جال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، مع نظيره العراقي حسن التميمي، في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حيث اطّلعا على عمل المختبرات والأقسام الطبية، وكان في إستقبالهما رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، د. فضلو الخوري، بالإضافة إلى الكادر الطبي في الجامعة.
وعصرًا، انتقل الوزيران إلى وزارة الصحة العامة في بئر حسن، حيث وقّعا اتفاق إطار بين البلدين، يشمل هاذ الاتفاق النفط مقابل الخدمات الطبية والاستشفائية، وذلك بحضور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال، رمزي المشرفية، والنائب علي المقداد.
وفي المناسبة، شكر حسن الشعب العراقي والحكومة ورئيسها الكاظمي على المبادرة الأخوية باستقدام جملة من المساعدات الطبية لوزارة الصحة وللمجتمع اللبناني في مواجهة وباء كورونا، لافتًا إلى أنه ومنذ استقبال الوفد في المطار في 31 آذار الماضي، بدأت ورش العمل لتنفيذ اتفاقية ومعاهدة كانت قد أُقرّت في أيلول 2019 بين الجانبين اللبناني والعراقي، بما يخصّ التعاون الصحّي المباشر بين وزارتَي الصحة في البلدين.
واعتبر حسن أن الرؤية هي التكامل الثنائي في تقديم الخدمات الصحية وتطويرها لاحقًا، “لتشمل بندًا إضافيا بإدراج النفط مقابل الخدمات الطبية والاكاديمية والتدريبية”، بحسب قوله، مشيرًا الى أن الطرفين أعلنا نواياهما الجدية والصادقة لتفعيل التعاون وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بينهما، والسعي لتطويرهما بما يحقّق مصلحة البلدين الشقيقين ويعزّز أواصر الأخوة.
من هنا، قال حسن: “حدد الطرفان أولويات التعاون في المرحلة المقبلة، إضافة الى ما تم الاتفاق عليه سابقًا بموجب مذكرات التفاهم الموقعة بينهما، كما يلي:
أ- التعاون في مجال السياحة العلاجية، الاخلاء والاستقدام الطبي.
ب- التعاون في مجال ادارة المستشفيات الحديثة في جمهورية العراق من قبل خبراء لبنانيين وأطقم طبية متخصصة، مباركًا للشعب العراقي بالادارة الحكيمة والرشيدة ببناء 11 مستشفى جامعيًا و5 مدن طبية بغضون هذا العام، وسيكون للكوادر اللبنانية شرف المساعدة في ادارة هذه المؤسسات.
ج- التعاون في مجال التدريب الطبي والصحي عبر برامج تدريبية تحدد وفق الحاجة، وكذلك السماح للاساتذة اللبنانيين بالتعليم والتدريب في المؤسسات الصحية والاستشفائية العراقية.
د- التعاون في ضبط معايير الاداء والجودة والاعتمادية التي يمتاز فيها لبنان والتي تجريها وزارة الصحة بمواكبة من رؤساء المديريات والمصالح في وزارة الصحة العامة.
هذا وأعلن وزير الصحة اللبناني أن الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة فنية مشتركة للتعاون وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، إضافة الى إعداد مشروع برنامج تعاوني وفق الحاجات، “تتم مناقشته خلال زيارتي المتوقعة قريبًا من خلال وفد حكومي لبناني برئاسة الرئيس دياب، أو بصورة استثنائية ثنائية لإبرام الاتفاق والشروع بتنفيذه، تمهيدًا لإقرار ما يلزم من أطر تنفيذية أو توقيع اتفاقيات جديدة بما يحقق مصلحة البلدين، وهنا نشير الى مبدأ النفط مقابل الخدمات”، بحسب قوله.
بدوره، أوضح وزير الصحة العراقي أن إيصال المساعدات الى الشعب اللبناني لدعم وزارة الصحة العامة هو بتوجيه من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، لمواجهة جائحة كورونا، مشددًا على أن الزيارة شهدت عملًا دؤوبًا من قبل فريقي وزارة الصحة في البلدين، وجدية العمل من قبل الفريقين على مستوى الخبراء.
هذا وأكد التميمي أنه وجد لدى من التقاهم من مسؤولين لبنانيين، وعلى رأسهم الرؤساء الثلاثة، جدية حقيقية في عمل عربي مشترك ما بين العراق ولبنان، للنهوض بالقطاع الصحي وكذلك القطاع الاقتصادي بالنسبة للبلدين، مؤكدًا أن العمل خلال الساعات الماضية جرى بشكل دؤوب للاتفاق على النقاط لكي تكون الاتفاقية قيد التنفيذ بصورة عاجلة، وذلك من أجل تقديم الخدمات الطبية للمواطن العراقي، وكذلك الاستفادة من الخبرات العلمية والطبية في المؤسسات الصحية.
من جهة أخرى، لفت وزير الصحة العراقي الى وجود تحسّن كبير في البنى التحتية التابعة للمؤسسات الصحية العراقية، التي تحتاج الكثير من الكوادر والدعم في مجال الخبرات في إدارة المستشفيات والخدمات الفندقية والتمريضية، وكذلك خدمات السيطرة على التلوث والعمليات التخصصية التي تحتاج الى أياد عاملة وخبرات، بالاضافة الى برنامج تدريبي كامل في وزارة الصحة العراقية، مؤكدًا وجود اهتمام كبير من الادارة العراقية بدعم الشعب اللبناني، وكذلك من الرؤساء الثلاثة في لبنان في عقد الاتفاقيات والمضي بعمل مشترك في جميع المجالات.
وأمل التميمي تطبيق البرنامج بشكل عاجل، حيث أعلن أن فريقي الخبراء اللبناني والعراقي سيتواصلان يوميًا وعلى مدار الساعة بغرض تطبيق الاتفاقيات، خاتمًا كلامه بالقول: “نحن بانتظار وصول الوزير حسن وباقي الوزراء الى بغداد لتفعيل مذكرة النفط، مقابل الخدمات الصحية والطبية التي تم الاتفاق عليها”.
