صحة

أولوية لقاح كورونا للجسم الطبي والإعلاميين والسياسيين… ثم عامّة الشعب

سيتم توزيع اللقاح على ثلاث مراحل فكيف سيستفيد منها اللبنانيون؟

يُفترض في الأيام القليلة المقبلة أن يوقّع لبنان على عقد استيراد لقاح “كوفيد 19″، من شركة “فايزر – بايونتيك”، ويُتوقّع بحسب مصادر وزارة الصحة العامة أن تصل الدفعة الأولى من اللقاح بعد 6 أسابيع من توقيع العقد، إما في نهاية شهر شباط، أو في بداية شهر آذار، وهذه الدفعة ستكون عبارة عن ما يساوي حوالي 20 بالمئة من الكميات التي قرر لبنان استيرادها، والتي تغطّي حوالي 15 بالمئة من مجموع الشعب اللبناني.

الإعلاميون أولوية

قبل وصول اللقاح إلى لبنان بدأ الحديث عن كيفية توزيعه وعلى أي قطاعات، وأمس تم الإعلان بعد لقاء افتراضي بين كل من وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد، وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان شنقيطي ورئيس اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية الاختصاصي في الأمراض الجرثومية عبد الرحمن البزري، عن أن الإعلاميين سيكونون على متن أولى لوائح التلقيح ضد كورونا.
أثار هذا الإعلان زوبعة ردود على وسائل التواصل الإجتماعي، بين مرحّب ورافض، على اعتبار أن هناك أولويات أهم من الإعلاميين يجب أن ينالوا اللقاح، ولكن بحسب مصادر وزارة الإعلام فإن الإعلاميين لن يأخذوا مكان أحد في الأولويات، وبكل تأكيد هم لن يحلّوا مكان العاملين في القطاع الصحي الذين هم على تماس مع “كورونا” على سبيل المثال، في لائحة الأولويات، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن هذه المسألة لا تُقارب من خلفيات شخصية، ولا يجب أن تكون الأنانية هي المعيار بالتفكير.
يتعاطى الإعلاميون مع “كورونا” بشكل مباشر، ولكن ليس جميعهم، تماماً كالعاملين في القطاع الصحي، لذلك الاولوية ستكون لأولئك الذين يواجهون في الصفوف الأمامية، أما البقية فيمكنهم انتظار المراحل اللاحقة.

الأولويات بحسب منظمة الصحة العالمية

لا يوجد مساواة في العالم، فهناك دول فقيرة وأخرى غنيّة، وهناك داخل البلد الواحد أغنياء وفقراء، وأشخاص يعملون في وظائف متنوعة ومختلفة، وكل هذه المعطيات خضعت للدراسة من قبل منظمة الصحة العالمية لتحديد رؤيتها بشأن اللقاحات وكيفية الحصول عليها، فكان الإهتمام بأن تحصل الدول الفقيرة على اللقاحات أيضاً، ولأن أعداد اللقاحات لا يمكن أن تغطّي البشرية جمعاء في وقت واحد، كان لا بد من وضع معايير لتوزيع اللقاح على الفئات داخل كل مجتمع، بما يخدم ثلاثة أهداف هي أولاً تقليص نسبة الوفيات، وثانياً الحفاظ على وظائف المجتمع، وثالثاً حماية المرضى.
لأجل هذه الغاية جرى التأكيد على ضرورة توزيع اللقاحات على ثلاثة مراحل بشكل عام، مع العلم أنه يمكن لكل دولة أن تقرر وفق رؤيتها، فهناك من قرر منحه بحسب العمر من الأكبر سناً الى الأصغر سناً، وهناك من قرر تقديمه أولا لفئة الشباب لأجل “الإقتصاد”.
المرحلة الأولى تكون الأولوية للممرضين والممرضات والعاملين في نقل المرضى والموظفين الصحيين الذين هم على تماس مباشر مع مرضى الكورونا، دون الأطباء الذين لا يُعتبرون عرضة للخطر المباشر، وأيضاً للمسنين وللأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الكلى أو الرئتين والسرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
وفي المرحلة الثانية يُعطى اللقاح إلى الإعلاميين والسياسيين ومن يعملون في الأماكن المكتظة أو يسكنون في الأماكن الشعبية المكتظة، وبعد ذلك يُعطى للإداريين والأساتذة والعاملين في المدارس. وفي المرحلة الثالثة يُوزّع على البقية.

الأولويات في لبنان

تُشير مصادر مطّلعة في وزارة الصحة إلى أن الأولويات حُدّدت من قبل منظمة الصحة العالمية، وفي لبنان فإن ترتيب الأولويات يأتي استجابة لضرورات ثلاث، الأولى هي حماية الجسم الطبي، وهو الجيش الأول في الدفاع عنا بمواجهة كورونا، والضرورة الثانية تتمثّل بحماية المواطنين الأكثر عرضة للإصابة المرضى والمسنّين، والضرورة الثالثة تتمثّل بالعاملين في المهن الأساسية لإدارة شؤون لبنان.
وتؤكد المصادر أن اللقاح سيكون متاحاً عبر شركات خاصة أيضاً، ولكن ما تشتريه الدولة ستوزّعه مجاناً وفق هذه الأولويات.

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى