ميديا وفنون

بعد الحملة عليها سمر أبو خليل لـ”أحوال”: هناك داعشية فكرية ونفسية

تأييدي للانتفاضة لا يلغي صداقتي بسليمان فرنجية

تمكنت الإعلامية سمر أبو خليل أن تحفر اسمها في الساحة الإعلامية كواحدة من ألمع المحاورات على مساحة الوطن العربي، فهي تُعتبر من أكثر المذيعات اطلاعًا ومواكبةً فضلًا عن تشدّدها في التعاطي مع ضيوفها السياسيين إلّا أنّ ذلك لم يشفع لها لدى جمهور فاض كراهية بالطبقة السياسية التي سرقته وقتلته وعاثت في الوطن فسادًا، فما أن انتقدت سمر هذا الجمهور بسبب تمنّيه الموت للسياسيين حتّى شُنّت عليها حملة هجوم من قبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوها بـ “إعلامية البلاط”.

سمر توضح في حديث لـ “أحوال” أنّ الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل مجتزأ أوّله، “حين رأيتُ ما كتب على تويتر بعد وفاة النائب جان عبيد، من حقد وكراهية وشماتة بالموت لا يتقبلها العقل البشري قلت مقدمة صغيرة في بداية حلقة “الحدث” بكل رقي وهدوء واخلاق عالية جداً، لأنني أردت إيصال الفكرة كما هي”، واصفةً التغريدات التي تمنّت الموت بالداعشية الفكرية والنفسية.

لا أستطيع أن أكون غرائزية وحيوانية بطريقة التعاطي

 

وتقول: لم أدافع في كلامي عن أحد بل على العكس عندنا طبقة فاسدة يجب أن تحاكم وتحاسب، وأنا شخصياً لا أتنمى لهم الموت بل المحاسبة والسجون، وليردوا كل ما نهبوه، فأنا لا أستطيع أن أكون غرائزية وحيوانية بطريقة التعاطي، إنّ ما حصل خرج عن الطبيعة البشرية.

وعمّا إذا كانت مع الثورة أو ضدها توضح سمر أبو خليل: بالنسبة إليّ هذه لا تسمى ثورة، بل انتفاضة أو حراك، انتفاضة مباركة وأنا معها وأؤيدها إلى أقصى حدود، على ألّا تخرج عن المنطق، ولا تضيّع البوصلة في منتصف الطريق.

وتضيف: أكيد انا مع اسقاط هذه السلطة، فليحاسب الجميع على قدر الخطأ الذي ارتكبه، وحلمي أن يقلب هذا النظام ونتوجه إلى دولة مدنية ونرى طبقة شابة جديدة تستلم زمام الأمور في البلد ليعود وينهض، وهذا يتطلب الكثير من العمل، لغاية الآن لم أرَ أسساً له.

 

كيف تؤيد الثورة على الطبقة السياسية وتدعم آل فرنجية في آن؟

وعن التناقض في تأييدها للثورة وتأييدها للإقطاع السياسي من خلال صداقتها مع النائب سليمان فرنجية وابنه طوني، تقول: “أنا لا انتمى إلى أي حزب أو تيار ولا أؤيدهم، ولا أؤمن بتجربة الأحزاب في لبنان لأنّها تجربة فارغة، لكن هذا لا يمنع أن يكون لدينا صداقات مع عدد من الشخصيات، فهناك علاقات اجتماعية وإنسانية لا نستطيع أن نرميها، قد نختلف بالسياسة ولكن يبقون أصدقاء.

وتضيف: بالنسبة إلى سليمان فرنجية يعجبني خطه، وأكثر ما يعجبني أنّ لديه ميزة الوفاء حتى لو على حساب مسيرته السياسية، أمّا في السياسة لدي مآخذ كثيرة على تيار المردة ونتناقش فيها. الصداقة شيء والعمل السياسي شيء آخر.

وتعقيبًا على دعمها الاقطاع السياسي تقول: أنا ضد الاقطاع السياسي، ولكن لا نستطيع أن نلغي نجاح أحد للارتباطه بوالده أو جده، ولن نطبق مبدأ الإباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون، مضيفةً “صراحة من لا يرضى على الاقطاع السياسي لا يتوجه لانتخابه، لذا الناس يساهمون باستمرارية الاقطاع السياسي”.

 

أقوم بدور محامي الشيطان

وعن تشدّدها في الحوار ترى سمر أنّ وظيفتها تتطلب منها أن إخراج كل ما في جعبة  الضيف من معلومات ومواقف وبثها إلى الناس، “إني ألعب الدور الذي يجب أن ألعبه، لذا لا بدّ أن آخذ دور المضاد للضيف، أي أقوم بدور محامي الشيطان، فترتفع النبرة قليلاً ويكون هناك بعض المشادات بالطريقة التي تخدم الحوار لاستخراج موقف أو معلومة”.

وفي المقابل تؤكد أنّها إذا اقتنعت بالرأي معاكس لمفهومها كإعلامية، تعترف للشخص المقابل باقتناعها، وهذه من أخلاقيات المهنة.

وعن تأثيرها على سياسة المحطة حين تمارس الحزم في مواقفها تقول سمر: “لدينا سقف عالٍ من الحرية في قناة “الجديد”، وما يقال عبر شاشتها لا يقال في محطات أخرى، ليس لدينا فيتو على أحد، يحصل أن يقاطعنا بعض السياسيين لكن نحن لا نقاطع أحد.

 

في الماضي كان المقال يُنزل الناس إلى الشارع

وعن مدى تأثير الإعلامي بالرأي العام ترى أنّ السلطة الرابعة كانت ذات فعالية في الماضي إذ كان بإمكان مقال أن ينزل الناس إلى الشارع، ولكن اليوم في ظل حالة الغليان انحصر تأثير الإعلاميين، “فحين نقول كلام مبدئي ومنطقي وغير فئوي لتهدئة الناس نتعرض للشتائم، أتصور أن المحرمات كلها كسرت الآن”.

وتضيف: نحن في حالة فلتان أخلاقي وقيمي على مواقع التواصل، أيّ كان يشتم أيًّا كان، لا أحد يستطيع تحمّل اختلاف الرأي الآخر بالإضافة إلى حفلة تخوين غير طبيعي، مع هذا يبقى رأي الإعلامي مؤثر في الشارع.

 

هلى ستنتقل إلى محطة جديدة؟

وعما إذا كان انتقال الإعلامي إلى محطة جديدة تطور مهني او هروب من النمط المتكرّر تقول: مهمّتنا مثل أي مهنة تخضع لعامل العرض والطلب، فالانتقال إلى محطة جديدة يخدم الإعلامي إذا كان يخدم تطلعاته وطموحاته.

وأنا لست بحالة رفض لأي عرض، بل فقط للعروض غير المناسبة، فبعد 21 سنة صارت “الجديد” عائلتي وبيتي، ومن الصعب التخلي عن كنز حرية التعبير بسقف عال لا حدود له، كما هي الحال في “الجديد”.

 

هناء حاج

هناء حاج

كاتبة وصحافية لبنانية، درست الصحافة في كلية الاعلام والعلوم السياسية في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. عملت في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة في العديد من المؤسسات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى