منوعات

تحذيرات من اندلاع صراع لبناني_ سوري على السلع المدعومة

أثار مشهد التقاتل على السلع الإستهلاكية بين اللبنانيين في السوبرماركات “القلق” و”القرف” في آن واحد. القلق من سوء الحال الذي وصلنا إليه، والذي يُنذر بحصل انفجار إجتماعي ينعكس أمنياً على شكل فوضى، والقرف من وصولنا إلى مرحلة باتت “كرامة” المواطن ممسحة على أبواب المحال.
من هنا، أصبح التركيز على مسألة حصول اللبنانيين على السلع أكبر، لتُكتشف “مشكلة” إضافية عنوانها “حصول النازحين السوريين على المواد المدعومة”، وهذه المشكلة انفجرت على شكل بيانات “غير معروفة المصدر”، وتهديدات، ومناشدات على مواقع التواصل الإجتماعي بأن يكون للبناني الأولوية دائماً في الحصول على السلع المدعومة.

ندفع قيمة الدعم ولا نراه

يُشير أحمد، وهو مواطن لبناني من سكان الضاحية الجنوبية، إلى ” أننا ندفع قيمة الدعم عبر أموالنا الموجودة في المصارف، ولكننا لا نراه”، مشدداً على أن عائلته لم تستفد من المواد المدعومة إلا نادراً. ويضيف عبر “أحوال”: “في كل مرة أدخل السوبرماركت واسأل عن المواد المدعومة يقولون لي أنها بيعت فور وصولها، وهنا لا أقصد القول أن النازحين السوريين يحصلون عليها وحدهم، فالعاملزن في السوبرماركات والمدراء يبيعون المواد المدعومة لعوائلهم وجيرانهم وأصحابهم، والبقية تتفرج”.

عمل منظّم؟

المشكلة التي يتحدث عنها أحمد موجودة منذ بداية الأزمة في لبنان، ولكن ما يحصل في بعض السوبرماركات في بيروت أصبح يُثير القلق، إذ تُشير المعلومات إلى أن النازحين السوريين يراقبون السوبرماركات وعندما تصل البضائع المدعومة يبلغون بعضهم البعض عبر مواقع التواصل فيكونون أول من يدخل لشرائها.
لا ينفي صاحب أحد السوبرماركات في الضاحية هذه القصة، ولا يؤكدها، ولكنه يُشير عبر “أحوال” إلى أن صرخة اللبنانيين ارتفعت عندما أصبحت السلع المدعومة في الأسواق قليلة، كاشفاً أن الدعم لم يعد كما في السابق، لا من حيث عدد الأصناف المدعومة ولا من حيث الكميات، وبالتالي ارتفعت وتيرة الحديث عن مسألة فقدان المواد الدعومة، وبات المواطن يشعر أن هناك من يشاركه بالقليل المتوفر، ما يجعل حصوله على هذا القليل صعباً.

رسائل تهديد ووعيد

أثارت مسألة شراء السوريين السلع المدعومة جدلاً على مواقع التواصل، حتى وصل الأمر حدّ انتشار بيانات التهديد والوعيد، ومنها البيان الذي حمل عنوان “تحذير نهائي من اتحاد شباب الضاحية وسكانها إلى التعاونيات”، وفيه أن التعاونيات، التي سماها البيان ولن نذكرها، تبيع السلع المدعومة للنازحين السوريين ولا يحصل اللبناني إلا على نسبة ضئيلة، متحدّثاً عن أن النازح السوري يتلقى المساعدات المالية من منظمات الأمم المتحدة، ويملك تغطية صحية شاملة، بينما المواطن اللبناني لا يملك شيئاً ويتعرّض للإذلال لأجل حصوله على السلع المدعومة.
وهدد البيان السوبرماركات بأنه بحال لم تتّبع آلية تعطي الأولوية للمواطن اللبناني فإنها سوف تتعرض للتخريب والتكسير.
وفي هذا السياق تكشف مصادر لـ”أحوال” أن التهديدات وإن لم تتخذ بعد طابعاً جدياً إلا أنها قابلة لذلك قريباً، فكلّما اختفت المواد المدعومة كلّما ازداد الغضب، وهذا الأمر قد يؤدي إلى صدامات على أبواب السوبرماركات، سواء بين المواطن والعاملين في المكان، أو حتّى بين اللبنانيين والسوريين وهذا أخطر بكثير.
وتشير المصادر إلى أن هذا الخطر دفع بعدد من المحال التجارية إلى استقبال المواطن اللبناني حصراً بعد وصول البضائع المدعومة، ولعدة ساعات، ومن ثمّ يتم استقبال الجميع بعدها، مشددة على أن هذا الحل وإن كان بعيد عن “الإنسانية” إلا أنه قد يكون ضرورياً لمنع حصول كوارث في الشارع.

الدعم .. يندثر

بعيداً عن مسألة “لبناني – سوري”، خاصة أننا حريصون على حق الإنسان كإنسان بالحصول على حاجاته، علم “أحوال” أن الدعم يندثر، وأن أغلب التجار الذين تعاملوا في البضائع المدعومة لا يسلّمون البضائع لأنهم لم يقبضوا ثمن الدعم من المصرف المركزي بعد، لذلك فُقد الزيت المدعوم تقريباً من السوق، بالإضافة إلى سلع ومواد أخرى.
إن هذا الواقع يفرض تحديات جديدة، فالدعم الذي لم يصل إلى المواطن اللبناني بشكل مباشر في الفترة الماضية أصبح قريباً من النهاية، فهل يصل ما تبقّى منه إليه، أم تصبح المسألة بحسب المبدأ القائل “البقاء للأقوى”؟

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى