منوعات

أسعار البنزين لن تقف عند عتبة الـ 30 ألف ليرة .. تحضّروا للمزيد

منذ عام تقريباً وبعد اشتداد أزمة “كورونا” على المستوى العالمي، انفخضت أسعار النفط، فانعكس الأمر في لبنان انخفاضاً بالأسعار لتبلغ في 12 شباط 2020 أقل من 25 ألف ليرة لصفيحة البنزين بنوعيه. اليوم وصلت الأسعار إلى عتبة الـ 30 ألف ليرة للبنزين، فما هي الأسباب، وكيف تُسعّر المحروقات في لبنان؟

أسعار النفط العالمي ترتفع

مع نهاية العام الحالي أشارت التقارير الإقتصادية إلى أن أسعار النفط سترتفع عالمياً، كما توقّعت مصارف عالمية مثل “غولدمان ساكس” أن أسعار خام برنت قد ترتفع إلى 65 دولاراً للبرميل بحلول صيف العام الحالي، مدفوعة بتخفيضات الإنتاج في السعودية، وانتقال السلطة إلى الديمقراطيين في الولايات المتحدة الأميركية.
اليوم يبلغ سعر برميل النفط 58 دولاراً، وهو وصل إلى أعلى مستوى له منذ حوالي 12 شهراً، والبنك الأميركي يتوقع أن يصل إلى 65 دولاراً مع نهاية 2021، وبالتالي فإن الأسعار في لبنان ستواصل الإرتفاع.

كيف يتم التسعير في لبنان؟

أسعار البنزين لن تقف عند عتبة الـ 30 ألف ليرة .. تحضّروا للمزيد اليوم تخطى سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان عتبة الـ 30 ألف ليرة، وسعر صفيحة البنزين 95 أوكتان على مشارف الـ 30 ألف، بينما سعر المازوت تخطى عتبة الـ 20 ألف ليرة.

تكشف مصادر رسمية مطّلعة على هذا الملف أن الجدول الذي تصدره وزارة الطاقة كل يوم أربعاء، وتحدد فيه أسعار المحروقات في لبنان، يستند إلى فواتير المنشأ، التي تقدّمها الشركات المستوردة للنفط، حيث تقوم بتحديد الأسعار عبر مناقصات أسبوعية تجريها الوزارة على أساس المعدّل الوسطي لسعر الطن عالمياً، في أسابيع ثلاثة سابقة، وبالتالي فإن تبدّل أسعار النفط عالمياً لا ينعكس على الأسعار في لبنان بشكل فوري، بل يحتاج دائماً إلى ثلاثة أسابيع ليتأثر بالسعر الموجود اليوم، مشددة على أن الأسعار اليوم في لبنان حُدّدت بناءً على سعر النفط العالمي في منتصف شهر كانون الثاني الماضي تقريباً.
تؤكد المصادر عبر “أحوال” أن هذه المعادلة تعني أن الأسعار في الأسابيع المقبلة سترتفع، لأن أسعار النفط عالمياً ارتفعت منذ 3 أسابيع حتى اليوم، بانتظار أن تستقر عند حدود الـ 60 دولار للبرميل، أما بحال واصلت إرتفاعها بشكل شهري لتصل إلى الـ 65 دولاراً فهذا يعني أن الأسعار في لبنان سترتفع أكثر أيضاً.
وتلفت المصادر النظر إلى أن التسعير يقوم على احتساب سعر البرميل عالمياً، ويضاف إليه كلفة الشحن والتأمين، وهما من العوامل المتغيرة التي تمكّن الشركات من رفع الأسعار أحياناً، وهذا السبب الذي لا يجعل نسبة الإرتفاع أو الإنخفاض عالمياً موازية لها في لبنان، جعالة المحطات 1600 ليرة عن كل صفيحة بنزين، و500 ليرة عن كل صفيحة مازوت، جعالة الشركات المستوردة 300 ليرة عن كل صفيحة بنزين، 5000 ليرة ضريبة ثابتة للدولة عن كل صفيحة، والضريبة على القيمة المضافة 11 بالمئة.

الدولة تستفيد ولا تُراقب

تُشير المصادر إلى أن الدولة لا تتدخّل في تسعير المحروقات، حتى أنها لا تراقب صحّة ودقّة الفواتير التي تقدّمها الشركات المستوردة، وهي تستفيد من زيادة الأسعار بسبب ارتفاع ما تحصّله عبر الضريبة على القيمة المضافة، حيث تحصل الخزينة اليوم على 8256 ليرة لبنانية عن كل صفيحة بنزين 95 أوكتان، ولكن السؤال الذي يُطرح ولا يجد جواباً، هل للزيادة السريعة والكبيرة علاقة بمطلب صندوق النقد الدولي بزيادة 5 آلاف ليرة على سعر صفيحة البنزين؟ هذا السؤال الذي ربّما يشعر الجميع بجوابه، وأحد لا يتكلم.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى