انتخابات

خيار حزب الله “تحت المجهر” في بعلبك – الهرمل

بعد حسم ترشيح اللواء جميل السيد على لائحة الثنائي في دائرة بعلبك – الهرمل، تتجه الانظار الى خيار الحزب في ما خص المقعدين الماروني والسني حيث ان للحزب السوري القومي الاجتماعي ثقلاً انتخابياً في هذه الدائرة، ولكن الانقسام الداخلي أدى الى طرح النائب اسعد حردان المرشح حسان العاشق عن المقعد السني الذي يمتلك شعبية حيثية جيدة، بالمقابل طرح الحزب برئاسة ربيع بنات اسم المحامي حنا جعجع كمرشح عن المقعد الماروني، الامر الذي انعكس شرخا اضافيا بين جناحي “القومي”، وعليه يبقى الحسم بإنتظار موقف حزب الله وخياره الذي سيكون هو الفيصل هنا، مع الإشارة الى أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان قد أعلن في لقاء انتخابي مع كوادر الحزب في البقاع، ان من “يصوّت لمرشحي القوات اللبنانية يعتبر انه اعطى صوته لقتلة شهداء كمين الطيونة”.
وفي ظل ما يتم تسريبه عن المرشح الماروني حنا جعجع والحديث عن قربه من القوات اللبنانية ودفاعه عن أحد المتهمين من آل كرم، كمحامٍ، خلال محاكمة قائد القوات اللبنانية سمير جعجع في تسعينيات القرن الماضي، او ما يقال عن عمل أفراد عائلته في مؤسسات معادية لحزب الله، فهل سيشكل ذلك سبباً لعدم ضم جعجع على لائحة الثنائي، أم سيكون قرار حزب الله مغايراً؟
وتشير مصادر مطلعة الى ان الثنائي الشيعي وقيادة حزب الله باتت قريبة من حسم خيارها في بعلبك الهرمل والذي سيصب في خانة العنوان العريض للاستحقاق الانتخابي والذي يأتي تحت شعار نحمي ونبني، وهي بذلك بحاجة الى ضم أكبر مروحة من الأصدقاء والحلفاء، وكل خيارات قيادة المقاومة لن تذهب في اتجاهات لا تخدم هذا التوجه، لانها تدرك خطورة المرحلة السياسية المقبلة، ومدى الحاجة الى وجود حلفاء لها في البرلمان يؤيدون المقاومة ولا تدور حولهم اي علامات استفهام، وبالتالي عملت وستعمل على محاصرة تمدد القوات اللبنانية في هذه المنطقة من خلال تطويق تحالفاتها مع قوى متعددة داخل بعلبك الهرمل وتبحث عن خيارات تخدمها في جذب أصوات من القاعدة “القواتية”، في حاضنتها المسيحية عبر مرشحين أقوياء في بيئتهم.
كذلك الأمر ينطبق على تعامل الثنائي مع المرشحين الشيعة ومنهم من يناوئ الأكثرية، فقد عمل على امتصاص حركة العديدين منهم ممن ركبوا موجة الحرب على حزب الله، من خلال استخدام سلاح العشائر والعائلات واستغلال الواقع الاقتصادي الصعب وحتى استغلال التنافر الشخصي الضيق.
إذن هذه الدائرة تحمل الكثير من التناقضات التي تحتاج الى حكمة وروية في مقاربتها من كل الجهات، ولكن يبقى الأهم هو قراءة ودراسة كيفية تقديم الدعم الإقتصادي وتطوير البنية التحتية لهذه المنطقة، كي تستطيع الناس من العيش فيها بالحد الأدنى من الكرامة والحياة الكريمة.

يوسف الصايغ

صحافي لبناني يحمل شهادة الاجازة في الإعلام من كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية الاخبارية والقنوات التلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى