هذه العوامل ستدفع المهنيين للتوجّه إلى العمل الحر خلال عام 2021
استبيان "بيت.كوم": حوالي 9 من 10 مهنيين في المنطقة سيتوجهون للعمل الحر خلال عام 2021
تأثر المهنيون عام 2020 إلى حد كبير بجائحة كوفيد-19، والتي تسببت في عمليات الإغلاق وأجبرت العديد من الموظفين على العمل عن بُعد بالكامل.
نتيجة لذلك، زادت شعبية العمل الحر بين المهنيين، إذ لا يوفر أسلوب العمل هذا دخلاً إضافياً فحسب، بل يقدم أيضاً مزيداً من المرونة من حيث ظروف ومكان العمل، إلى جانب القدرة على تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية. وبحسب المجيبين، شملت أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها العاملون بشكل حر: إدارة الوقت (43٪)، ومهارات التواصل (21٪)، والقدرة على تسويق أنفسهم (19٪)، والمهارات القيادية (10٪) والاهتمام بالتفاصيل (7٪).
ويتجه المهنيون بشكل متزايد لتبني نمط حياة أكثر مرونة وفقاً لاهتماماتهم وتفضيلاتهم، فقد أصبح يتوفر أمامهم اليوم فرصاً أكثر من أي وقت مضى. وقد كشف الاستبيان أن العاملين المستقلين يبحثون عن وظائف على مواقع التوظيف عبر الإنترنت والمنصات المهنية (72٪)، ومواقع التواصل الاجتماعي (12٪)، ومواقع الشركات الإلكترونية (8٪)، وشبكة معارفهم (4٪).
ومن المثير للاهتمام أن العثور على عمل حر عبر الإنترنت لا يستغرق وقتاً طويلاً، حيث يجد 40٪ من المهنيين عملاً في أقل من أسبوع، و 13٪ في أقل من شهر، و 10٪ خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، و 20٪ خلال مدة تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر.
وفي هذا السياق، كشف استبيان جديد أجراه “بيت.كوم” بعنوان “العمل الحر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2021″، أن الأعمال الحرة تشهد إقبالاً متزايداً في جميع أنحاء المنطقة.
ويهدف الاستبيان إلى الكشف عن آراء العدد المتزايد من المهنيين الذين يلجؤون للعمل الحر، حيث تتمثل أهم العوامل التي تدفعهم لهذا الاتجاه في تحقيق كسب إضافي (55٪)، وتعلم مهارات جديدة (24٪)، والقيام بالمهام التي يفضلونها (11٪) والقدرة على التحكم بجدول عملهم (7٪).
ويتجه المهنيون في المنطقة لعيش أسلوب حياة أكثر مرونة، مع قدر أكبر من الاستقلالية وفرص عمل جديدة. ووفقاً للمجيبين، تتمثل أفضل جوانب العمل الحر في استكشاف المزيد من الفرص الوظيفية (50٪)، وتعزيز المرونة (23٪)، وتحسين التوازن بين الحياة المهنية والشخصية (22٪)، وخفض مستويات التوتر وتحسين الصحة (5٪).
من جهتها، وتعليقاً على الاستبيان، قالت المديرة الإدارية للموارد البشرية في “بيت.كوم”، عُلا حداد: “يسلّط هذا الاستبيان الضوء على العوامل الرئيسية التي أدت إلى إحداث تغييرات جذرية في سوق العمل في المنطقة، إذ يتفق المجيبون على أن المرونة والفرص التي توفرها الأعمال الحرة هي من أكثر العوامل جاذبية وسبب زيادة عدد الأشخاص الذين يتجهون لتبني أسلوب العمل الحر في المنطقة، مؤكدة أن “بيت.كوم” يستمر في تحقيق رسالته عبر تسهيل التواصل بين العاملين المستقلين والشركات في المنطقة، ودعمهم في مسيرة نموهم في ظل التطور التكنولوجي الحالي.
ومع استمرار تقدم التكنولوجيا، تتكيف الشركات في جميع أنحاء العالم بشكل سريع مع أسلوب العمل عبر الإنترنت، ما يؤدي في النهاية إلى جذب المزيد من الكفاءات البعيدة.
من هنا، صرّح غالبية المجيبين في الاستبيان أن شركاتهم تتعامل مع أصحاب الأعمال الحرة إلى حد كبير (47٪) وإلى حد ما (19٪)، بينما قال 17٪ فقط أن شركتهم لا تستعين بهؤلاء المهنيين.
في المقابل، يوفّر أصحاب الأعمال الحرة فوائد متعددة للشركات، حيث تتفوّق هذه الكفاءات في مجال إنجاز المهام المستعجلة خلال مدة زمنية قصيرة (52٪)، كما أن توظيف العاملين المستقلين أكثر فعالية من حيث التكلفة (17٪).
على صعيد آخر، يمكن للشركات الاستعانة بأصحاب الأعمال الحرة لإنجاز المهام حتى إيجاد موظف بدام كامل (16٪) ولتوفير مساعدة إضافية للفرق أو الأقسام الصغيرة (15٪).
ويظهر الاستبيان أن العمل الحر يشهد إقبالاً متزايداً من قبل المهنيين والشركات، حيث يوافق 60٪ من المجيبين إلى حد كبير و 20٪ إلى حد ما أن الطلب على العاملين المستقلين قد ازداد في العام الماضي. كما أن 88٪ من المجيبين يخططون للقيام بالمزيد من الأعمال الحرة هذا العام.
من جهة أخرى، تواجه الشركات في العديد من القطاعات تحديات متعددة في ظل العالم الرقمي، ما يفرض عليها التكيف والتطور بسرعة، وهنا تأتي أهمية توظيف الكفاءات من أصحاب الأعمال الحرة. ولكن العمل الحر لا يخلو من بعض التحديات، والتي تشمل انعدام الأمن الوظيفي (68٪)، وراتب أقل من الوظائف بدوام كامل (13٪)، وفرص أقل للحصول على ترقية (11٪) وعدم وجود مزايا إضافية (8٪).
الجدير ذكره أنه تم جمع بيانات استبيان “العمل الحرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2021″، عبر الانترنت خلال الفترة الممتدة ما بين 20 ديسمبر 2020 وحتى 15 فبراير 2021، بمشاركة 4,296 مجيب من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، واليمن، ومصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، والسودان، وغيرها.