منوعات

كيف أصبح “إيلون ماسك” أحد أثرى رجال العالم؟

وصلت ثروة رجل الأعمال الأميركي “إيلون ماسك” إلى ما يقارب 188 مليار دولار بداية عام 2021 بحسب “بلومبيرغ” متخطياً منافسه الأزلي “جيف بيزوس” مؤسس موقع “أمازون” صاحب ال 187 مليار دولار ليصبح أغنى رجل في العالم لمدة 4 أيام قبل أن يخسر 14 مليار دولار ويعود إلى المرتبة الثانية.

هذه الخطوة ليست بغريبة نظراً إلى أن “ماسك” هو أحد أنجح رجال الأعمال في العالم حالياً ، لكنّ المُستغرب هو الصعود الصاروخي في ثروة “إيلون” خلال عام 2020 مكتسباً حوالي 150 مليار دولار خلال 12 شهراً ، ليكون السؤال الأبرز كيف أصبح أحد أغنى رجال العالم؟

قد يُعرف “إيلون ماسك” للكثيرين في المستقبل على أنّه أحد أثرى رجال العالم ، أو أحد الرياديين خلف إبتكارات جديدة غيّرت حياة البشر، لكنّ السبب الحقيقي خلف مكانة هذا الشخص اليوم هو طريقة تفكيره ونظرته للأمور. نجح “ماسك” بإدارة شركاته وتحقيق الأرباح العالية ، إلاّ أنّ نجاحه الأكبر كان دوماً المخاطرة والنجاح عكس التوقعات.

أحد أغنى رجال العالم عام 2021 كان قد أعلن أنّه لا يمتلك سيولة مالية عام 2019 وأنّه سيبيع كافة ممتلكاته ويقوم بإستئجار منزل للسكن عام 2020 ، وكل ذلك في سبيل الإستثمار ودعم المشاريع التي يؤمن بها.

يمتلك “ماسك” تاريخاً حافلاً في إستخدام ثرائه الشخصي للإستثمار في مشاريع جديدة تلهمه، فهو الّذي ساهم في تمويل “تيسلا” و “سبايس إكس” بعد جني الملايين في إدارة “زيب 2” و “باي بال”.

حين ننظر إلى الأرقام ، يأتي جزء كبير من ثروة هذا الرجل من أسهمه في شركة “تيسلا” التي أصبحت قيمتها السوقية تُقدر ب 730 مليار دولار بداية هذا العام ، لكن الرجل نفسه وهو المدير التنفيذي للشركة غرّد عبر تويتر بأن الإدارة كان لديها 10 بالمئة أمل في الإستمرار عند بداية المشروع عام 2004.

 

تُقدر ثروة “ماسك” اليوم بحوالي 176 مليار دولار بفارق 6 مليارات عن “بيزوس” الّذي يحتل المرتبة الأولى ب 182 مليار دولار بعد إنخفاض قيمة أسهم “أمازون” 2% وإنخفاض قيمة أسهم “تيسلا”8%.

هذا وساهم التراجع الكبير في ثروة “جيف بيزوس” بتربع “ماسك” على عرش الأثرى في العالم لمدة 4 أيام ، فرغم تحقيق شركة “أمازون” أرباحاً طائلة هذا العام مستفيدةً من جائحة كورونا ، إلاّ أنّ طلاق “بيزوس” وزوجته “ماكينزي سكوت” أدّى إلى إستحواذ الأخيرة على حصص توازي 38 مليار دولار من أسهم أمازون عام 2019. يُذكر أن قيمة أسهم الشركة إرتفعت بنسبة 70 بالمئة منذ ذلك الحين، مما يعني أنه في حال عدم طلاق الثنائي وإحتساب ثروتهم معاً ،كانت لتوازي 242 مليار دولار بحسب “بلومبيرغ”.

فضلاً عن ذلك ، يتنافس الرجلان خارج حدود الأرض حيث يستثمر كل منهما في الفضاء اليوم من خلال شركتي “سبايس إكس” و “بلو أوريجن” ، الأمر الّذي قد يؤشر بأننا نشهد صراع تاريخي في عالم الأعمال يثبت لنا مرةً أخرى بأنّ التكنولوجيا هي محور الإقتصاد في القرن الواحد والعشرين.

يبدو أن العام الجديد سيكون حلبة صراع بين إثنين من أكثر المدراء التنفيذيين نجاحاً في التاريخ، فيرجح البعض أن تتأرجح ثروة “ماسك” مدّعين أن قيمة أسهم “تيسلا” لا تساوي قيمتها الفعلية اليوم وستعود للإنخفاض. نظرية لا يمكن دحضها بعد إرتفاع أسهم الشركة يوم الخميس ليصبح “ماسك” أغنى رجل في العالم قبل أن تنخفض يوم الإثنين 8% ويخسر 14 مليار دولار ويعود للوصافة.

بعد النظر إلى شخصية “إيلون ماسك” ، لا نستغرب صعوده الصاروخي في سلسلة أثرياء العالم ، فهو يقارب الأمور من منظور مختلف كلياً عن باقي البشر.عندما تعمل بشكلٍ مختلف عن الآخرين ، تحصد نتائج مختلفة عنهم ، آمن ب “تيسلا” عندما كانت حظوظها شبه معدومة ،وها هي تكافئهُ اليوم.

“عندما تهتم لأمر ما بشكل كافي ، تقوم به حتى لو لم تكن الترجيحات إلى جانبك” ، جملة لم يكتفي “ماسك” بقولها لإلهام المستمعين ، بل طبّقها في أعماله ليثبت صحتها.

عليك أن تكون شخصاً مميزاً جداً لتصبح أحد أغنى رجال العالم ، لكن لتصل إلى هناك في عامٍ واحد، عليك أن تكون “إيلون ماسك”.

إبراهيم مخزوم

ابراهيم مخزوم

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة وعلوم الإعلام من الجامعة اللبنانية. يهتم بالصحافة الرياضية الإجتماعية والتكنولوجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى