ولعت بين إعلاميّي لبنان على خلفيّة أولويّة إعطائهم لقاح كورونا
إعلاميّون تبرّعوا باللقاح وآخرون اعتبروه حقاً مكتسباً
ولعت بين الإعلاميين على مواقع التّواصل الاجتماعي، على خلفيّة تخصيصهم بأولويّة اللقاح ضد كورونا.
البعض رفض هديّة وزيرة الإعلام شاكراً، معرباً عن تقديمه اللقاح لمن يستحقّه أكثر منه، والبعض الآخر هاجم زملاء قلّلوا من أهميّة دور الصّحافي في الخطوط الأماميّة، والبعض لوّح بالعصا لمن سيتلقّى اللقاح من الوسط الإعلامي، ودارت معارك جانبيّة بين زملاء تنازعوا على لقاح لم يصل إليهم بعد.
وزيرة الإعلام… تصريحات متناقضة
وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد تبدو في موقف محرج، بالحملة عليها من الجّهتين، من المتضرّرين من وضع الصحافيين على قائمة من لهم أولويّة بأخذ اللقاح، ومن صحافيين اعتبروا أنّ الوزيرة ووعدت ونكثت بوعدها لهم.
فقد علّقت عبد الصمد على الخبر الذي يتحدث عن اعطاء اللقاح للإعلاميين الأسبوع المقبل وقالت في تصريح عبر شاشة “الجديد” إنّ هذا الأمر غير منطقي لأننا لا نزال في الأسبوع الأول من تأمين اللقاح للطاقم الطبي ولكبار السن، ومن ثم يصل دور الإعلاميين في المرحلة الثانية والتي تحتاج الى مرحلة أطول من الحالية.
وأكّدت أنّه بعد تلقّي الطاقم الطبي وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة اللقاح، بحسب الخطة الوطنية العلمية، عندها تعود الأولوية بالدرجة الثانية للإعلاميين.
وعن دور الوزارة في التحقّق من صحّة عمل الإعلامي ومن هويته، قالت “نظّمنا هذه العملية في مرحلة تأمين اللقاح وأرسلنا لوائح بأسماء كامل الإعلاميين الراغبين بتلقّيه، مستندين إلى الحالات التي تلقّيناها من المؤسّسات الإعلامية التي يعملون فيها”.
إعلاميون يتبرّعون بلقاحاتهم
أعرب عدد كبير من الإعلاميين بالتبرّع بلقاحاتهم لمن يستحقّها أكثر منهم، واعترض بعضهم على تخصيص الأولويّة لهم على حساب كبار السّن والمرضى.
مقدّم برنامج “لهون وبس” أعلن عن تبرّعه باللقاح
بكرا مش احلى اذا ما اخدنا اللقاح واذا حاطيني اولوية ك”أعلامي” بتبرع بمكاني لحدا كبير بالعمر وانا بنطر للمراحل اللاحقة وشكرا…#اللقاح_اولوية
— Hicham haddad (@HichamHaddad57) February 16, 2021
فردّت عليه الصحافية نورا خوري
Bravoooo Hicham ??. بس اكيد عم تحكي عن الباقيين لان سعادتك زارك الكورونا واكيد ما عندي شك بنواياك . بس يا ريت دعوتك تتعمم على الباقيين اللي قاعدين وراء مكاتبهم و مسعورين على اللقاح بحجة انهم اعلاميين. وفي مرضى احق منهم
— noura khoury (@nourakhouryh) February 16, 2021
أما الإعلامي طوني خليفة فكان له رأي آخر
بس في اعلاميين عالطرقات وبالصفوف الامامية وبيختلطوا مع اطباء ومرضى وناس بالشارع…..كيف بنحميهم وبنحمي اهاليهم وعائلاتهم….؟؟؟
— Tony Khalife | طوني خليفة (@TonyKhalifeh) February 16, 2021
بدورها أعلنت الإعلامية لانا مدوّر عن تبرّعها باللقاح، بعد تساؤل أحد المواطنين كيف أنّ لانا وزميلاتها أحقّ بلقاح كورونا من والديه.
لو بقدر، بهديها جرعتي لوالدتك، وادعي من قلبي الله يحميلك ياها.
بس أنا قررت ما آخد اللقاح مع الإعلاميين وسجلت لآخد دوري وفق الفئة العمرية متلي متل كل الناس. pic.twitter.com/k96hlXUMVy
— Lana Medawar (@MedawarLana) February 16, 2021
إعلاميون يعترضون: لسنا أولويّة
بعض الإعلاميين اعترض بشدّة على تخصيص لقاحات للصحافيين، ورأى فيها رشوة لها، في حين رأى البعض الآخر أنّ ثمّة في المهنة من يعمل من منزله ولا يحتاج إلى لقاح مستعجل يحتاجه أكثر المسنون والمرضى.
وهنا استعراضية أُخرى..
قال الاعلامي إلى أولوية? وين الدراسة يلي مستندة عليها؟أفشل حكومة وطاقم حكومي بتاريخ لبنان ❤️ https://t.co/OtBSB8gSVJ
— Sahar®️AlAtrash سَحَرْ (@SahaR_bei) February 14, 2021
الصحافيّة يمنة فواز تنازلت عن اللقاح الخاص بها إلا أنّها لم تنكر أنّ الصحافيين هم أكثر عرضة للعدوى من غيرهم بحكم عملهم الذي يحتّم عليهم الاختلاط.
سأسمح بقول “الأغبياء” لمن ينشر أكاذيب بخصوص انني أود أخذ اللقاح كصحافية بالمرحلة الاولى!
(اذا ما بتعرفو تقرو مشكلتكم)
للتوضيح، الصحافيين معرضين للاصابة مثل عمال الدليفري والتنظيف وهم أولوية عن السياسيين.
ويعود التقدير لكل شخص بحسب حالته الصحية.
مجددا! اتنازل عن دوري. وضحت. https://t.co/5uIzhbrRFG— Yumna Fawaz (@yumnafawaz) February 17, 2021
زملاء يساندون بعضهم
هاجم مواطنون غاضبون الجسم الإعلامي بدون استثناء، رافضين أن يكون حتى للمراسلين في الخطوط الأماميّة أولويّة اللقاح، ما دفع بالصحافية مها حطيط إلى الاعترض، وتوضيح ماهية عمل المراسلين على الأرض، المعرّضين للعدوى.
للمعلومات، المراسلون والمصورون يدخلون المستشفيات واقسام العناية الفائقة بشكل شبه يومي لتغطية أخبار كورونا، يغطّون تظاهرات وتجمعات وناس تقترب منهم للحديث دون كمامات. ويعودوا الى بيوتهم حيث اهلهم او اطفالهم! خفّو علينا شوي اذا ممكن
— مها حطيط (@mahahoteit) February 16, 2021
تغريدة مها حصدت عشرات التعليقات المعارضة التي لم يخلُ بعضها من شتائم، ما دفع بزميلتها محاسن مرسل للدّفاع عنها.
قلة الاخلاق بالتعليقات على الزميلة مها حطيط، لي حكت الواقع متل ما هوي، وايه في زملاء عم يعرضوا حياتهون وحياة اهلون للخطر، لان مضطرين يكونوا على الارض ليغطوا الاحداث، طيب المراسل الميداني لي من ٣ سنين ما عرف الراحة حقوا باللقاح، متلو متل اي حدا، وسبوا واشتموا لتشبعوا @mahahoteit pic.twitter.com/j21b3rt5vF
— Mahassen Moursel (@MMoursel) February 16, 2021
الصحافية غدي فرنسيس كان لها رأي آخر معتبرة أنّ أهلها أحقّ منها باللقاح لأنّها مثل الكثير من الصّحافيين تعمل من منزلها.
محاسن، بتعتقدي ممكن حصر اللقاح بهؤلاء؟ ولا رح يتم اعطاء جرعات من درب ناس اكثر حاجة، بهالحجة؟ يعني بيفلتروا الصحافيين مثلاً؟ في صحافيين بعرفهم ما بيطلعوا من بيوتهم. انا منهم مثلاً، ما بدي اخد لقاح قبل بيي وامي. اذا فيني بشتريه، بس اذا ما في الا جرعة، بعطيها لبيي… والحل؟
— Ghadi Francis | غدي فرنسيس (@ghadifrancis) February 16, 2021
مناوشات إعلاميّة
مراسل أخبار LBCI إدمون ساسين كان أوّل من أعلن اعتراضه على تخصيص لقاحات للصحافيين، مؤكّداً أنّهم لا يتعرّضون أكثر من غيرهم للاختلاط والعدوى.
ما في داعي لاستثناء الاعلاميين واعطاؤهم أولوية بتلقي لقاح كورونا…
الجسم الاعلامي مش معرض لخطر مباشر أكثر من قطاعات أخرى… ما بعرف شو شعور أي اعلامي عمبيراسل من منزلو أو قاعد على مكتبو أو قادر يلتزم كل الاجراءات يتلقى اللقاح، وأهلو اللي معرضين للخطر أكتر ناطرين الدور.. https://t.co/0BMsmjwxXv— edmondsassine ادمون ساسين (@edmondsassine) February 13, 2021
بعدها سارع الإذاعي وليد فريجي إلى الاعتراض، مسجلاً عتباً على زملائه ومناشدة لوزيرة الإعلام عدم الإصغاء إلى من أسماهم الدّخلاء على الإعلام.
معالي الوزيرة: يخرج بعض الدخلاء على الاعلام بترهات معترضين على اولوياتنا في الحصول على اللقاح. للتنويه فقط مراسلون كنا او في المكتب لقد عرضنا صحتنا لاخطار جمة ونقلناها لاهلنا فيما الكل ملتزم ببقائه في منزله. لقد تلفت اجسادنا واذهاننا وانفاسنا. نحن اولوية @manal_a_samad
— walid freigi (@walidfreigi) February 16, 2021
ردّ ساسين على تغريدة زميله، داعياً المصفقين لقرار وزيرة الإعلام إلى تقبّل الرأي الآخر كي لا يكونوا دخلاء على حرية التعبير.
لقد حاولت دائما عدم الدخول بسجالات خصوصا مع زميلات وزملاء…
على أي حال من حقنا أن نقول رأينا بعدم أولوية الاعلاميين بالحصول على اللقاح حتى ولو كان للوزيرة والنقابة رأي مخالف…
أما من واجب المصفقين لرأي الوزيرة أن يتقبلوا الرأي الآخر فلا يكونوا دخلاء على حرية التعبير والرأي . https://t.co/cVplDgMaZi— edmondsassine ادمون ساسين (@edmondsassine) February 16, 2021