحوال”: الرياضي اكتشفني.. وعدم انضمامي لـ”الاتحاد السكندري” أحزنني

بدأت غنوة قباني مسيرتها في عالم كرة السلة عام 1994 من مدرسة “النادي الرياضي”، ولها من العمر 17 عامًا، علمًا أنها كانت تمارس قبلها رياضة “الكرة الطائرة”، ولكن اكتشافها في هذا المجال جاء فيما بعد لمصلحة كرة السلة النسائية إذ تألقت وأبدعت وأصبحت نجمة مطلوبة من الأندية المحلية والعربية؛ هي لاعبة مثابرة، سارت بخطى واثقة نحو النجومية والتألق.

قباني روت لـ”أحوال” أبرز تفاصيل مسيرتها الزاخرة، فقالت: “عام 1996، عرضت عليّ إدارة “نادي أنترانيك” الانتقال إلى صفوف الفريق النسوي الذي كان الأبرز على الساحة اللبنانية، فوافقت على الفور، وبعد 4 سنوات، تمنّيت لو أنّني ألعب إلى جانب “نيللي نصّار” و”سالبي تشوكاريان” وتشكيل “ثالوث رعب”، فتحقّقت أمنيتي عقب انضمامنا مجتمعين إلى “نادي الحكمة” بعد اجتماع ضمّنا مع رئيس النادي “أنطوان الشويري” الذي أسّس فريقًا للسيدات للمرة الأولى عام 2000، كرمى لعيوننا نحن الثلاثة: “قباني ونصار وتشوكاريان”.

وبالفعل، لعبت قباني (181 سنتم) تحت إشراف المدرب الكبير “غسان سركيس”، وبعد عامين انتقلت إلى فريق “الهومنتمن” تحت قيادة المدرب الأجنبي “ريمون كارفالو” والوطني “جورج كلزي”، ثم إلى “أبناء نبتون” ومعه وصلت إلى نهائي كأس لبنان، وعادت بعدها لتنهي مسيرتها في “النادي الرياضي” عام 2005 وتدخل القفص الذهبي بعد ارتباطها بنجم المنتخب الأردني لكرة السلة “زيد الخص”.

عام 2010 وبعد وضعها توأمًا في كندا، تلقّت عرضًا للّعب مع “فريق عينطورة”، ومن ثم عادت إلى “أنترانيك” فـ”المتحد الطرابلسي” عام 2013، ولها من العمر 36 عاماً.

غنوة في ثياب المتحد تصوب باتجاه سلة الرياضي

محطات خارجية.. وحسرة

خلال مسيرتها الطويلة، نجحت قبّاني في اللعب لفترات متقطّعة مع أبرز النوادي العربية، من بينها “الجلاء الحلبي” صاحب الباع الطويل في لعبة كرة السلة، ومن ثم انتقلت إلى الأردن لتدافع عن ألوان “الأرثوذكسي” العريق و”فريق أرامكس”؛ ولكن ما لم يتحقّق هو اللعب مع “الاتحاد السكندري المصري” عام 2001، حين وقفت إدارة “نادي الحكمة” في وجه هذا الحلم، ما ترك نوعًا من الحسرة في نفس قباني، بحسب تعبيرها، “لأن اللعب مع هذا النادي العريق هو حلم كل فتاة”.

الإنجازات والألقاب

أما على صعيد المنتخب الوطني، فقد دافعت قباني عن ألوان بلدها لعدة سنوات، وكانت أولى المحطّات المهمة عام 1997 في الدورة العربية التي استضافتها بيروت. وعلى الرغم من الخسارة القاسية أمام مصر بنتيجة 125 – 25، إلا أن غنوة لم تنهار، شأنها شأن باقي زميلاتها، واستطاع المنتخب مواصلة مشواره وانتزاع الميدالية البرونزية، كما قرّرت الاستمرار مع المنتخب لتعود وتحقّق بعد سنوات إنتصارات لامعة تحت قيادة المدرب الأرميني “ديكران” بدءًا من عام 2000، فكان المنتخب رقمًا صعبًا في الوطن العربي وتصعب هزيمته أينما حلّ، وقد انتزع لقب البطولة العربية 3 مرات متتالية بتشكيلة ضمت نجمات لامعات أمثال “إيما اسكدجيان” و”سالبي” و”غنوة قباني” و”نسرين دندن” و”نيللي نصار” و”شذى نصر” و”نايلة علم الدين”، كما تمكن المنتخب اللبناني من إحراز لقب “بطولة الملك عبدالله الثاني القوية” عام 2004.

الميدالية البرونزية لدورة الألعاب العربية 97 تزيّن عنق قباني

أما أبرز الإنجازات المحلية، فكانت إحراز لقب البطولة مع الأندية المختلفة 6 مرات ولقب كأس لبنان 8 مرات، وانتزاع الوصافة في الدوري 3 مرات مقابل 5 مرات في المرتبة الثالثة.

وعن الفارق بين الأمس واليوم، تقول قباني لـ”أحوال”: “هناك فرق شاسع، فقد تطورت اللعبة بشكل مخيف، وكنا في الماضي إذا وجدنا كرة واحدة أثناء التمارين فهذا يوم سعدنا، كما أنني أرى بأن لاعبات اليوم قادرات على التألق، لأن كرة السلة في لبنان أصبحت راقية بما فيه الكفاية”.

تعيش في الأردن.. ولا عودة حاليًا إلى لبنان

هذا وتعيش قباني، منذ عام 2015، مع أسرتها في الأردن وهي مسؤولة النشاطات في المدرسة الفرنسية في عمان، وتأمل بأن ترى ولديها “كريم وريان” نجمين متألقين قريبًا في صالات كرة السلة المحلية، ومن ثم العالمية.

وتنصح عبر موقعنا لاعبات اليوم بالاستمتاع عند ممارسة كرة السلة، وخصوصًا أثناء التمارين التي أصبحت أكثر تطورًا عن ذي قبل، إذ باتت تجمع بين المتعة والإستفادة، كما تشدد على ضرورة المواظبة على التمارين والعمل بجد أكثر مع احترام اللاعبات لبعضهن البعض، فهي -أي قباني- كانت لا تقلّل من شأن أي لاعبة ولو كان مستواها عاديًا، وخصوصًا من الجيل الذي سبقها، كما كانت تستلهم من خبرة نجمات ما قبل جيلها وتحترم تاريخهن وجهودهن، أمثال “فاطمة جريج” و”سوسي” و”فارتوك” و”غاسيك” و”ألين جاليان” وسواهن، فبرأيها أن كل لاعبة بذلت نقطة عرق في الملعب هي نجمة وضحت من أجل اسم لبنان، سواء كان على صعيد المنتخبات الوطنية أو الأندية التي كان لها “صولات وجولات” في الملاعب العربية.

ترتقي بين 3 جزائريات خلال دورة دبي الدولية السنوية

من جهة أخرى، لا تفكر قباني حاليًا بالعودة إلى لبنان لخدمة اللعبة، لكنها تطمح بأن يكون هناك مستقبل واعد ومشرق لولديها كريم وريان، وتأسف لما وصل إليه حال لبنان في السنوات الأخيرة، فتقول: “كان الناس في الخارج عندما يعلمون أنني لبنانية يقولون لي هنيئا لك، أما اليوم فيقولون “يا حرام”، وهذا أمر يحزّ في نفسي بأن أرى وطني قد وصل إلى هذه الحال”.

وفي الختام، توجهت قباني بالشكر لموقع “أحوال” الذي يستذكر لاعبين ولاعبات ونجوم الحقبة الماضية وأيام الزمن الجميل، حين كان لبنان ينعم بالاستقرار إلى حد كبير، ما سمح بتحقيق بعض الإنجازات، وتأمل بأن يعود لبنان أفضل مما كان عليه وأن تتابع الرياضة المحلية بشكل عام مشوارها من حيث توقفت، وينجح رياضيونا بحصد الميداليات والألقاب من جديد.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى