منوعات

موسكو ترد على واشنطن: العقوبات بالعقوبات

فرضت روسيا عقوبات على ثمانية من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، بمن فيهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر وراي، ومدير المخابرات الوطنية أفريل هينز، ومنعتهم من دخول بلادها رداً على العقوبات الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي جو بايدن على الكرملين يوم الخميس.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنّ الكرملين نصح السفير الأميركي لدى روسيا، جون سوليفان، بالعودة إلى واشنطن لإجراء مشاورات “مفصلة” و “جادة”. وعاد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة إلى موسكو في مارس، بعد أن قال بايدن في مقابلة تلفزيونية إنّه يعتقد أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “قاتل”.

بيان وزارة الخارجية الروسية

هذا، وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانًا على موقعها على الإنترنت يوم الجمعة، تضمن اسم راي وهاين، إلى جانب المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند، ومستشارة بايدن للسياسة الداخلية سوزان رايس، ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، ومدير مكتب السجون الفيدرالي الأميركي مايكل كارفاخال.

كما سمى البيان جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس السابق دونالد ترامب، ومدير وكالة المخابرات المركزية السابق روبرت جيمس وولسي جونيور.

وقالت وزارة الخارجية  الروسية في البيان: “مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة غير المسبوقة للتعقيدات التي أثارتها واشنطن في العلاقات الروسية الأميركية، فقد تقرر الخروج عن الممارسة المعتادة المتمثلة في عدم إبراز الإجراءات المضادة التي اتخذها الجانب الروسي علنا”.

وأكد  وزير الخارجية الروسي للصحفيين يوم الجمعة أنّ مساعد السياسة الخارجية لبوتين يوري أوشاكوف أوصاه بالعودة إلى العاصمة.

وقال لافروف: “الوضع معقد، ويحتاج إلى دراسته بالتفصيل”. وتابع،  “تحدث أحيانًا أشياء غير مفهومة في واشنطن، أو على الأقل أشياء غير واضحة تمامًا. لذلك أوصى أوشاكوف اليوم السفير جون سوليفان بالذهاب إلى عاصمته وإجراء مشاورات مفصلة وجادة هناك.”

ردة الفعل الروسية: إجراءات مؤلمة

أصدرت روسيا قائمة بمسؤولي الإدارة الخاضعين للعقوبات بعد وقت قصير من إعلان لافروف أنّ روسيا ستطرد 10 دبلوماسيين أميركيين، وتحدّ من نشاط الجماعات الأميركية غير الربحية في البلاد، وتعاقب المسؤولين الأميركيين رداً على الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن يوم الخميس.

ووصف لافروف، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيره الصربي، الإجراءات بأنها “رد فعل متبادل” على إعلان إدارة بايدن يوم الخميس عن فرض عقوبات لمعاقبة موسكو على تدخلها في الانتخابات الأميركية لعام 2020، وفي هجومها الإلكتروني على سولارويندز، واحتلالها المستمر و “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان” في القرم.

وشملت العقوبات الأميركية طرد 10 دبلوماسيين روس من واشنطن، بمن فيهم “رئيس أجهزة المخابرات الروسية”، بتهمة الاختراق الإلكتروني والتدخل في الانتخابات.

وقال لافروف: “كان هناك عشرة دبلوماسيين على قائمة سلّمها لنا الجانب الأميركي يطلبون فيها ضمان مغادرتهم الولايات المتحدة، وسنقدم ردًا متبادلًا على ذلك،  وسنطلب أيضًا من 10 دبلوماسيين أميركيين مغادرة بلادنا”.

وتابع، “قبل بعض الوقت، وقبل حزمة العقوبات التي أعلنها بايدن مؤخرًا، أضاف الأميركيون ثمانية ممثلين عن الهياكل الروسية، والقيادة الروسية بما في ذلك الإدارة الرئاسية ومكتب المدعي العام، إلى قائمة العقوبات. اليوم  سننشر قائمة بثمانية مسؤولين يمثلون الهياكل الحاكمة لإدارة واشنطن. كما سيتم إدراجهم في قائمة عقوباتنا”.

ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أنّ الكرملين سيتحرّك ضد الجماعات الأميركية غير الهادفة للربح على الفور، قائلا: “سنقيّد وننهي أنشطة المؤسسات الأميركية والمنظمات غير الحكومية على أراضينا، والتي في الواقع تتدخل بشكل مباشر في حياتنا السياسية الداخلية”.

وقال إنّ روسيا تدرس أيضًا إجراءات “مؤلمة” ضد الشركات الأميركية، واعتبرها ردًا على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الديون السيادية الروسية، مضيفًا أنه في الوقت الحالي، يحتفظ الكرملين بهذه الخطوات “في الاحتياط”.

تجدر الإشارة إلى أنّ  إدارة بايدن تمنع المؤسسات المالية الأميركية من المشاركة في السوق الأولية للسندات الصادرة عن البنك المركزي الروسي والمؤسسات المالية الرائدة الأخرى.

وفي هذا السياق، قال جاري هوفباور، المسؤول السابق في وزارة الخزانة وزميل أول في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إنّ المؤسسات المالية الأميركية لم تكن من كبار المشترين للسندات الروسية، لكن انسحابها من السوق كمشترٍ محتمل سيكون له أثر.

وقال لافروف يوم الجمعة “لأسباب واضحة، ليس لدينا أذرع تأثير مماثلة على الولايات المتحدة بهذا الحجم”؛ مضيفا، “خبراؤنا” يعتقدون أنّ الاقتصاد الروسي يمكنه التعامل معها. وحذر لافروف: “على أي حال، وجدنا وسنجد طريقة للخروج من أي موقف؛ لكن لدينا أيضًا فرصة لاتخاذ إجراءات مؤلمة ضد الشركات الأميركية وسنحتفظ بها في الاحتياط”.

العقوبات الأميركية

بالمقابل، قال بايدن يوم الخميس إنّ العقوبات ضد روسيا كانت ردًا مناسبًا على الهجمات الإلكترونية ضد الولايات المتحدة والتدخل في الانتخابات الرئاسية، لكنه أكد أيضًا أن “الوقت قد حان لتهدئة” التوترات مع البلاد.

كجزء من إعلان يوم الخميس، وصفت الولايات المتحدة رسميًا خدمة المخابرات الخارجية الروسية بأنّها القوة وراء اختراق SolarWinds الذي أثر على الحكومة الفيدرالية وشرائح واسعة من القطاع الخاص.

وخلال تصريحات في البيت الأبيض، قال بايدن إنّه أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء أنّه كان بإمكانه أن يذهب أبعد من ذلك، موضحاً أنّه يريد تجنب تصعيد التوترات، وأنّه لن يتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات في المستقبل.

وقال بايدن: “لا يمكننا السماح لقوة أجنبية بالتدخل في عمليتنا الديمقراطية مع الإفلات من العقاب”.

وأضاف، “أخبرت بوتين أنّنا سنرد قريبًا بطريقة محسوبة ومتناسبة، لأننا خلصنا إلى أنّهم تدخلوا في الانتخابات وأنّ SolarWinds كانت غير مناسبة تمامًا.”

وأوضح مسؤول أميركي مطّلع على الخطط أنّ الدبلوماسيين الروس العشرة الذين تم طردهم يقيمون في واشنطن العاصمة ونيويورك، وسيكون أمامهم 30 يومًا لمغادرة البلاد. ورداً على سؤال حول كيفية اختيار الولايات المتحدة للدبلوماسيين العشرة الذين سيتم طردهم، قال مسؤول كبير في إدارة البيت الأبيض للصحفيين يوم الخميس إنّ هؤلاء الأفراد “كانوا يتصرفون بطريقة لا تتفق مع وضعهم في الولايات المتحدة”، ورفض تقديم مزيد من التفاصيل.

المصدر: CNN

ترجمة: لطيفة الحسنية

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى