رياضة

رياضة “التيكبول”.. نالت موافقة “اللجنة الأولمبية اللبنانية” وعينها على العالمية

قد يعتبر البعض في لبنان رياضة الـ”تيكبول” غريبة عن مجتمعنا، خصوصًا أنّها استُحدثت مؤخرًا عبر لجنة مؤلّفة من مجموعة أشخاص متحمّسين، أرادوا إدخال ثقافة هذه اللعبة إلى البلاد، وسرعان ما نالت هذه الرياضة موافقة اللجنة الأولمبية، لتتحوّل إلى اتحاد رياضي “شرعي” أسوة بباقي الاتحادات المنضوية والعاملة.

رياضة الـ”تيكبول” هي باختصار فرع من مهارات كرة القدم لا غير، خصوصًا متى علمنا أن النجم البرازيلي “رونالدينيو” هو أحد أبرز من يمارس هذه الرياضة وهو سفيرها إلى العالمية، حيث يقع مقر اتحادها الدولي “فيتيك” في المجر.

وللوقوف أكثر عند هذه الرياضة، كان “أحوال” سبّاقًا في قطف ثمرة التعريف والغوص بحيثيات اللعبة التي ستصبح رياضة أولمبية بإمتياز في القريب العاجل، وبختم ممهور من اللجنة الأولمبية الدولية.

من إحدى المسابقات المحلية في الكورة

بداية الحديث مع الأمين العام للاتحاد اللبناني، وسام تركماني، الذي يعتبر بأن الانضمام إلى عضوية اللجنة الأولمبية اللبنانية هو من أهم الأهداف، على اعتبار أنها “الهيكل الرياضي” الرسمي الذي يهتم ويشرف على الجوانب الفنية لكافة الألعاب، “وهذا الأمر من الخطوات اللازمة لتطوير هذه الرياضة، وذلك عبر الاستفادة من البرامج في اللجنة الأولمبية التي ستوفر أيضًا الدعمَين الفني والمادي، وكذلك تهيئة البنية التحتية لممارسة الـ”تيكبول” عن طريق إنشاء ملاعب خاصة وتأمين مقر للاتحاد اللبناني الذي يقع حاليًا في منطقة النخلة في الكورة، حيث تُقام المباريات على الملعب المقدم من نائب الرئيس يحيى كريمة”.

وسام تركماني متوسطًا رئيس الاتحاد الدولي المجري “فيكتور هوجار” وأمين السر “ماريوش فيجر”

ويطمح تركماني والعاملين معه إلى نشر وتطوير ثقافة الـ”تيكبول” وجعلها رياضة متاحة لكل فئات المجتمع اللبناني، سواء على المستويين الترفيهي أو التنافسي، إضافة إلى توفير التغطية الإعلامية اللازمة من خلال بث مباريات البطولات المنوي إقامتها عقب انتهاء جائحة كورونا، إلى القيام بحملات دعائية لحث الشباب على ممارستها.

ومن أبرز الخطوات القادمة، بحسب تركماني، تجهيز المدربين والحكام وصقل مواهبهم من خلال المشاركة في البرامج التأهيلية للاتحاد الدولي، والشروع بتأسيس الأندية والأكاديميات وتنظيم البطولات المحلية، وتحضير المنتخبين الوطنيين للرجال والسيدات والمشاركة في الاستحقاقات الدولية القادمة، وأبرزها “بطولة العالم” في المجر في كانون الأول/ديسمبر 2021.

القواعد الأساسية

وللوقوف أكثر على قوانين وتقنيات هذه اللعبة، تقول مديرة العمليات ونائب الأمين العام، رجاء شطح، في حديث لـ”أحوال”: “ما يميّز رياضة الـ”تيكبول” هي الطاولة الفريدة التي أخذت وقتًا طويلًا من المصممين، فهي بطول 3 أمتار وتشبه طاولة لعبة كرة الطاولة، إلا أنّها تتميّز بالانحناءات ويمكن أن يمارسها لاعب ضد لاعب آخر أو عن طريق الزوجي أو الزوجي المختلط، كما تقسم المباراة إلى ثلاث مجموعات، يمكن حسم نتيجتها من أول مجموعتين ولا ترتبط بتوقيت زمني محدد، بل من يصل إلى النقطة رقم 12 أولًا”.

شطح تشرف على التدريبات وإلى جانبها المدير الفني “رمزي الأشقر”

أما عن كيفية ممارستها، فتوضح شطح أن هناك 9 أجزاء من الجسم يُسمح للاعب باستخدامها، وهي الرأس والصدر والظهر والكتفين والفخذين والقدمين، وعليه ينبغي أن يصوّب الكرة برأسه -على سبيل المثال- في المرة الأولى، ولا يسمح له بذلك في المرة الثانية، بل عليه أن يصوّبها بأي جزء آخر من جسمه كالفخذ اليمنى أو إحدى القدمين اليمنى أو اليسرى وهكذا دواليك، مؤكدة أن لعبة الـ”تيكبول” لا تسبب الإصابات المباشرة لعدم احتكاك اللاعبين ببعضهم، كما يمكن ممارستها في قاعة مغطاة أو ملاعب عشبية أو رملية، أو حتى على شاطئ البحر.

الجدير ذكره أن رياضة الـ”تيكبول” هي أسلوب التدريب الوحيد في العالم الذي يمنح لاعبي كرة القدم المستوى العالي من الاحتكاك بالكرة، ولهذا السبب هناك نوادٍ عالمية أمثال “باريس سان جيرمان” و”بايرن ميونيخ” وغيرهما، استحدثت قاعات تيكبول؛ فهي رياضة تجمع بين كرة الطاولة السريعة ومهارات كرة القدم وقدرتها على الإثارة، لذا سُميت “تيكبول” لأنّها تحتاج إلى “تكنيك” أي تقنيات اللعب وتُمارَس بكرة القدم العادية.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى