رياضة

ياسين بونو.. الحارس “المغربي ـ الكندي” الذي دخل التاريخ

فجأة، تصدّر حارس المرمى “المغربي ـ الكندي” ياسين بونو عناوين وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه.

لماذا؟

قبل ثوانٍ من انتهاء الوقت بدل الضائع لمباراة فريقي “بلد الوليد” و”أشبيلية”، السبت الفائت، في المرحلة الـ 28 من الدوري الإسباني، كانت النتيجة تقدّم “بلد الوليد” بهدف وحيد سجّله “فابيان أورلانا” من ركلة جزاء قبل دقيقة من نهاية الشوط الأول، إذ شهدت آخر فرصة لـ”أشبيلية” ركلة ركنية، فترك “بونو” مرماه متوجهاً إلى منطقة جزاء “بلد الوليد”، لكن الكرة لم تصل إليه مباشرة وأحدثت “دربكة”، انتهت منها الكرة أمامه ليستغلها ببراعة ويسدّدها بيسراه داخل الشباك محرزاً هدف التعادل، ما نتج عنه فرحة جنونية للاعبي “أشبيلية” مقابل صدمة كبيرة لـ”بلد الوليد”.

هذا الهدف أدى إلى دخول “برونو” تاريخ “أشبيلية” كأول حارس مرمى عربي يسجّل له في الدوري الإسباني وفي الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، وكذلك أوّل حارس في الدوري الإسباني يسجّل من اللعب المفتوح منذ العام 2011، بعد حارس “ديبورتيفو لا كورونا” داني أرانزوبيا، في شباك “ألميريا”.

وبعد المباراة قال “بونو”: “لم أعرف كيف احتفل، إنه شيء رائع من الصعب وصفه”، مضيفاً: “أنت تقوم بعملك في مرماك ومن الغريب أن ترى نفسك في منطقة جزاء المنافس؛ قبل عامين عندما كنتُ في “جيرونا”، كدتُ أن أسجّل. اليوم تذكرت ذلك ونظرت إلى مقاعد البدلاء، وطلب مني المدرّب الصعود إلى هناك، فسقطت الكرة أمامي وفعلت ما فعلت وأنا ممتنّ للغاية”.

من جانبه، عبّر مدرّب “أشبيلية” جولين لوبيتيجي عن سعادته بالهدف، فقال: “في النهاية أتى الهدف، لقد كان لعبة مُتّفق عليها. لا يا رجل لا، هو ليس بشيء غير عادي، ففي تاريخ إشبيلية حدث في بعض الأوقات. لقد كان هدفًا رائعًا، أنا لم أسجل أي أهداف أبدًا كحارس مرمى أو حتى في التدريبات، هو أيضًا منحنا نقطة في الوقت الذي اعتقدنا فيه أننا سنخرج دون أي شيء، رغم أنني أعتقد أننا كنا نستحق النقاط الثلاث كاملة”.

ماذا قالت الصحف الإسبانية

ردود الفعل الإعلامية الأولى على الهدف جاءت من الصحف الإسبانية، حيث كتبت “سبورت الكاتالونية”: “في ظلّ ضياع كل شيء بالنسبة لإشبيلية، ظهر بونو بتسديدة قاتلة؛ إشبيلية لا يفقد الأمل أبدًا، وكذلك بونو”.

يحتفل مع زملائه

أما صحيفة “ماركا” فأكدت أن بونو كعادته أنقذ إشبيلية، لكن هذه المرة ليس بالتصديات ولكن بالتسجيل، ليمنح فريقه نقطة ذهبية في صراعه للحصول على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، لافتة إلى أن الحارس المغربي أظهر مهارة جديدة غير معروفة عنه وسجل هدفًا، وكان أفضل لاعبي النادي الأندلسي خلال المباراة.

بدورها، قالت “موندو ديبورتيفو” إن بونو كان بطل اللحظات الأخيرة في المباراة التي أُجريت على ملعب “خوسيه زوريا”، وقارنت هدفه بهدف الحارس “أندريس بالوب” في شباك “شاختار دونيتسك” في الدوري الأوروبي العام 2007.

من جانبها، علّقت صحيفة “آس” بالقول: “سقطت الكرة أمام قدمه اليسرى ولم يرحم”.

من هو “بونو”؟

في ما يلي نبذة عن “بونو”، حسب ما جاء في محرك “ويكيبيديا”:

ولد ياسين بونو في الخامس من نيسان (أبريل)، 1991 في مدينة “مونتريال” في مقاطعة “كيبيك” الكندية، من أبوين مغربيين هاجرا من مدينة “فاس” إلى كندا.
عندما بلغ الثامنة من العمر، عاد والداه إلى المغرب، ومن ثم بدأ بممارسة كرة القدم؛ وعندما اشتدّ عوده، التحق بـ”أكاديمية الوداد” في الدار البيضاء، حيث كان من الصعب عليه ضمان مركز رئيسي في تشكيلة “الوداد” بوجود حارس بقيمة “نادر المياغري”، إلى أن أُصيب الأخير قبل المباراة النهائية لـ”دوري أبطال إفريقيا 2011″، ما جعل بونو يظهر للمرة الأولى بقميص “الوداد”. قدّم مباراة كبيرة رغم الضغوطات والخسارة بهدف، وخاض بعدها 8 مباريات في الدوري المغربي، قبل أن يعود المياغري إلى مكانه في عرين النادي الأحمر.

في حزيران 2012، انتهى عقد ياسين مع “الوداد” فدخل في مفاوضات من أجل تجديده، لكن تجديد عقد لمياغري لسنتين جعله يقرّر المغادرة، فكانت الوجهة إلى الجارة إسبانيا وتحديدًا نادي “أتلتيكو مدريد”.
في صيف عام 2014، غادر الحارسان “تيبو كورتوا” و”دانييل أرانزوبيا” النادي، فصعد بونو إلى الفريق الأول ليجاور العملاق “يان اوبلاك”، وكان احتياطياً في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ضد “ريال مدريد”.
بعدها، بدأ “بونو” البحث عن فريق يكون فيه أساسياً، فانتقل كإعارة إلى “ريال سرقسطة” لمدة سنتين، ومنه انتقل بشكل نهائي إلى “جيرونا” ولعب معه ثلاث سنوات.

في الثاني من أيلول 2019، انضم “بونو” إلى “أشبيلية” على سبيل الإعارة مع خيار الشراء، وفي 12 حزيران 2020 لعب “بونو” تمريرة حاسمة لمواطنه يوسف النصيري ضد “مايوركا” ليسجل الهدف الثاني لفريقه.
في 21 آب 2020، فاز “بونو” مع فريقه بلقب “الدوري الأوروبي” على “انترناسيونالي” الايطالي في المباراة النهائية، ومنع “روميلو لوكاكو” من التسجيل أكثر من مرة بعدما برع في الأدوار السابقة أمام “روما” و”ولفرهامبتون”، وتصديه لركلة جزاء للاعب خيمينيز؛ وفي النصف النهائي ضد “مانشستر يونايتد”، تصدى لتسع كرات محققة، ليفوز بجائزة أفضل حارس في البطولة.

في أيلول 2020، وقّع “أشبيلية” عقد شراء “بونو” لمدة أربع سنوات، ومكافأة له أصبح الحارس الأساسي، ليدخل في شباط 2021، دخل بونو تاريخ “أشبيلية” والدوري الاسباني بعد أن صمدت شباكه دون تلقي أي هدف لمدة 557 دقيقة، متجاوزًا الرقم القياسي للحارس “بيتو” البالغ 516 دقيقة والذي سجّله العام 2015.

يوسف برجاوي

يوسف برجاوي

عميد الصحافة الرياضية العربية والآسيوية. الرئيس الفخري لجمعية الاعلاميين الرياضيين اللبنانيين. مدير تحرير الرياضة في جريدة السفير من العام 1974 الى حين توقفها عن الصدور في العام 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى